"مهرجان الربيع" يزهر في بيروت
المهرجان سيكون منصة لتداول الفنون ومقاربة مسائل الحدود والحرية والتغيير. والبرنامج الفني للمهرجان يركّز على الوصول إلى الفنانين الذين تقدّم أعمالهم تعريفات جديدة للفن ومعنيين بما يجري حولهم. و"اسم المهرجان لا علاقة له بالثورات العربية"، كما تقول المخرجة حنان الحاج علي لـ"المدن"، فالمهرجان الأول كان في العام 2004 أقامته "مؤسسة المورد الثقافي"، وإضافة إلى أن المهرجان متعدد الوسائط، كان معنياً في تقديم النقاش والسجال.
تروي حنان الحاج علي أنه "سبق أن شارك المفكرالمصري الراحل نصر حامد أبو زيد في ندوة في بيروت وكانت عن الفن والقرآن، كان أثرها كبيراً، وبحضور كثيف مع العلم أن النقاشات عادة ما تكون لعدد محدود من الاشخاص". تضيف: "عندما نجحت الدورة الأولى أقمنا دورة جديدة في العام 2005، ولأن أعضاء المورد من كل العالم العربي (وأنا منهم) وفكرته عابرة للحدود، وجدت أنه من الضروري أن يُقام المهرجان في لبنان أيضاً، وأن يكون في بلدان أخرى عربية... تطورت مؤسسة المورد وتطور برنامجها، من خلاله يتم دعم المواهب الشابة التي تريد التغيير من خلال الفن والثقافة، واستطاعت المؤسسة أن تشكل شبكة علاقات، ونتيجة ما تعنيه تونس من أفكار، والمقاومة المدنية في وجه الظلامية، وكي لا تفقد تونس مكتسباتها في الحقوق المدنية أمام الهجمة الرجعية، قلنا إنه جميل أن تكون تونس مشاركة في المهرجان مع بيروت وأن تكون هذه الدورة مهداةً تكريماً لروح الفنان الراحل عز الدّين قنّون".
تضيف الحاج علي: "اخترنا فنانين مميزين وفضّلنا أن يكونوا ممن لم يسبق لهم أن أتوا إلى المنطقة، ومن بلدان لا أحد يعرف عن فنانيها شياً، الى جانب الاضاءة على فنانين عرب لهم دورهم مثل الكويتي سليمان البسام. والمهرجان مستقل يتلقى الدعم من بعض المؤسسات دون أن تتدخل في شؤون عروضه، إضافه الى أنه جهد شخصي من بعض المتطوعين الذين يحبون الثقافة، وهو ليس كبعض المهرجانات الكبيرة القائمة على موازانات ضخمة بل نتاج جهد ودأب من شبان وشابات عملوا على مدى الاشهر الماضية على انجاحه من خلال جمعية شمس ومؤسسة المورد وغيرهما".
وبرنامج مهرجان الربيع حافل بالعروض النخبوية والشبابية والحداثوية، يبدأ في ٢٨ نيسان/ أبريل الساعة ٨:٣٠ مساءً في مسرح "دوار الشمس" مع "فرقة بكين للرقص". وتهدف هذه الفرقة الصينية إلى إنشاء منصة مفتوحة لفناني الرقص المعاصر، وتتوخى تعزيز مفهوم الرقص الحديث كشكل من أشكال الفنون المتعددة الأوجه.
وفي 30 نيسان/ أبريل ٨:٣٠ مساءً، "دوار الشمس" على موعد مع حفل موسيقي يشارك فيه كل من ديما اورشو من سوريا، جاسر حاج يوسف من تونس وكنان العظمة من سوريا...
