سوريا: العاصفة زينة..حرب أخرى

رولا عطار
الإثنين   2015/01/12
كل شيء مطلوب للإحتراق في سوريا (ا ف ب)


لم تكن العاصفة "زينة"، اسماً على مسمى بما تركته من تأثيرات على السوريين، اذ لم تزيّن يومياتهم، بل زادت قسوة ظروفهم المعيشية، ولا سيما في ظل نقص وسائل التدفئة. كما أن كثيرين من السوريين لم يتوقعوا أن تكون العاصفة بهذه الشدة وأن تمتد فترة طويلة.
هي حرب أخرى عاشها السوريون خلال الأيام القليلة الماضية، مع البرد الشديد والعواصف الثلجية، حيث سجلت حالات وفاة كثيرة لأطفال ومسنين نتيجة الصقيع. هذا إلى جانب معاناة السوريين من انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة وبشكل متكرر، إضافة إلى حدوث أعطال كثيرة في الشبكة الكهربائية، ما أعاق التدفئة عبر الكهرباء. وقد تراوحت ساعات التقنين بين 4 و16 ساعة يومياً في بعض المناطق داخل دمشق. وفي مناطق ريف دمشق كان التقنين لأيام متواصلة مترافقاً مع انقطاع للمياه، وعدم توفر الغاز أو المازوت للتدفئة.


منذ اليوم للعاصفة بدا واضحاً أن سكان دمشق يبحثون عن أي وسيلة للتدفئة، فبعد ساعات على بدء تساقط الثلوج وتكسر الأشجار، عمل كثيرون على تجميع أغصان الأشجار والأخشاب من الشوارع لاستخدامها في التدفئة، وبدا مشهد إشعال الناس الحطب على الأرصفة وأمام الحال التجارية، مألوفاً في معظم شوارع العاصمة.
وبسبب الشح في مادة المازوت يلجأ السوريون ممن تتوفر لديهم هذه المادة، إلى استخدامها بحرص شديد وبكميات قليلة جداً خلال اليوم، وهناك من أضطر إلى شراء المازوت بسعر السوق السوداء (180 ليرة سورية، أي أقل من دولار لليتر الواحد) حيث يصل سعر 20 ليتراً إلى ما يقارب 6000 ليرة، أي نحو 28 دولاراً، وهي تعد كمية قليلة لا تكفي استهلاك عائلة واحدة ليوم واحد، خصوصاً في حال وجود أطفال في المنزل حيث تزداد الحاجة إلى تأمين أكثر من وسيلة للتدفئة كما تقول دعاء لـ "المدن".


وقد لجأ قسم من السوريين إلى شراء حاجته من المازوت بالسعر الرسمي أو بسعر السوق السوداء، خلال فصل الصيف، واحتفظ به لأيام الشتاء. ورأى عدد كبير من الأهالي ان تأمين المازوت في وقت مبكر، أفضل بكثير من انتظار الشتاء، حيث يندر وجوده، مما يسبب معاناة للأهالي، وفق ما تقوله نادية، إحدى القاطنات في محافظة السويداء. وتضيف إنّ وضع السويداء سيء جداً على صعيد تأمين المحروقات، على مختلف أنواعها (مازوت وبنزين وغاز)، ويتزامن ذلك مع انقطاع الكهرباء لأيام متتالية خصوصاً في القرى، وهذا ما دفع معظم الناس لإستعمال الحطب في التدفئة.
من جهتها، أوضحت مصادر في محافظة دمشق، أن توزيع مادة المازوت لم يتجاوز نسبة 30%، لذلك سيتم توزيع 20 ليتراً لمن يحتاج هذه المادة في الأحياء الشعبية، مع تخصيص عدد كبير من سيارات التوزيع لهذا الغرض.