فيرونيك دو فيغوري تفوز بـ"فيزا الصورة".. الكاميرا تحت العباءة

جوزيف الحاج
السبت   2018/09/15
تُعرض الصور الصحافية، مُظهرة بؤس العالم وعنفه، يأتي جمهور، يتفرّج، يغادر
نالت المصورة الصحافية الفرنسية فيرونيك دو فيغوري (Véronique de Viguerie) الجائزة الأرفع التي يمنحها مهرجان الصورة الصحافية "فيزا الصورة" في دورته الحالية (الفيزا الذهبية)، وجائزة الصليب الأحمر الدولي (الفيزا الذهبية الإنسانية) عن تغطيتها للحرب في اليمن. فيرونيك هي أول امرأة تفوز بهذه الجائزة منذ أكثر من عشرين عاماً. من الأسماء النسائية التي حصلت على جوائز "فيزا الصورة" في السنوات السابقة: 1994- ناديا بنشلال (فرنسا)؛ 1995- كارول غوزي (الولايات المتحدة)؛ 1997- يونغي كيم (كوريا الجنوبية)؛ 1998- الراحلة أليكسندرا بولا (فرنسا).

في حفلة تسلم الجائزة، صرّحت دوفيغوري: "أفكّر في 30 مليون يمني يعيشون جحيم الحرب يومياً". وتعرّف دوفيغوري (40 عاماً) عن نفسها عبر حسابها في "تويتر" بأنها "مصورة حروب، أمّ لطفلين، شقراء لكن، لست غبية".

صوّرت فيوغوري دوفي أفغانستان لأكثر من 3 سنوات، حيث حققت أكثر أعمالها إنتشاراً والذي أثار جدلاً واسعاً، عن مقتل جنود فرنسيين. قالت عن تغطيتها اليمنية: "كان من أصعب التغطيات المصورة التي حققتها، وأكثرها تعقيداً، نفذته لحساب "باري ماتش" و"تايم". بلوغ اليمن الشمالية شبه مستحيل، إذ انتظرنا عاماً كاملاً للحصول على التصاريح اللازمة. كان علينا العمل مع الحوثيين، ثم مغادرة مناطقهم نحو المناطق الأخرى. تمّ كل ذلك بتعقيد بالغ".
تضيف دو فيغوري: "تنقلت أنا وزميلتي الصحافية، بالعباءة والحجاب، وحرصنا على إخفاء كل العلامات التي تدل على هويتنا الغربية. على الحواجز العسكرية لم نكن بحاجة للكلام لأن المقاتلين لا يتحدثون مع النساء".



عن الرجال الذين يشكلون أكثرية في مهنة التصوير الصحافي، قالت: "هل علينا أن نكون ذكوراً لممارسة هذه المهنة؟ كلا! وهل من فائدة في كوننا نساء في بعض البلدان؟ طبعاً تلك ميزة لنا، إذ نستطيع الإختباء تحت عباءة أو برقع، وهذا جد عملي. نحن أول من طالب بالحق في ممارسة هذه المهنة ولو كنا نساء".

من الفائزين في هذه الدورة أيضاً: خليل حمرا (فلسطين) عن عمله "لماذا غزة؟"؛ الإيطالي إيمانويل ساتولي عن عمله "القتل عند حدود غزة"؛ دانييل فولبي (إيطالي) عن عمله "غواتيمالا، بركان نار". لوران فان در ستوكت (بلجيكا) عن "معركة الموصل"؛ أريس ميسينيس (اليونان) وبولينت كيليج (تركيا) عن اللاجئين؛ سيرج بونوماريف (جائزة الصحافة اليومية)؛ سابين فايس (جائزة لوفيغارو)؛ لوي تاتو (جائزة "ريمي أوشليك" – المصور الذي سقط في سوريا سنة 2012)؛ جيروم سيسيني (جائزة بيار وألكسندرا بولا). إضافة إلى العروض الليلية المعهودة، والجوائز، قدّم المهرجان أكثر من 25 معرضاً فوتوغرافياً تناولت صوره أزمات العالم وحروبه.

في نص له، تذكّر مدير المهرجان جان فرنسوا لوروا البدايات: "الدورة الأولى في 1989، لا أساطير ولا عناوين للمعارض. كل شيء أعدّ ببساطة لكن بشغف وحماس. في العروض الليلية غطت الرطوبة الشرائح الضوئية (سلايد). مواقف تقدير، وشعور بأن الفكرة يمكن أن تتحول إلى مكان لمحترفي الصورة الصحافية. وكالات التصوير كانت لا تزال في عصرها الذهبي. كان علينا أن نتطوّر... المهرجان في سنته الثلاثين، ليس حياة كاملة، بل نصفها... لم تتغير فكرة البداية. نعيد اكتشاف مصورين مغمورين، نفسح مجالاً للشباب، تشهد على ذلك معارضنا التي بلغت حتى اليوم 840 معرضاً. 

في مدينة  "بربينيان" الفرنسية حيث يقام "فيزا الصورة" منذ 30 عاماً، تُعرض الصور الصحفية، مُظهرة بؤس العالم وعنفه، يأتي جمهور، يتفرّج، يغادر، وفي العام التالي تعلّق صور صحفية أخرى لحروب مستجدة أو مستمرة.