"داعش" يتحكم بأكبر مشروع استثماري.. في سوريا

جهاد اليازجي
السبت   2014/09/27

 اثناء هجومه على منطقة عين العرب/ كوباني، سيطر "داعش" على معمل الاسمنت الموجود في تلك المنطقة، والذي يمثِّل أكبر استثمارٍ أجنبي خارج قطاع النفط في البلاد.  ومن المحتمل أن يصير المعمل من أهم مصادر تمويل التنظيم التكفيري الذي تمكن، حتى الساعة، من الحفاظ على سيطرته على المنطقة.

تعود ملكية المعمل، الذي بلغت تكاليف بنائه 600 مليون دولار أميركي، إلى شركة "لافارج"الفرنسية المتخصصة بمواد البناء. وبدأ المعمل في الإنتاج في تشرين الاول عام 2010، أي قبل بداية الثورة السوريَّةِ بخمسة أشهر فحسب.

تعرض المعمل للهجوم في 19 ايلول الجاريونشر "داعش" عقب السيطرة عليه شريط فيديو على "يوتيوب"، يُظهر المنشأة الضخمة خالية من العمال، ومن دون أي مظهرٍ من مظاهر النشاط، بإستثناء المقاتلين الإسلاميين وأناشيدهم التي شكلت خلفية المشهد. ومن غير المعروف ما إذا كان المعمل قد تأثر بالأعمال القتالية أم لا. ولكن المدير العام التنفيذي للمعمل، فريدريك جوليبوا، أكد لـ "المدن" أنه قد تمَّ تعليق الانتاج في المعمل. وأضاف أنّ
"الوضع في المنطقة ليس واضحا، ونحن في مرحلة التحقُّق".


أطلق "داعش" هجوما واسعا على مدينة عين العرب، وهي إحدى المناطق السوريَّة الثلاث التي تقطنها غالبية من الأكراد، مما أدى إلى نزوح حوالي
170 ألف شخص إلى تركيا، في حين تتضارب التقارير حول الوضع الفعلي لمجريات المعركة. ظلَّت المنطقة، حتى الهجوم الأخير في الاسبوع الماضي، بعيدة عن التأثرِ الفعلي بالنزاع، وبقيت شركة "لافارج" متحفظة طيلة هذه الفترة بخصوص الأوضاع في الشركة. إلا أن الشركة، على ما يبدو، كانت مستمرَّةّ بالانتاج، ولكن بمعدلات أقل بكثيرٍ من السابق.

ونظراّ لأعمال العنف، ولضمان سلامة المعمل، فقد تولَّى الجيش النظامي - بحسب إحدى صفحات "فيسبوك" التي يشرف عليها أحد سكان المنطقة - حماية المعمل حتى شهر آب الماضي، حيث انتقلت الحماية إلى حزب "بي. واي. دي - PYD" الكردي - الذراع العسكري لـ"حزب الاتحاد الديموقراطي"، المرتبط بـ"حزب العمَّال الكردستاني - PKK". وعلى ما يبدو حصل "PYD" على بعض المردود المادي لقاء حمايته المعمل، ويعتقد البعض أن العائد المالي من حماية المعمل يشكِّلُ أحد موارد الدخل الرئيسية للحزب.


ومن الملفت للنظر أنَّه قد جرت حتى الآن تغطية هجوم "داعش" على منطقة عين العرب من الناحية الاستراتيجية والعسكرية فحسب، من دون إيلاء أي اهتمامٍ بالعامل الإقتصادي القوي المحتمل لهذه المعركة
. ولكن، بالطبع، إذا تمكَّن "داعش" من فرض سيطرته على المنطقة فسيكون المعمل مصدرا مهمّاً إضافياً من مصادر تمويله، إلى جانب العائدات من انتاج النفط، ومن الضرائب المفروضة على التجار والأفراد في المناطق الواقعة تحت سيطرته.