عاملات المنازل يتظاهرن: لسنا عبيداً

نضال أيوب
الأحد   2014/05/04
عاملات المنازل: "شي بخجّل هالنظام مانعني عطّل. قرف قرف يوم العطلة منو ترف (المدن)
لأنه عيد لجميع العمّال، وعاملات المنازل لسن إستثناء، ولهنّ الحق في قانون يحميهنّ، إنطلقت مسيرة اليوم الأحد، تحت عنوان "من أجل حماية قانونية أفضل لعاملات المنازل المهاجرات"، من الدورة في إتجاه مار مخايل النهر، ضمّت عشرات العمال الأجانب من مختلف الجنسيات. المسيرة تأتي في إطار سلسلة من الأنشطة المستمرة التي تقام للسنة الرابعة على التوالي، لدعم حقوق عاملات المنازل المهاجرات.
هكذا، إذن، إحتفل العمال الأجانب كلّ بطريقته، الغالبيّة لبست الزي الخاص ببلادها، وردّدت الأغاني الخاصّة بها ورقصت طوال الطريق. قادت العاملات المسيرة وهن يصرخن ضد نظام الكفالة: "بدنا بدنا العدالة، بدنا نلغي الكفالة. حماية قانونيّة، مطالب ضروريّة". وقد ندّدن بالإنتهاكات الباطلة التي تطالهنّ "حجز معاش، باطل. حجز باسبور، باطل". كما عبّرن عن حقّهن كأي عامل في الحصول على نهار إجازة "شي بخجّل، شي بخجّل هالنظام مانعني عطّل. قرف قرف يوم العطلة منو ترف".
"أوقفوا نظام الكفالة، أوقفوا نظام العبوديّة الحديث"، لافتة رفعتها إحدى العاملات، التي تقول لـ"المدن" أنّ "العمل المنزلي هو أيضاً عمل، لماذا ينظرون إلينا كأننا مخلوقات أدنى، نعمل من الصباح حتى منتصف الليل ولا نحصل على أي نهار عطلة؟". فيما ترفع عاملة أخرى لافتة تسأل فيها " فيكن تعيشوا بلا ما تاخدوا نهار عطلة بشغلكن؟"، فضلاً عن أخرى تتساءل "فيك تنام بالمطبخ أو عالبلكون؟"، "في شي مرة انحبستوا بالشغل؟". أسئلة مشروعة رفعت برسم من يحرم العاملات حقوقهنّ التي تعتبر أقل من بديهيّة. مطالب أخرى رفعتها العاملات، تطالب بـ"تحقيقات جدية في حالات إنتحار العاملات".
" بدنا نتاخد ع محمل الجد لما نروح نشتكي عند الشرطة"، إشارة للإستخفاف الذي يلقونه حين يذهبن للشكوى. ولم تستثن العاملات التذكير بحرمانهن من الأجر اللائق "بحقلنا نقبض الحدّ الأدنى للأجور"، حيث يعملن مقابل راتب لا يتعدى الـ150 دولاراً في أغلب الأحيان، علاوة على التذكير بحقهن الطبيعي في تغيير عملهن وفي الإحتفاظ بجواز سفرهن: "وأنا كمان بحقللي غيّر شغلي"، "باسبوري حقي مش ملكك". 
من جهة أخرى، ألقت ناطقة بإسم عاملات المنازل المهاجرات خطاباً بإسمهنّ، ذكرت فيه بالعاملات اللواتي متن في لبنان، والعاملات اللواتي غبن عن المسيرة "لأنن محبوسين جوّا البيت". ثم راحت تعدّد التسميات التي تطلق عليهنّ: "خادمة، صانعة، بنت، نحنا عمّال مش عبيد". وأشارت إلى أنّه "حتى اصحاب العمل الجيدين يأكلون حقوقنا بغياب القوانين التي تحمينا، ويطلبون منا عدم ترك المنزل أو التحدث مع أحد أو يحتفظون بجواز السفر". ورأت أنه "لو كانت هناك قوانين أفضل ستكون هناك مساءلة لأصحاب العمل على أفعالهم، وبالتالي ستكون هناك حمايّة"، وأكدت أنّ "اليوم هو يوم أمل، هو إحتفال، إحتفال بالتضامن، فرغم أننا من جنسيات مختلفة إلّا أننا متحدون جميعاً بهذا النضال، لن نستسلم أو نيأس وسنستمر بالمطالبة بحقوقنا حتى تحقيقها، وسنحققها".
الجدير بالذكر أنّ هذا النشاط نظمته مجموعة من المنظمات العاملة على دعم حقوق عاملات المنازل المهاجرات، وهي منظمة "كفى عنف وإستغلال"، و"مؤسسة عامل الدوليّة"، و"حركة مناهضة العنصريّة"، و"كريتاس لبنان"، و"مركز الأجانب"، فضلاً عن "مؤسسة إنسان". 
.