الراب العربي والفلوس: مصر الأحلام.. إلى الإعلانات والتنمية البشرية

أحمد ناجي
الأربعاء   2018/09/05
"أرابيان نايتز" حلموا بالولايات المتحدة العربية
ظهرت مبادرات الراب والهيب هوب العربي في التسعينات، لكن الانطلاقة الحقيقة كانت مع بدايات الألفية وانتشار الانترنت والموبايل، الذي طوّر إنتاج تلك الموسيقى وأساليب توزيعها. وبينما يختفي جيل وتظهر أجيال أخرى من مغنى الراب، تنظر سلسلة مقالات في "المدن" في تحولات وأمواج الراب والهيب هوب العربي، خلال العقد المنصرم، مع تقلبات الصراعات السياسية والاقتصادية في المنطقة.

وهنا الحلقة الأولى: مصر.. من الأحلام الكبيرة إلى الإعلانات والتنمية البشرية.

في بداية العام 2013، كانت الفوضى الخلاقة في أبدع صورها. "الإخوان المسلمون" في السُلطةِ، والرئيس المنتخب محمد مرسي يصدر أغرب الأصوات والقرارات والإعلانات الدستورية، مُتقمصاً دور الديكتاتور المجنون. الشارع يموج بالمظاهرات والحركات السرية والعلنية، الخدمات العامة متهالكة، الكهرباء تنقطع لساعات طويلة. الجميع ضد الجميع، وأنا أحاول استعادة عافيتي بعد شهرين قضيتهما في الفراش نتيجة خضوعي لعملية جراحية. في مثل هذه الظروف قابلت هشام، أو كما يعرفه الجميع "سفنكس"، القائد والعقل المدبر لفريق "أرابيان نايتز (فرسان العرب)". لم يكن اللقاء الأول، لكنهم كانوا قد أصدروا اسطوانتهم التي حملت عنوان Uknighted State of Arabi في تلاعب لفظي يجمع بين كلمتي الاتحاد والفرسان لتكون النتيجة "الولايات المتحدة العربية".

اندهشت لاختيار فناني "راب" مصريين، في لحظة عشوائية كتلك، أن ينتجوا ألبوماً يدعو إلى الوحدة العربية. اذكر أن المناقشة بيني وبين "سفنكس" احتدمت وأنا أسأله: ما المقصود بالولايات العربية؟ فحكى لي حلمه بأن تتحد الدول العربية لتصبح مثل الولايات الأميركية لكي تصبح الولايات المتحدة العربية. وحينما سألته: وما الفائدة من هذا؟.. ردد خطاباً عن القوة والعظمة، وهلاوس شوفينية أخرى، والحديث كله كان كان بالانكليزية، لأنه ولد وعاش معظم حياته في الولايات المتحدة الأميركية حتى جاء إلى مصر شاباً حيث التقى بمعظم أعضاء الفريق وشكلوا "فرسان العرب" العام 2005، وبالتالي فقدرة الشاب على التعبير بالانكليزية كانت أفضل كثيراً من العربية. بدا لي "سفنكس" واحداً من حالات اضطراب الهوية لدى أجيال المهاجرين العرب. يحلم بإتحاد فيدرالي عربي قومي، لكى يكون العرب قوة عظمى، رداً على وطنه الأميركي الذي يشكل بدوره قوة عظمى والتي بالتأكيد همشته بسبب أصوله العرقية والعربية.

في خلال تلك السنوات، شاهدنا آلاف مثل هؤلاء. كانوا يأتون من أوروبا وأميركا ليساعدوا في بناء مصر بعد الثورة، من خلال مشاريع تنموية مغرقة في استشراقها. ومع أول فشل لمشروعهم في تدوير المخلفات، أو استخدام الطاقة الشمسية لإضاءة العشوائيات، أصيبوا بالاكتئاب وغرقوا في حزن وجودي على بلدهم الأم الذي لم يستطيعوا استعادة أواصرهم به.

