حكم سعودي بالإعدام على شاعر فلسطيني بتهمة "الإلحاد"

المدن - ثقافة
الأحد   2015/11/22
محاكمة بتهمة باطلة
أثار قرار محكمة سعودية بإعدام الشاعر الفلسطيني أشرف فياض بتهمة الإلحاد جدلًا كبيرًا على الصعيد العربي والأجنبي، لا سيما في أوساط المثقفين وفي مواقع التواصل الاجتماعي. الشاعر الذي ولد ونشأ في السعودية اعتقل أوّلاً إثر اتهام أحد القرّاء له بأنّ ديوانه الشعري "التعليمات بالداخل" الصادر العام 2008 "يحوي أفكاراً إلحادية". وحين لم تثبت هذه الاتهامات أُطلق سراح فياض، ليعاد اعتقاله مجدّداً في كانون الثاني/يناير 2014، ما دفع الكثير من المثقفين والفنانين النشطاء الحقوقيين السعوديين إلى التضامن معه.

وذكرت مصادر مقربة من والد الشاعر أن السبب وراء هذه التهم هو صديق أشرف، إذ كانا يشاهدان احدى المباريات معاً في الدوري الاوروبي ومن ثم حدثت بينهما مشاجرة كلامية قام على إثرها صديق للشاعر اشرف فياض بتهديده بطرده من السعودية وترحيله لغزة في فلسطين وبعد ذلك واثناء جلوس اشرف فياض في المقهى، جاءت مجموعة من "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" لاعتقاله. وصرح والد أشرف بأن كل ما أُنسب اليه من تهم هو باطل وكاذب وكله مُستند إلى كلام الشاب السعودي فقط، وهناك العديد من الشهود، لكن الأمن السعودي لا يتفهم الا ما يريد فقط. وأكد والد أشرف فياض بأن ابنه تعرض للتحقيق أكثر من مرة، كما تعرض لضغوط كبيرة اثناء التحقيق لإجباره على الإعتراف بتلك التهم الباطلة، لكنه لم يعترف بشيء لأنهم على باطل وهو على حق"، بحسب تقرير تلفزيوني أعدته قناة "فرانس 24".

وشبه بعض المثقفين طريقة محاكمة أشرف فياض بالسلوك الداعشي، ووصلت قضيته الى صحيفة "الغارديان". وانتقد الناطق باسم الحكومة الفلسطينية، إيهاب بسيسو، الحكم الذي أصدرته السعودية بحق الشاعر الفلسطيني، قائلاً: "يتساءل العقل والانسان قبل النص وحكم الإعدام، عن كلمات الشاعر، عن وقت يتأرجح بين الحياة والموت: أين قصائد الشاعر؟ تلك التي قادت خطاه إلى السجن؟". وأضاف بسيسو في تدوينة نشرها في فايسبوك: "إن تأويل النص الشعري يختلف في سياقه الأدبي والمجازي عن الحديث اليومي المباشر كونه يحمل أبعاداً متعددة تقبل تأويلات مجازية عدة، كما هو الحال في تأويلات الفنون الانسانية جميعها".

ونُشر في فايسبوك أيضاً بيان للمثقفين العرب ضد محاكمة الشاعر أشرف فياض (*) جاء فيه: "نحن الموقعين أدناه أدباء وكتاباً وفنانين وإعلاميين وأكاديميين نرفض بشدة محاكمة الشاعر الفلسطيني أشرف فياض بسبب نشر ديوان شعر والحكم عليه بالإعدام في المملكة العربية السعودية. إن الشاعر أشرف فياض قام بنشر ديوان "التعلميات.. بالداخل" عن دار الفارابي في لبنان (العام 2008) ويحاكم اليوم في السعودية بتهمة نشر أفكار إلحادية.
إن هذه النظرة الضيقة للأدب والإبداع تعزز من الظلامية الفكرية، ولا تساهم في تعزيز بناء مشهد ثقافي حضاري قائم على التعددية التي هي المحور الأساسي لتقدم الأمم وبناء حضارتها. وبالتالي فإن تعزيز الثقافة العربية بحرية الإبداع، يشكل مناخا ثقافيا قادرا على مواجهة التحديات الفكرية والثقافية، التي تهدد دور المثقف العربي، وتحيلنا إلى حالة من الركود والإحباط.
إن دور المثقف الفرد والمثقف المؤسسة بحاجة إلى مناخ حيوي من الحرية، للاستمرار في مسيرة التنوير الفكري القائم على احترام التعددية وحرية الإبداع.
إن رفضنا للمحاكمة والحكم يأتي من انحيازنا المطلق للحياة والانسان في مواجهة التحديات الفكرية التي تكبل مشهدنا الثقافي العربي، لذا وانطلاقا من هذه المسؤلبة الأخلاقية والثقافية، نطالب بضرورة الإفراج الفوري عن الشاعر أشرف فياض، ووقف هذه المحاكمة التي يمثل استمرارها والقبول بالحكم الصادر عنها، تعزيزاً لكافة القيم المناهضة للحرية والإبداع، الذي هو جزء من مساهمة الثقافة العربية في الحضارة الفكرية الكونية".


(*) آخر موعد للتوقيع على البيان هو ٢٥ تشرين الثاني/نوفمبر 2015.