ويوم الثلاثاء 3 أيار/ مايو، ٤:٣٠. - ٥:٣٠ بعد الظهر عرض "صوت سوريا" تجتمع في "مركز بيروت للفن" الفنانة تانيا الخوري جنباً إلى جنب مع الباحثة لمى قبانجي ومؤسِسة "الذاكرة الإبداعية للثورة السورية" سنا يازجي لمناقشة عملهم المتضمن أشكالاً متعددة من عمليات التوثيق لواقعنا السياسي. على أن "حدائق تحكي" هو تجهيز صوتي تفاعلي يحتوي على الروايات الشفوية لعشرة أشخاص عاديين دفنوا في حدائق سورية. كل حكاية من هذه الحكايات بنيت بعناية مع أصدقاء وأفراد أسرة الفقيد من أجل إعادة سرد قصته مثلما كان يمكن له أن يرويها. تم تجميع الحكايات من خلال تسجيلات صوتية تثبت اللحظات الأخيرة لحياة هؤلاء الأشخاص". وهذا سيكون محور النقاش لهذا الموسم.
وفي 5 ايار/ مايو الساعة ٨:٣٠ مساءً، في مسرح "دوار الشمس" "مساحات دموعنا"، يعرض الجغرافيا الداخلية لشخصية أيوب، الملامح الخشنة من روحه. الكاتب الروماني ماتيي فيشنك، يصور رجلاً محطماً لا يزال، على الرغم من عذابه، يؤمن بأن الإنسان معجزة على الأرض. روجيه عساف يعطي صوته وأداءه لأيوب فيشنك. ودومينيك بيفريللي عازف الكمان الشهير في مجال الجاز الارتجالي يؤلف ويعزف موسيقى هذه القصيدة البصرية.
وفي 6 أيار/ مايو الساعة ٨:٣٠ مساءً على مسرح "دوار الشمس"، مينا لتريز سليمان وصوفيا برتغال من فلسطين/ البرتغال... مينا (وتعني باللغة العربية الميناء، وباللغة البرتغالية المنجم او المنبع) هو مشروع موسيقى دولي ينقّب عميقاً في أرض الذاكرة. تم تشكيل فرقة "مينا" للبحث عن التراث الموسيقي الخاص ببلدان أعضائها والمغتني بتجارب أهلها، من خلال الفطرة والحسية النقية، كتب الفنانون وغنوا عن الحب والحروب، حول العلاقات والجمال، حول الطبيعة الأم وقصص أجدادهم مظهرين بفرح أحوالهم وعاداتهم وأحلامهم الثورية من أجل الحرية.
ومن العروض الأخرى في 7 أيار/ مايو، ٨:٣٠ مساءً، عرض "في مقام الغليان" لسليمان البسام من الكويت، يقوم باستكشاف العنف والرغبة في العالم العربي المعاصر. كُتب النص على شكل سلسلة من المونولوجات الساخرة والشعرية، ملتقطاً أصوات الأفراد العالقين في تشنجات التغيير. وسليمان البسام بات اسماً لامعاً مثل اللبناني وجدي معوض أو التونسي الفاضل الجعايبي.
وفي 8 أيار سيشاهد جمهور "دوار الشمس" عرضاً مفصلاً من ملحمة المهابهاراتا، عرض كاتاكالي يليه رقص هندي كلاسيكي. هذه الفرقة انتقتها حنان الحاج علي خلال رحلتها إلى الهند، وهي وكثير من الفرق تم اختيارها بعد جهد وبحث مضنٍ، بعد مواكبة ثقافتهم وليس السماع عنهم.
وفي ١٤ أيار/ مايو ٨:٣٠ مساءً، موسقى من نوع آخر على مسرح "دوار الشمس"، باسيكو كوياتيه وغارانا روتس من مالي، يقدمان عزفاً على آلة "النغوني" النادرة التي تشبه آلة العود، يمكن وضعها في خانة موسيقى الجذور.
وفي 12 و13 أيار/ مايو مسرحية "زجاج" لأسامة غنم في "دوار الشمس".
هنا البرنامج الكامل لمهرجان الربيع الحافل بالرقص والسينما العراقية والموسيقى المتنوعة من تركيا إلى لبنان والجزائر.