"سفنكس" كان مغترباً بشكل كامل، عن السياق السياسي لمصر والمنطقة، وعن السياق الفني. لكن لديه عزيمة وقدرة على إنشاء شبكات من العلاقات الاجتماعية فائقة التنظيم. فمن فريقه "أرابيان نايتز" خرج تحالف "أراب ليج" وهو تحالف يضم العشرات من فناني الراب في مختلف الدول العربية، وسمح التحالف بخروج أغاني هيب هوب، تعاون فيها فنانو راب من لبنان مع آخرين مع تونس، ومن مصر مع السعودية، وجميعهم قدموا ما يشبه أوبريت "هيب هوب" بدا كمحاكاة بموسيقى الهيب هوب لأوبريتات الوحدة العربية، التى كان يقدمها اللواء محمد عبد الوهاب في الزمن الذهبي للبروباغندا القومية الناصرية.

ومن تحالف "أراب ليج"، خرج تحالف أوسع، وهو تحالف نجوم العرب "آراب أول ستار" والذي ضم مصورين، فناني غرافيتي، مصممي ملابس، منتجي موسيقى، صحافيين، شباب من مختلف الطبقات والجنسيات تجمعهم ثقافة الهيب هوب والهالة الفنية التى صاغها "سفنكس" لفريق الأرابيان نايتز.

عرفت الساحة الموسيقية العربية الهيب هوب منذ التسعينات، وكانت هناك محاولات فردية تظهر وتختفي سريعاً، تجارب خافتة لم يستطع أصحابها الاستمرار. عالم الموسيقى التجارية لم يكن يتقبلهم، ولم يكن لديهم موقع في عالم صناعة الموسيقى الشعبية والأفراح وحفلات الشارع. المناخ كان جافاً جداً والأرض يابسة. لا مسارح مفتوحة، ولا وسائط لتوزيع المنتج الموسيقي إلا عبر شركات الانتاج. وكلها لم تتقبل الهيب هوب العربي، وفي أحسن الأحوال اعتبرته حلية موسيقية في زمن الفيديوكليب العاطفية. الاستثناء الوحيد كان تجربة فريق "MTM" بألبومه الغنائي "أمى مسافرة"(2003) حقق الألبوم نجاحاً تجارياً معقولاً، وسحب الهيب هوب إلى منطقة الغناء الكوميدي وقدمه كجزء من ثقافة "الروشنة" لتلك الفترة.


لكن تجربة الفريق لم تكتمل. ففي غياب المسارح الغنائية أو تنظيم الحفلات الموسيقية، ظلت الأفراح، أو الغناء في صالات الفنادق الفخمة، مصدر الدخل الرئيسي لمعظم العاملين في صناعة الموسيقى. وفي ذلك الزمن لم يكن أحد ليستدعي فريق "هيب هوب" عربي ليغني في حفلة زفافه، وصالات الفنادق لم تكن تسمح بدخول هذا النوع من الموسيقى.

في هذا السياق لم يكن "آرابيان نايتز" مجرد تجربة موسيقية، بل نواة تأسيسية لعائلة الهيب هوب العربي. فطموح وتخطيط "سفنكس" لم يتوقف عند الغناء وإصدار ألبوم، بل بناء قاعدة جماهيرية لثقافة الهيب هوب وموسيقاها. فالفريق يكبر ليصبح عائلة، والعائلة تتمدد لتشمل "الوطن العربي الأكبر". تحقق حلم سفنكس بوحدة "الهيب هوب" العربي، لكن الحلم لم يدُم طويلاً. فكعادة تجارب الفرق الموسيقية، انفجرت الخلافات بعد فترة، وتنوعت التوجهات، وظهر التباين في مستوى النجوم.


