وداعاً بسام سابا..رئيس الكونسرفاتوار وجالب الجاز إلى نَول الشرق

المدن - ثقافة
الجمعة   2020/12/04
توفي رئيس المعهد العالي للموسيقى "الكونسرفاتوار"، الموسيقار بسام سابا، متأثراً بتداعيات إصابته بفيروس كورونا. وكان سابا يقاوم مضاعفات الفيروس بعدما أُدخل الشهر الماضي الى مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت، وتم نقله الى المبنى الخاص لمعالجة مرض الكورونا التابع للمستشفى. 
وكتب الباحث أديب نعمة
وداعاً بسام. قاومت المرض كثيراً، وصلّينا لك أكثر، من دون فائدة.
ها قد غادرت آلامك والانهيار المتدحرج لجسدك المتعب، وتحولت اوجاعك الى حزن في قلوبنا وقلوب محبيك.
قلبي مع ديالا وماريانا. مع ماري وسميح ونقولا وايليا، ومعنا نحن عائلتك أبناء عمك وخالاتك اشقاؤك منذ طفولتنا المشتركة.
انضممت الى اندريا وماريو وغلوريا ونقولا، والى أنطون وديليا وهيلين واوجيني وسركيس وميشال وام صلاح وابوصلاح، والى عمك الدكتور علي، وغيرهم من المحبين الذين سبقوك. أتخيلهم متحلقين حولك، وأنت وسطهم تنفخ في الناي وفي كل آلات الموسيقى سيمفونيتك الأخيرة، وتعزف لأنطون لحنه الذي لم يسمعه منك على الأرض.
أنقل لهم سلامنا.... وارقد بسلام أنت أيضاً، وقد غادرت هذه الأرض التي تئن بجروحها من قساوة هذا الزمن.

وكتبت الشاعرة ليليان يمين: 
رحل اليوم مدير الكونسرفاتوار الوطني الموسيقار اللبناني بسام سابا، وهو العائد يوماً من نيويورك وفي جعبته ألحان الجاز على نول الشرق، وكأنه كان يجري حواراً بين الآلات الشرقية والغربية. كان عزفه يحيد قليلاً عن التراث لكن لطالما بقي على الجسر الذي يربطه بالشرق حتى في المقطوعات التي تتسم بالطابع الغربي، ليصل بين أشكال وتعبيرات فنية مختلفة.
يرحل اليوم ذاك المتسلل الى مناطق لحنية وعزفية مفاجئة، جامعاً بين التعبير الحديث والكتابة العلمية، كما في معزوفات "على أبواب الشرق" و"نيرفانا" و"الى ابي".
من يطّلع على موسيقى بسام سابا، يدرك أنه غرف من التراث والموسيقى العربية التقليدية بقدر ما حاول تشكيل هوية جديدة للموسيقى الشرقية، وحنا أحياناً الى التجريب وعمل على التنويع في توزيع الأدوار بين الآلات على الصعيد الإيقاعي أو على مستوى الآلات الغربية والشرقية معاً.

وكتب المسرحي فائق حميصي:
كان أصغرنا يوم تقطعت بنا السبل في باريس، منتصف السبعينات من القرن الماضي، فأسسنا فرقة الميادين مع مارسيل خليفة لنعيش مما نتقن من الأعمال، وكان بسام يتقن عزف الناي والكمان، وكانت له في كل حفلة فقرة خاصة.. كان أصغرنا ولا زال واليوم أدى فقرته الأخيرة ورحل.. بسام سابا مدير الكونسرفتوار الوطني في لبنان كما عرفته وكما أحب أن احتفظ بصورته.