" لماذا الجنس للمتعة"؟

المدن - ثقافة
الأحد   2021/08/01
(غيتي)
 صدر عن دار سطور كتاب "لماذا الجنس للمتعة" للكاتب جاريد دايموند، ترجمة احمد ابراهيم، سامر حميد.
جاء في تعريف الكتاب: "بالنسبة لنا نحن البشر، تبدو الحياة الجنسية للحيوانات غريبة، ولكن حياتنا الجنسية هي الغريبة حقاً. إننا النوع الاجتماعي الوحيد الذي يصر على ممارسة الجنس على انفراد. والأغرب اننا نمارسه في أي وقت، وحتى بفترات عدم الاخصاب. مثل فترة الحمل أو سن اليأس. لا تعرف الأنثى البشرية وقت إباضتها بالتحديد. ولا تعلن عنها للذكور من خلال تغيرات اللوان والروائح والاصوات التي تستخدمها إناث الثديّات الأخرى".

قرود البابون -مثلًا- تظهر عليها علامات يمكنك أن ترصدها من على بعد أميال وهي المؤخرة الحمراء، وتطلق الغربان صفيرًا في زمن التزاوج. لهذا يمارس البشر الجنس في أي وقت حتى لا تضيع فرصة الإخصاب والحمل. يسأل المؤلف لماذا نختلف جذرياً في هذه الجوانب وغيرها من جوانب نشاطنا الجنسي عن أقرب أسلافنا من القردة العليا؟ ولماذا تمر الأثنى البشرية، وحدها تقريباً بين الثديّات بفترة انقطاع للطمث؟ ويقول المؤلف نتيجة لعدم ظهور علامات واضحة للتبويض عند الأنثى كان على الرجل أن يستمر في ممارسة الجنس مع شريكته طوال الوقت؛ وذلك ليضمن أن تصادف حيواناته المنوية بويضتها عند الجماع ومن ثم ظهرت فكرة متعة الجنس أو الجماع من أجل المتعة. وفي نفس الوقت يستدعي الرجل استعداد المرأة إلى ممارسة الجنس في أي وقت بغض النظر عن أنها حامل أو غير مستعدة للإنجاب أو حتى انقطع عنها الطمث ولم تعد قادرة على الإنجاب أصلًا. ويشير المؤلف إلى أن انقطاع الطمث عند المرأة يعدّ من أغرب سمات الحياة الجنسية عند البشر، ويعني انقطاع الطمث توقف المرأة عن إنتاج البويضات فتصبح عقيمة، وهي عملية لا تتسق بشكل كبير مع النمط المعتاد في عالم الحيوان. خاصةً وأن التطور يُحبّذ نشر جينات النوع لرفع احتمالات إنتاج نسل جديد. والشاهد أن أغلب الحيوانات تظل خصبة وصالحة للإنجاب حتى تموت. واختلف الإنسان في ذلك حتى عن القردة العليا. هذه الظاهرة ساعدت الأم على عدم استهلاك طاقتها الجسدية في مزيد من الانتاج، ومن ثم توفير رعاية أفضل للأطفال، كما ساعدتها أيضًا على الحياة لفترة أطول وأتاحت لها فرصة نقل الخبرات والتعلم إلى الأجيال الأصغر منها.
 
في هذا الكتاب يأخذنا جاريد دايموند برحلة شيقة، خفيفة الظل، لشرح القوى التطورية التي عملت على اسلافنا لتجعلنا مختلفين جنسية. ويظهر "لماذا الجنس متعة" كيف ادى نشاطنا الجنسي البشري إلى جانب ادمغتنا الكبيرة، وقامتنا المنتصبة إلى تحسن فرصنا في البقاء واعتلائنا عرش الممكلة الحيوانية".

(*) جاريد مايسون دايموند عالم وكاتب أميركي تتناول أعماله مجالات عدة. يشغل حالياً منصب أستاذ الجغرافيا والفيزيولوجيا في جامعة كاليفورنيا، لوس أنجليس. معروف بكتبه العلمية الحائزة جوائز مثل الشمبنزي الثالث والأسلحة والجراثيم.