سنوات ما بعد 2011 هى "أيام المجد" للهيب هوب العربي. الايقاع اللاهث المتلاحق للأحداث السياسية لم يكن هناك ما هو مناسب للتعبير عنه مثل "الهيب هوب". قبل 2011 كانت فرق الهيب هوب الفلسطينية واللبنانية مثل "كتيبة5" وغيرها، تحتكر الخطاب السياسي الذي ركّز على حياة المخيمات والأبعاد المختلفة للقضية الفلسطينية، طبعاً مع الحفاظ على المحظورات الفلسطينية التاريخية، فحتى الآن يستحيل أو يندر أن نجد في أغاني الهيب هوب الفلسطينية انتقاداً للقيادات السياسية أو الفصائل المتنازعة. لكن مع هبوب رياح الربيع العربي، سقط هذا الحاجز، وكان "الهيب هوب" العربي في صدارة ما يعرف بموسيقى الثورة.

أغانٍ مثل البوليسية كلاب في تونس، أو الثورة مستمرة في مصر، لم تكن جزءاً من الإيقاع الموسيقي لزمن الثورات، بل مثّلت في حد ذاتها ثورة على الحدود المتعارف عليها في الموسيقى العربية، سواء من جهة مباشرة الرسائل السياسية وعنفها، أو على مستوى اللغة التي لم تعد تجد حرجاً في استخدام الكلمات المنبوذة أو الموسومة بخدش الحياء.

منح الربيع العربي للهيب الهوب، الحرية، ليس في استخدام الكلمات والرسائل السياسية والاجتماعية العنيفة، بل حرية اختراق المجال العام والسوق التجاري. أصبحت هناك مساحات مختلفة تستوعب هذا الحراك وموسيقى الشباب، أصبح في إمكان مغني الراب والهيب، اعتلاء المسارح التي تكاثرت لتشكل ركناً أساسياً في منظومة اقتصادية تساعد في توسع قاعدة انتاج موسيقى الهيب هوب.


أتذكر في وسط البلد، كان هناك "كراج" للسيارات مقابل أتيليه القاهرة. ذات يوم، أغلق الكراج ولم يستقبل أي سيارات، وعلى عجل طُليَت جدرانه بعشرات من رسومات الغرافيتي المتنوعة، ونُصبت بين عمودين خشبة مسرح بإمكانات بسيطة، وتوافد الشباب بالمئات من أنحاء القاهرة لحضور واحدة من أشرس حفلات الهيب هوب المصري. في تلك الحفلة، كانت الأغاني تنادي بإسقاط الحكم العسكري، وتتوعد المشير طنطاوي بمصير مثل مصير القذافي.

ثقافة عصابات الساحل الغربي، التي شكلت موسيقي "الهيب الهوب" العالمية في الثمانينات والتسعينات، انتقلت إلى العالم العربي لتشكل عصابات مُنخرطة في نشاط ثوري أكثر عنفاً من أنشطة لوس انجليس. كانت الشرطة التونسية هي الأعنف في ردها على موجه "الهيب هوب" الصاعدة، بينما تم تركيع الهيب هوب المصري وتطويعه بالمال والإعلانات وبقوانين الصناعة الفنية.

ظهر التباين سريعاً بين نوعين من أغاني الراب. دجنت مؤسسة الانتاج الموسيقي، موسيقى الراب سريعاً. ففي ذلك الوقت، كانت شركات الاعلانات وشركات المحمول - ولا تزال - هي المنتج والموزع الأكبر للموسيقى، وفرضت تلك الشركات حدودها على موسيقى الراب، فلم تقبل إلا بالراب الايجابي، الذي يتحدث عن الحب، السلام، الباليه، التنمية البشرية، الحلم، السعادة، بكرا أحسن. وسارع بعض فرق موسيقى الراب والمغنين إلى ركوب تلك الموجة، مثل شادي الحسيني، فريق أسفلت، أو رابر التنمية البشرية زاب ثروت. 

