عبد الرزاق قرنح يتسلم "نوبل للآداب" في لندن

المدن - ثقافة
الثلاثاء   2021/12/07
قرنح يتسلّم شهادة نوبل للآداب 2021 في لندن (غيتي)
تسلم الروائي البريطاني-زنجباري الأصل، عبد الرزاق قرنح، جائزة نوبل للآداب، تقديراً لمؤلفاته عن الهجرة والاستعمار، خلال مراسم في بريطانيا حيث يعيش الروائي المولود في زنجبار منذ أكثر من نصف قرن. وبسبب القيود المتصلة بجائحة كوفيد-19، تُسلم جوائز نوبل للعلوم والآداب من دون مظاهر البذخ الاعتيادية، في بلدان إقامة الفائزين، للسنة الثانية على التوالي.

وفي لندن، تسلم قرنح، الإثنين، جائزته وشهادة الفوز، من السفيرة الأسوجية ميكايلا كوملين غرانيت، قبل بضعة أيام من مراسم تقام في مقر بلدية ستوكهولم في العاشر من ديسمبر، ذكرى مولد ألفريد نوبل. وقالت السفيرة الأسوجية للروائي الفائز "في الأوضاع العادية، كنت لتتسلم جائزتك من صاحب الجلالة ملك السويد. لكن هذا العام، الجائحة فرضت علينا إقامة احتفال عن بعد. وبما أنك غير قادر على التوجه إلى ستوكهولم، فإن ميداليتك وشهادتك لجائزة نوبل أُحضرتا اليوم إلى هنا". وذكّّرت السفيرة بأن لجنة نوبل منحت قرنح الجائزة تقديراً لسرده "المتعاطف والذي يخلو من أي مساومة لآثار الاستعمار ومصير اللاجئين العالقين بين الثقافات والقارات". كما أشادت لجنة تحكيم هذه الجائزة المرفقة بمكافأة مالية قدرها عشرة ملايين كرونة سويدية (1,1 مليون دولار)، بتمسك قرنح "بالحقيقة وإحجامه عن التبسيط".

وُلد قرنح سنة 1948 في زنجبار التابعة حالياً لتنزانيا، وهو لجأ إلى إنكلترا في نهاية ستينات القرن العشرين بعد بضع سنوات على استقلال هذه المستعمرة البريطانية السابقة، في وقت كان العرب فيها يتعرضون فيها للاضطهاد. وهو بدأ الكتابة في سن 21 عاماً في بريطانيا، البلد الذي حاز جنسيته، مستلهماً ذكرياته وتجربته كمهاجر. وقال قرنح خلال مؤتمر صحافي أقيم في لندن غداة الإعلان عن فوزه بالجائزة مطلع تشرين الأول/أكتوبر "أريد الكتابة عن التفاعلات الإنسانية، وما يمرّ به الناس عند إعادة تشكيل حياتهم من جديد". وفي مقال نشرته صحيفة "ذي غارديان" البريطانية سنة 2004، كشف عبد الرزاق قرنح أنه وقع في شباك الكتابة، بحسب تعبيره، من دون أن يكون قد خطّط لذلك، موضحاً: "بدأت أكتب بلامبالاة وبشيء من الخوف من دون أي تصوّر، مدفوعاً برغبة في الإفصاح عن المزيد".

ونشر قرنح، منذ العام 1987، عشر روايات، فضلاً عن قصص قصيرة. وهو يكتب بالإنكليزية حتى لو كانت السواحلية لغته الأم. وتتطرّق رواياته الثلاث الأولى "ميموري أوف ديبارتر"(1987) و"بيلغريمز واي"(1988) و"دوتي"(1990) إلى تجارب المهاجرين في المجتمع البريطاني المعاصر. وهو تمايز خصوصاً بروايته الرابعة "بارادايس" التي تجري أحداثها في شرق إفريقيا خلال الحرب العالمية الأولى. ورشّحت الرواية لجائزة "بوكر" الأدبية البريطانية. ويعيش قرنح حالياً في مدينة برايتون، في جنوب شرقي إنكلترا، وقد درّس الأدب في جامعة "كنت" حتى تقاعده. ويؤكد الروائي أنه سيستمر بعد فوزه بجائزة نوبل بالحديث صراحة عن مسائل طبعت مسيرته الأدبية ورؤيته للعالم. وقال: "هذه طريقتي في الكلام، أنا لا أؤدي دوراً بل أقول ما أفكر به".

وينتقد قرنح تشدد الحكومات الأوروبية مع المهاجرين الآتين من إفريقيا والشرق الأوسط، واصفاً هذه السياسة بأنها قاسية وغير منطقية. ونشرت روايته الأخيرة في العام 2020 تحت عنوان "آفترلايفز" وهو يتطرّق فيها إلى الاستعمار الألماني لإفريقيا. واعتبر النقاد أن فوز قرنح بالجائزة انتعاشة لها بعد سنوات من الروتين والفضائح. علماً أن دار "أثر" السعودية حظيت بحقوق ترجمة أعماله إلى العربية.