الأب ميشال سبع... عن الزنى

المدن - ثقافة
الأربعاء   2023/03/29
"باولو وفرانشيسكا" للفرنسي جان أوغست دومينيك آنغر
جاء في بعض الكتب التي اصطبغت بالدينية اليهودية، أنّ الزنى هو السماح للغرباء بوطئ أرض المدينة أو فسحة الدار، وتسمّى عرفة أو عتبة الباب وتُسمّى العرض... وفي كلمات المسمى أشعيا وأرميا، أنّ أورشليم هُدمت لأنها كانت مدينة زانية أي فتحت أبوابها للغرباء، ويشبه فتح أبواب المدينة، المرأة التي تفتح ساقَيها للغرباء.

هذه المفاهيم، أتت عند اليهود كردّ فعل على الزنى المقدس الذي كان عند الكنعانيين، حيث كانت العذراوات تقفن أمام هيكل عشتار ليقدّمن عذريتهن للغرباء من أجل تمويل مصاريف الهيكل. وكانت الفتاة التي تفقد عذريتها باكراً، يتخاطفها الشبان لأنها نالت بركة عشتار، وسيكون رحمُها مباركاً...

إذاً... الزنى لم يكن مجرد فعل جنسي بحد ذاته، بل ارتبط بتوابعه السياسية والاقتصادية...

والزواج هو اسم لفعل جنسي، له أيضاً توابع اقتصادية وسياسية اجتماعية تحت مظلة دينية... فالرجل الذي يقوم بفعل جنسي مع امرأة لقاء بدل مالي، يعتبر فعله فعل زنى، لكن عندما يقام هذا الفعل نفسه تحت مظلّة دينية عند بعض الطوائف الدينية يصبح مقبولاً اجتماعياً ودينياً... كذلك عندما تتزوّج فتاة من رجل ثري أو ذي سطوة أو مركز اجتماعي، فهذا يعتبر زواج لقطة وهو لا يختلف عن المتعة لقاء المال... وعندما يتزوج شاب من فتاة لأنها موظفة وعندها بيت ورثته من أهلها فهو لا يختلف عن أي فعل زنى لقاء المكاسب...

وفي الواقع... قد تكون النسبة كبيرة في زيجات الزنى، لكنها مغلفة بمباركة دينية وبلفلفة اجتماعية...

أما العلاقات خارج الزواج فهي ما زالت تماماً كما في المفهوم اليهودي، أي دخول غريب إلى عتبة الدار...

كل علاقة بين حبيبين بدافع الحب هي وحدها مقدسة... وهذه لا تقاس بزمن أو مكان أو عُمر أو جنس... الحب وحده فوق الشرائع والقوانين لأنه فعل الألوهة في الإنسان...

(*) مدونة نشرها الأب والدكتور في الاجتماع السياسي، ميشال سبع، في صفحته الفايسبوكية.