ومَن لم يدخلوا لجنة الإعلانات، عاشوا اعتماداً على عائدات "يوتيوب" الشحيحة والفرص العابرة لتحقيق أي عائد من الموسيقى والأغاني التي ينتجونها، لكنهم على الأقل احتفظوا بحريتهم في تقديم ما يريدونه. مكّنتهم هذا الحرية من الاستمرار كجزء من الحراك الثوري. فغنى أم.سي أمين، عن الخرفان منتقداً مرسي، ثم استمر معلناً الموجة الرابعة بأغنية "مبروك عليك يا سيسي".
 


منحت الحرية كذلك ام.سي أمين، القدرة على الانفتاح على أنواع موسيقية أخرى، منبوذة، مثل الهيب الهوب، لمحاولة الخروج بتجارب موسيقية جديدة، بينما كان زاب ثروت يقبل أن يكون ببغاءً يملأ الفراغات الموسيقية مع موسيقى الروك لفريق "كايروكي"، وشادي الحسيني الذي بدأ كفارس مع "أرابيان نايتز" تحول إلى اكسسوار في ملابس تامر حسني. فقد انطلق أمين محاولاً مزج موسيقى الهيب الهوب بموسيقى المهرجانات مقدماً ما عرف بالرابجية، ليقدم مع نجوم المهرجانات، السادات العالمي وعلاء فيفتي، عدداً من الأغاني الناجحة، مزجت بين الراب وموسيقى المهرجانات الشعبية. أكد السادات في تلك الأغنية أنهم "ملوك الأغنية الشعبية/  بنطلعها بلاش لولاد بلادنا الشعبية"، أما أمين فقد تمسك بأن حتى الرابجية ثوريين ولديهم قضية. تمكنت موسيقى المهرجانات من الاستمرار لأن لديها منظومتها الاقتصادية القائمة على حفلات الأفراح وليالي الحظ، وأفلام السابقة، حتى فرضت نفسها على شركات الإعلانات. أما موسيقى الراب الثورية، مثل أعمال أم.سي أمين، فما أن غنى الموجة الرابعة محذراً السيسي من الموجة المقبلة، حتى بدأت مياة الراب الثوري في مصر في الانحسار والتراجع.

أعلن علي طالباب، أبرز الأصوات الثورية بعد 2011، اعتزاله/ توقفه عن الغناء في 2015، وعاد بألبوم واحد "وحوش بدون أسامي" في 2017، وهو المؤلّف من أربع أغانٍ قائلاً: مش هتمدوا ايدكوا على فلوسنا ... "ممكن أحس بالتواضع/ امسك سلاح واحارب/ اقتل أو اتقتل/ ما الدولة لسه قايمة/ خليها مرة تحاسب/ ممكن أحس بالأغاني تاني/ أو صديق يتحبس بين الحيطان/ ممكن أرجع تاني". لكن علي لم يعد، بل سافر لاستكمال دراسة الماجستير في الخارج.

وضعُ الراب وموسيقى الهيب هوب في مصر، يبدو أدق تمثيل للخيارات المتاحة والموضوعة أمام جيل شباب ثورة يناير ومَن تبعهم. فالحالمون الذين كان صوت الكمان يتبعهم، مثل على طالباب، اضطروا للانزواء أو الخروج من الدائرة الخانقة في البلاد. وحتى مَن هم أكثر عنداً مثل "ام.سي. أمين"، فقد انطفأت الأضواء من حولهم، ومرّ العمر، ووجدوا أنفسهم يكبرون وتكبلهم المسؤوليات الاجتماعية، يحاولون البحث عن مكان لهم وسط إعلانات "راب" للمشروبات الغازية التى تكذب على المستمعين وتعدهم بغد أفضل بمجرد أن يتمسكوا بحلمهم، بينما البيادة العسكرية تدهس رقبته.


