بعد طول تشكيك: لوحة فان غوخ الذاتية.. أصلية

المدن - ثقافة
الثلاثاء   2020/01/21
خلص باحثون عكفوا ست سنوات، على دراسة لوحة نادرة رسمها الفنان فنسنت فان غوخ لنفسه، إلى أنها أصلية وبريشة العبقري الهولندي، بعدما سادت شكوك في أنها مزيفة لعقود.

وقال متحف فان غوخ في أمستردام، إن تلك اللوحة هي على الأرجح العمل الفني الوحيد الذي عُرف أن فان غوخ رسمه خلال معاناته من نوبة ذهان، صيف العام 1889، دخل خلالها المستشفى في مدينة سان ريمي الفرنسية.

وعانى فان غوخ المرض العقلي والنفسي خلال حياته، وتوفي منتحراً بالرصاص وعمره 37 عاماً في 1890.

واشترى متحف النروج الوطني، اللوحة، في العام 1910، مقابل عشرة آلاف فرنك فرنسي، وهو ما يفوق قليلاً مبلغ مئة ألف يورو، بمعايير اليوم، بناء على حسابات تقديرية.

وأصبحت مسألة أصلية اللوحة محل نقاش بين الخبراء، بعد مقال في دورية دولية معنية بالفن، في 1970، اعتبر إن مجموعة الألوان والأدوات المستخدمة مثل سكين الرسم، تختلف كثيراً عن لوحات أخرى رسمها لنفسه.

وقال لوي فان تيلبورخ، وهو باحث كبير في متحف فان غوخ، إن فحصاً تفصيلياً للعمل الفني أثبت أن المشككين في أصليته كانوا على خطأ. وقال للصحافيين خلال عرض للعمل الفني قبل إتاحته للجمهور: "إذا فحصت اللوحة بالكامل.. سترى أن هناك بحق أوجه تشابه بينها وبين أعمال فان غوخ الأخرى".

وأضاف فان تيلبورخ أن الاختلافات التي أثارت الشك منذ البداية، كانت في الحقيقة مقصودة، إذ سعى بها فان غوخ لتصوير حالته العقلية المتدهورة باستخدام ألوان ودرجات داكنة أكثر، ومعكرة، بدلاً من درجات الأزرق والأخضر المليئة بالحياة والتي كان يستخدمها في أعماله الأخرى. وقال: "نرى مريضاً مرتعباً. شخص ينظر لنفسه في المرآة ويرى شخصاً تغير للأبد"، مشيرا إلى أن اللطخات الضبابية التي وضعها بطلاء إضافي كانت محاولة منه "لجعل اللوحة تبدو أقل حيوية".

كما كشفت تحاليل فنية جديدة عن أن اللوحة تحتوي على الأصباغ ذاتها التي ظهرت في لوحات أخرى للرسام الشهير، كما وافق لوح الرسم ذاته أعمالاً أخرى له، بما يتناقض مع مزاعم سابقة.