أسعار النفط: واشنطن لن تكسر حاجز الـ 70 دولارا

عزة الحاج حسن
الجمعة   2014/11/21
احتمال أن تخفض "أوبك" الانتاج للمحافظة على استقرار الأسعار (علي علوش)

 

تستقطب بورصة أسعار النفط أنظار دول العالم، إذ سيطرت سمة الإنخفاض عليها منذ خمسة أشهر وحتى اليوم. ويذهب البعض في تحليلهم أسباب هذا الإنخفاض الى زيادة الإنتاج النفطي غير الاعتيادي للولايات المتحدة الأميركية في ظل تراجع الطلب العالمي على النفط، بالإضافة إلى المخاوف الناجمة عن تراجع النمو الاقتصادي العالمي، غير أن بعض خبراء النفط يذهبون الى أبعد من ذلك ويلمحون إلى بعد جيو- سياسي لانخفاض أسعار النفط.
وفي ظل القلق المُحدق بالإقتصاد العالمي، تتزايد المخاوف من مزيد من الإنخفاض في الأسعار خلال العام المقبل 2015، وبالتالي وصولها إلى مستوى خطر.
وبالرغم من المسار الانخفاضي الذي سلكته أسعار النفط عالمياً، وبعد أن تحرك سعر برميل مزيج برنت، في الأيام القليلة الماضية، في نطاق 79 دولاراً، وتحرك سعر برميل النفط الأميركي ضمن نطاق 76 دولاراً، يؤكد الخبير النفطي ربيع ياغي لـ"المدن" استحالة وصول سعر النفط الأميركي الى الخطوط الحمر، "أي أنّها لن تنخفض عن مستوى السبعين دولاراً للبرميل".
يعزو ياغي أسباب عدم انخفاض سعر برميل النفط الأميركي إلى ما دون 70 دولارا، إلى أن تكلفة الاستثمارات الاميركية في النفط الصخري تبلغ نحو 50 دولاراً للبرميل، "إذاً تشكّل السبعين دولارا خطاً أحمر لا يمكن تجاوزه إذا احتسبنا تكلفة عملية النقل والربح وغيرها من الأمور التقنية، من هنا فإن سعر النفط الأميركي لا يمكن أن ينخفض الى أكثر من 70 دولاراً للبرميل ومن المرجح أن يتراوح خلال العام 2015 بين 70 دولارا كحد أدنى و75 دولاراً كحد أقصى. وتضاف خمسة دولارات إلى مزيج خام الأوروبي (برنت) ليتراوح سعره بين 75 و80 دولاراً للبرميل".

وحول أسباب تراجع أسعار النفط العالمية يرى ياغي أن السبب المباشر لتدهور الأسعار هو ميزان العرض والطلب، ويقول: "هناك تخمة في الأسواق من النفظ الخام، ولا سيما أن هناك الكثير من الدول من داخل أوبك ومن خارجها تنتج بطاقتها القصوى كالمملكة العربية السعودية، إضافة الى ارتفاع انتاج الولايات المتحدة الأميركية خلال السنتين الماضيتين من النفط الصخري، بحيث أنها تمكنت من تغطية الطلب المحلي المتمثّل بـ 2.5 مليون برميل يومياً، أي أنها توقفت عن استيراد هذه الكميات من الاسواق العالمية، وهو أمر يشكّل بحد ذاته خللاً في الأسواق".
ويضاف إلى تلك الأسباب، وفق ياغي، "حال الركود الإقتصادي الذي تعاني منه الدول الأوروبية وتراجع نمو الاقتصاد الصيني، وهناك سبب آخر مهم وهو ايجابية البيانات الاقتصادية في واشنطن، نظراً الى أن الولايات المتحدة الأميركية تمثل أكبر سوق استهلاكية وأكبر سوق إنتاجية، وكذلك أكبر سوق استيرادية في العالم، وقد أدى خروج الإقتصاد الأميركي من عنق الزجاجة إلى تحسن سعر صرف الدولار تجاه العملات الاخرى والسلع الأولية، وبما أن النفط مسعر بالدولار فقد ساعد ذلك على انخفاض أسعاره".


هذا بالنسبة إلى الأسباب العلمية، أمّا بالنسبة إلى السبب الأهم فهو السبب الجيو- سياسي والذي يتمثل بممارسة واشنطن ضغوطاً كبيرة على الاقتصاد الإيراني والفنزويلي والروسي.
وعمّا إذا كان السوق مقبلاً على حرب أسعار يرى ياغي أن "لا مجال لحرب الأسعار بدليل ان السعودية وهي اللاعب الاكبر في الشرق الأوسط من حيث انتاج النفط في مجموعة اوبك، لن تذهب الى خفض الانتاج للمحافظة على الاسعار، بل على العكس تعمل الرياض على رفع الانتاج بالرغم من انخفاض الاسعار لأن الميزان التجاري في السعودية مبني على أساس سعر برميل النفط 70 دولارا، وهي بذلك (أي المملكة) لا زالت خارج دائرة الخطر".
أما بالنسبة إلى الدول المستوردة للنفط ومن بينها لبنان فهي مستفيدة من انخفاض اسعار النفط، ولا سيما في غياب أي مصادر ذاتية للطاقة، وهذا ما تلمسه السوق اللبنانية على صعيد المشتقات النفطية .
وحسب "وكالة الطاقة الدولية" فإنّ سوق النفط العالمية دخلت حقبة جديدة، فذلك يعني أن العودة سريعاً إلى الأسعار المرتفعة بات أمراً مستبعداً، وفي حال عدم وقوع "أي تعطيلات جديدة للمعروض فإن الضغوط النزولية على سعر النفط قد تتصاعد في النصف الأول من 2015"، بانتظار ما ستؤول إليه اجتماعات "منظمة أوبك" الأسبوع المقبل، مع احتمال قيامها بخفض الانتاج للمحافظة على استقرار الأسعار.