الراب المصري الذي تمكن من الاستمرار، هو الذي تمكّن نجومه من الاندماج في المنظومة الاعلانية. أصبحوا يكتبون أغانى عن الشيبسي وكريم الشعر. زاب ثروت حالة أذكى، إذ لم ينحدر إلى مستوى إعلانات البطاطس، بل اكتفى بإعلانات برامج القروض الشبابية للبنوك، أو المشروبات الغازية، وعثر على ضالته مؤخراً في بيع الهوا للمؤسسات الدولية ومؤسسات المجتمع المدني من خلال الحصول على تمويلهم لإنتاج أغان يفترض أنها تحارب الهجرة غير الشرعية. وهو ما يفتح له الباب ليغني في حفلات موسيقية تحرسها الشرطة، ويحضرها بعض مسؤولي الدولة، وتقربه أكثر فأكثر من القضايا التى يحبها الأوروبيون ويفضلون توجيه أموال المشاريع الفنية والثقافية لدعمها، اعتقاداً منهم بأن ذلك النوع من الأغاني الدعائية قد يساهم في التنمية.

وبين خيار السفر الذي اتخذه علي طالباب، أو الغناء ضد السفر والهجرة لخدمة الأنظمة الحاكمة والمسيطرة الذي اتخذه زاب ثروت، يبدو هناك خيار ثالث. عالم كامل ممتلئ بمغني الراب المصريين الشباب، الذين يشكلون موجة جديدة ظهرت تحت حكم السيسي. هؤلاء لا يقتربون من الغناء السياسي، ليس خوفاً من البطش الأمني، بل لأن العدمية هي الهواء الذي يتنفسونه. ولأنهم، بدلاً من مقاومة الإحباط الذي خلقه المناخ السياسي والاقتصادي في البلاد، قرروا الغرق في هذا الإحباط وتشرّبه، بينما كانت أجيال الراب المصرية السابقة، متأثرة بتجارب د.دراي Dr.Dre وفرق مغني ساحل الغرب الأميركي مثل "توباك 2Pac" أو فريق N.W.A بأغانيهم التي تهاجم الشرطة وسلطة الرجل الأبيض. فأجيال الراب التي خرجت في زمن السيسي أكثر تأثراً بموسيقى وأساليب مغني الساحل الشرقي الأميركي، بداية من كينى ويست Kanye West وحتى ليل وين Lil Wayne، ناهيك عن داريك DRAKE الذي يبدأ معظم مغني الراب المصري الجدد في استنساخ تقنياته الغنائية، قبل أن يكوّنوا أسلوبهم الخاص.

ويبدو التناقض بين الموجتين أوضح ما يكون، حينما نستمع إلى تعليقات وحوارات أم.سي أمين وسفنكس، عن "الراب الهادف"، بينما نجم الموجة الجديدة من الراب المصري "أبو يوسف" يقدم نفسه تحت لقب "ملك الراب التافه".

وبينما كان "سفنكس" يحلم ويغني للولايات العربية المتحدة، وأم.سي أمين يهدد السيسي بالموجة الثورية الرابعة، فأبو يوسف يؤكد أن "الأغنية مش ممكن تغيّر مجتمع الصراحة". ويرى أن التغيير أو التأثير، ليس دور الأغنية، بل تكفي المتعة. وفي حواره مع معن أبو طالب محرر "معازف"، يشبه أغنية الراب بالشوكولاتة، وظيفتها أن "تبسطك" عند أكلها، بغض النظر عن أنها ليست مفيدة.

لكن، بدلاً من الانبساط، فعالم "الساوند كلاود" المصري يمتلئ بالذوات المتضخمة التي تتصارع مع بعضها البعض. يتغذى مغنو الراب المصري على مهاجمة بعضهم البعض، من خلال الأغاني، وهو تقليد معروف في تراث الراب عالمياً. لكن، بينما تقام مثل هذه المعارك في كراجات السيارات والمساحات المهجورة، حيث يتبارى مغنو الراب في قدرتهم على الحفاظ على الايقاع، تدور معارك الراب المصري في منصات "ساوند كلاود" و"يوتيوب". وبدلاً من المواجهة وجهاً لوجه، يدخل كل مغني راب، إلى الدولاب، ليصنع بيئة عازلة للصوت، ويرص قصيدة هجاء طويلة في حروب مغني الراب الكلامية، من خلف الشاشات.