"حي أساكوسا" لكاواباتا..حي المتعة والهوى في طوكيو

المدن - ثقافة
الأحد   2020/01/26
صدرت رواية ياسوناري كاواباتا "حي أساكوسا" لدى دار الساقي في بيروت، ترجمة جولان حاجي... كان حيُّ أساكوسا القديم في طوكيو حيَّ المتعة والملاهي وحياة الليل خلال عشرينيات القرن العشرين. تحفل الرواية بقصص ومشاهد من الحياة البوهيمية في أساكوسا حيث يختلط المتسوّلون وبنات الهوى القاصرات مع راقصات الاستعراض والكتّاب البارزين. تترأس الراقصة الشابة يوميكو عصابة غامضة تُدعى «عصابة الحزام الأحمر»، وأحد أفرادها هو راوي القصص المجهول الاسم في هذا العمل الذي يُعَدّ واحداً من الأعمال التأسيسية في الأدب الياباني الحديث.

 كتب جولان حاجي في تقديمها "كان حي أساكوسا في طوكيو حي المتعة، حيث التجاور العريق بين المعابد والمواخير. أتذكر كافافيس، كما نقل عنه بعض أصدقائه حين كان ينظر من نافذة بيته في الإسكندرية: "أي مكان أجمل من هذا يمكن أن أستقر فيه، وسط مراكز الوجود هذه: مبغى، وكنيسة للغفران، ومستشفى يموت المرء فيه".

لا يشبه هذا العمل أياً من روايات كاواباتا التي يعرفها محبوه، وقد ترجم معظمها إلى العربية عبر لغات وسيطة. استنزفت الترجمة الكثير من الوقت، وما كنتُ سأبذل في إعداد المقدمة المستفيضة نسبياً والهوامش الكثيرة ما بذلتُ من جهد لولا الحب الذي أكنه لرهافة تلك الروح ودقة ما تراه. بالطبع، ما كنتُ سأعدّها لولا الكتب والدراسات التي أنجزها مترجمون وباحثون أمثال روي ستارز ودونالد ريتشي وسيسيل ساكاي.

ترجمت أولاً الرواية الأخيرة لكاواباتا "هندباء برية"، ثم روايته الأولى "حيّ أساكوسا" وتوقفت، لأن النقل عن لغة وسيطة مرهق وعبثي في أحيان كثيرة، وربما لا مفر منه حالياً. أعمال كاواباتا وحدها تشغل سبعة وثلاثين مجلداً باليابانية.

نقلتُ "حي أساكوسا" ("عصابة الحزام الأحمر" في عنوانها الأصلي) عن الترجمة الإنكليزية لأليسا فريدمان، ثم طابقت الترجمة العربية الأولى كاملة مع الترجمة الفرنسية لسوزان روسيه، وهي تختلف عن النسخة الإنكليزية اختلافات عديدة محيرة يصعب حصرها. تعذر الرجوع إلى الأصل الياباني لأنه مكتوب بلغة قديمة لا يقرؤها اليابانيون المعاصرون ولا يعرفها إلا مختصون قلّة. هذه المرة، لم تستطع رشا أبا زيد ان تسعفني كما تكرّمت في مرات سابقة.
مطلع التسعينيات، أهداني عبد اللطيف الحسيني رواية "الجميلات النائمات" (ترجمة ماري طوق). ومذاك، لا أنقطع عن الرجوع إلى كاواباتا. حاولتُ مراراً الكتابة عنه، ولا أزال، واحتفظتُ دائماً بالمسودات لنفسي. حاول مترجموه العرب كامل يوسف حسين وبسام حجار وصبحي حديدي أن يكتبوا عنه في مقالات اقتصرت غالباً على التعريف بسيرته وفنه ومكانته. لا أظنّ أن مترجميه الآخرين مثل عبد الرزاق جعفر أو صلاح نيازي أو سهيل إدريس قد كتبوا عنه شيئاً".

ياسوناري كاواباتا (1899-1972)

روائي ياباني نال «جائزة نوبل للآداب» سنة 1968 لـ«براعته السردية التي تعبّر بحساسية كبيرة عن جوهر العقل الياباني». كان ناقداً أدبياً بارزاً اكتشف كتّاباً من جيل الشباب ورعاهم، ومن بينهم يوكيو ميشيما. صدر له عن دار الساقي رواية «هندباء بريّة».