"معاينة الماضي من خلال الأرشيف و الفن"...في "هنغار أمم"

المدن - ثقافة
السبت   2023/01/21
دعت "أمم للتوثيق والأبحاث" إلى جانب "فوركاست 7" (برلين)، لحضور لقاء حواري يطرح مسألة "معاينة الماضي من خلال الأرشيف والفن" في "هنغار أمم" عند الساعة السابعة من مساء اليوم السبت في 21 كانون الثاني الجاري. 

يشارك في هذا الحوار الفنان اللبناني ألفرد طرزي، والفنان ألكسيس غييه الفرنسي الجنسيّة. وهو لقاء يدور ما بين فنانين يجمعهما هاجس الذاكرة في أعمالهما الفنية ولو أنّ كلّاً منهما يقارب المسألة من زاوية مختلفة. فطرزي، يهتم بشكل أساسي بموضوع الذاكرة والهويّة وتتجه مقاربته الفنية الخاصّة نحو إخراج الذاكرة من حالتها الأرشيفية الثابتة، لتتحول لمادة خام للعمل الفني، قابلة لأن يعاد تركيبها واختراعها وبذلك تكتسب وظيفة آنية تخرجها من جمادها صوب الحياة مجددا، غير أن أعماله تحثنا أيضا على مراجعة التاريخ وما يجمعه من تضادٍ ومفارقات كما في تجهيزه "ذاكرة مدينة من ورق" الذي يسترجع فيه تاريخ الصحافة الورقية في لبنان ولم يزل قيد العرض في الهنغار-أمم.

في"ذاكرة مدينة من ورق" الذي هو نتاج تعاون مشترك مع أمم للتوثيق والأبحاث، يعيد طرزي تشكيل مدينة متخيّلة، مستندًا إلى تاريخ فن صناعة الصورة وبخاصة فنّ الكاريكاتور في لبنان.

يوظّف طرزي أرشيف المجلات والصحف التي كانت تصدر في لبنان منذ ثلاثينيات القرن الماضي وحتى ثمانينياته كمادة خامّ لهذا التجهيز، ويعيد تشكليها تبعاً لرؤيته الخاصة ضمن بناء هندسي يعيد فيه تأويل العناصر المختلفة لهذه الذاكرة البصرية، فتبدو المدينة التي يستنبطها في إعادة سرديته لهذا التاريخ حاضرة وهشة في آن معا، على نحو لا ينفصل عن حاضر بيروت اليوم.

ولطرزي تجهيز آخر هو قيد العرض أيضا حاليًّا وبعنوان "نشيد الحب"، حيث يستعيد جانبًا من تاريخ عائلته الذي يتصّل أيضا بتاريخ الفنون الحرفيَة في لبنان وبلاد الشام عامَة. والتجهيز كما قد يوحي عنوانه هو نشيد حب للعمل اليدوي والحرفي يأخذنا صوب منحى مختلف في علاقتنا مع المادة والزمن ونحو حوار حي مع المادة نفسها وهذه خاصية تحتلّ حيزًا مهمًا في أعمال طرزي.

أما بالنسبة لألكسيس غييه، فهو فنان يعتمد على وسائط مختلفة سواء كانت بصرية أو أدبيّة يعيد من خلالها مونتاج سرديات بديلة هي وليدة التوثيق والبحث والتقصّي في جمع القصص الفردية أو الجماعية المتناولة. فينصبّ اهتمامه على تبيان أوجه التماثل والترابط ما بين الأفكار معتمدا على "البارانويا" كوسيلة. وينطلق الفنان مؤخرًا فيما يخوض فيه من فكرة أنّ الحادثة أو الكارثة والعنف الذي يرافقهما أمران يتكرران على نحو ملّح. وينصبّ اهتمامه في مشروعه الأخير "السينما التي تقتل" على الحريق الشهير الذي اندلع أثناء تصوير فيلم "كلّنا فدائيّون" لغاري غارابديان عام 1969 وأدّى لمقتل عدد من العاملين في الفيلم ومنهم المخرج نفسه، وقد استند الفنان في هذا المشروع على مقاطع من الفيلم تعود إلى مجموعة أرشيف استوديو بعلبك لأمم للتوثيق والأبحاث.