بورصة نوبل للآداب... هل تخطفها أوكرانيا؟

المدن - ثقافة
الإثنين   2022/10/03
ولودميلا أوليتسكايا.. كاتبة روسية منفيّة ومعارضة للكرملين
من المنتظر أن تعلن الأكاديمية السويدية الملكية، الخميس المقبل: 6 أكتوبر/تشرين الأول 2022، اسم الفائز(ة) بجائزة نوبل للأدب 2022. هناك أسماء مرشحة كالعادة. لكنها تبقى مجرد ترشيحات، وغالباً ما فاجأتنا الأكاديمية السويدية، كل مرة، بتتويج اسم أدبي خارج الترشيحات، وغير معروف أحياناً.

وقال الناقد في صحيفة "داغينس نيهتر" السويدية، يوناس ثينتي، إنه "من الصعب أكثر من أي وقت مضى التخمين حين نرى أن السنة الماضية لم يفكر أحد باستثناء أعضاء الأكاديمية بـ(عبد الرزاق) غورنا". وأشار -على غرار كثيرين- إلى المجري لازلو كراسناوركاي، والأميركيين توماس بينشون ودون دي ليلو، والكاتب المسرحي النروجي جون فوسه. وكان الروائي والأكاديمي البريطاني تيم باركس، شكك في أن يكون أعضاء اللجنة السويديون قادرين على تذوق الشعر الإندونيسي مثلاً أو الأدب الأفريقي، منتقداً في مقال سابق أن يكون أعضاء الأكاديمية قادرين على تحديد أعظم الروائيين والشعراء في الساحة الدولية، ومشيراً إلى انحيازهم للثقافة الإسكندنافية، إذ فاز 16 أديباً من أصول إسكندنافية بالجائزة العالمية من أصل 113 منذ إطلاقها وحتى العام 2016. في المقابل، كشفت الكاتبة إلين ماتسون، العضوة فى الأكاديمية السويدية وفي لجنة نوبل، كواليس عمل اللجنة حتى لحظة اختيار الفائز في كل دورة، وذلك خلال حوار نشرته الجائزة عبر موقعها الرسمي. وعن كيفية الترشح لجائزة الأدب، قالت: "يوجد نظام لعملية الترشيح، يتمثل في العلماء والنقاد والمتحدثين باسم المنظمات الأدبية والأكاديميات الأخرى، ويمكن للفائزين السابقين، ترشيح أسماء لذلك نحصل على الكثير من الأسماء من جميع أنحاء العالم". وكشفت ماتسون أبرز المعايير لاختيار الفائزين بنوبل: "الأمر كله يتعلق بالجودة. الجودة الأدبية بالطبع. يجب أن يكون الفائز شخصًا يكتب أدبًا ممتازًا، شخصًا تشعر به عندما تقرأ له بأن لديه تطورًا مستمرًا في كتبه".

وفتحت التقارير بورصة الرهانات والمضاربات على الأسماء التالية من دون ترتيب:
نور الدين فرح - الصومال
جويس كارول أوتس - الولايات المتحدة الأميركية
كو أون - كوريا الجنوبية
جون فوس - النروج
سيس نوتبوم – هولندا
ماري ندياي - فرنسا
آني إرنو - فرنسا
نينا بوراوي - فرنسا
كولم تويبين - إيرلندا
أنطونيو لوبو أنتونيس – البرتغال

وهناك لائحة مرشحين متداولة في الانترنت تضم عدداً كبيراً من الأسماء، بينها الروماني ميرسيا كورتوريسكو، الياباني هاروكي موراكامي، اليابانية المقيمة في ألمانيا يوكو تاوادا، الروسية ليودميلا أوليتسكايا، الكنديتان مارغريت أتوود وآن كارسون، الصينيان كان شيوي ويان ليانك، النيجيرية شيماندا نغوزي أديتشي، الألمانيان بوثو شتراوس ويورغن هابرماس، البريطانيان هيلاري مانتل ومارتن أميس، الفرنسيان هيلين سيكسوس وميشيل ويلبك، الأميركيون كولسون وايتهيد وإدموند وايت وكورماك مكارثي وتوماس بينشون، الموزمبيقي ميا كوتو، والرواندية سكولاستيك موكاسونجا. 

ويرى الأكاديمي الأميركي، بروتون فيلدمان، في كتابه النقدي "جائزة نوبل.. تاريخ العبقرية والجدال والحظوة"، أن "الجائزة تُرى على نطاق واسع بوصفها جائزة سياسية، أي جائزة نوبل للسلام متنكرة في قناع أدبي". بإزاء هذا قد تنقل جائزة نوبل للآداب رسالة مناهضة للكرملين وسياسة بوتين في حرب أوكرانيا، وقد تستفيد الروسية ولودميلا أوليتسكايا (ولدت العام 1943) التي تم تداول اسمها كثيراً خلال السنوات الماضية في هذا الإطار وهي منفيّة خارج روسيا ومن أشد منتقدي نظام بوتين، بحسب نقاد تحدثوا إلى وكالة "فرانس برس". وإذا كان ألفريد نوبل، مؤسِّس الجائزة، أوصى بأن تذهب جوائزه إلى من فعل خيراً للبشرية، فهذه السنة تمنح الجوائز على وقع الغزو الروسي لأوكرانيا الذي أدى إلى تفتيت عقود من السلام المستمر تقريبًا في أوروبا، وزاد من مخاطر كارثة نووية.