فدائيّ القدس يستنفر العالم.. وبلينكن يصل الأحد "لتهدئة التوترات"

المدن - عرب وعالم
السبت   2023/01/28
نتنياهو وبن غفير يتفقدان موقع هجوم القدس (غيتي)
استنفرت العملية الفدائية في القدس مساء الجمعة، الجهود الدولية لتطويق التصعيد في الأراضي المحتلة، وتصدرت نقاشات الجلسة الطارئة لمجلس الامن التي عُقدت الجمعة لمناقشة التصعيد الاسرائيلي في جنين، وسط دعم دولي للاحتلال عبرت عنه الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا والامارات. 

وخصصت الجلسة الطارئة التي عقدها مجلس الأمن في نيويورك، بطلب من الإمارات العربية المتحدة وفرنسا والصين، للنظر أصلاً في تداعيات اقتحام القوات الإسرائيلية لمخيم جنين، حيث سقط 10 شهداء فلسطينيين، قبل أن تتحول النقاشات باتجاه عملية القدس الفدائية التي أسفرت عن مقتل 7 اسرائيليين في هجوم نفذه الفدائي الفلسطيني خيري علقم (21 عاماً) استهدف اسرائيليين اثناء خروجهم من كنيس في القدس. 

بدوره، قال روبرت وود نائب المندوبة الأميركية في مجلس الأمن الدولي إن واشنطن تعمل للحد من التوترات في الشرق الأوسط، مؤكدا أن وزير الخارجية الأميركي سيتوجه إلى المنطقة للتركيز على ذلك.

من جهته، قال المندوب الصيني لدى الأمم المتحدة جانغ جون إن مجلس الأمن غير قادر على إيصال رسالة قوية بشأن القضية الفلسطينية رغم مناشدات الدول الأعضاء في الأمم المتحدة وحتى داخل مجلس الأمن.

وقبل انطلاق جلسة مشاورات مغلقة لمناقشة الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، قال المندوب الصيني إنه يجب على إسرائيل الامتناع عن استخدام المزيد من العنف وحماية المدنيين وفقا للقانون الدولي.

وتزامن الهجوم مع تزايد الدعوات الدوليّة إلى التهدئة بعد تصعيد في الضفة الغربية وقطاع غزة، إذ تبادلت إسرائيل وفصائل فلسطينيّة في قطاع غزّة القصف الجمعة، من دون ان تسجل إصابات.


استنفار دولي
وأعاد الهجوم القضية الفلسطينية الى الواجهة، و قال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك في بيان إن الأمين العام للمنظمة الدولية أنطونيو غوتيريش "قلق للغاية" بسبب التصعيد الحالي للعنف في إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة ويدعو "لأقصى درجات ضبط النفس".  وقال المتحدث إن غوتيريش أدان بشدة الهجوم.

وتحدث الرئيس الأميركي جو بايدن مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الجمعة ودان ما أسماه بـ"الهجوم الإرهابي المروع" خارج كنيس يهودي في القدس الشرقية. وذكر البيت الأبيض في بيان أن "الرئيس قال بوضوح إن هذا كان هجوما على العالم المتحضر"، مضيفاً أن بايدن "شدد أيضا على التزام الولايات المتحدة الصارم بأمن إسرائيل".

وأكّد المتحدّث باسم الخارجية أنّ هذا الهجوم لن يغيّر في برنامج رحلة بلينكن إلى المنطقة. ويبدأ بلينكن الأحد زيارة تستمر حتى الثلاثاء وتشمل كلا من مصر وإسرائيل والضفة الغربية. وبحسب باتيل فإنّ بلينكن سيناقش "الخطوات التي يتعيّن اتّخاذها لتهدئة التوترات".

ودانت فرنسا مساء الجمعة "الهجوم الإرهابي المروّع" في القدس الشرقية. وقالت الخارجية الفرنسية في بيان "هذا الهجوم على مدنيين في وقت الصلاة وفي اليوم الدولي لإحياء ذكرى ضحايا المحرقة، شنيع للغاية". وأضافت: "في سياق التوترات المتزايدة، ندعو جميع الأطراف إلى تجنب الأعمال التي يمكن أن تؤجج دوامة العنف".

من جانبه، وصف السفير الألماني في إسرائيل شتيفن زايبرت الهجوم بأنه "عمل إرهابي شرير ضد اليهود في يوم ذكرى المحرقة (الهولوكوست)".

ودانت دولة الإمارات بشدة "الهجوم الإرهابي الذي وقع بالقرب من" كنيس في القدس، وأكدت وزارة الخارجية الإماراتية أن "دولة الإمارات تعرب عن استنكارها الشديد لهذه الأعمال الإجرامية، ورفضها الدائم لجميع أشكال العنف والإرهاب التي تستهدف زعزعة" الأمن والاستقرار وتتنافى مع القيم والمبادئ الإنسانية.

بدوره، قال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الأردنية سنان المجالي في بيان "يدين الأردن الهجوم الذي استهدف مدنيين في كنيس في القدس الشرقية كما يدين كل أعمال العنف التي تستهدف المدنيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة". وأضاف: "تؤكد وزارة الخارجية الأردنية ضرورة اتخاذ خطوات عاجلة وفاعلة لوقف حالة التصعيد الخطيرة والمدانة التي ذهب ضحيتها مدنيون فلسطينيون وإسرائيليون، وتنذر بتفجر دوامات من العنف سيدفع الجميع ثمنها". 

وأكد المجالي "ضرورة العمل الفوري للحيلولة دون تفاقم دوامة العنف المتصاعدة وتكثيف الجهود لاستعادة التهدئة ووقف كل الإجراءات الأحادية والاستفزازية التي تدفع باتجاه المزيد من التصعيد والتوتر". 

تعزيزات أمنية اسرائيلية
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي تعزيز قواته في الضفة الغربية المحتلة، ووصف رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو العملية بأنها الأعنف منذ سنوات، فيما أصدرت وزارة الدفاع الإسرائيلية أوامر بحماية المستوطنات والاستعداد لأي تطورات ميدانية.

وقال نتنياهو في تصريح مقتضب أدلى به بعد تفقده موقع الهجوم إن العملية "هجوم قاس ومن أصعب ما شهدته إسرائيل خلال السنوات الأخيرة". وأضاف أنه جمع كافة أجهزة الأمن في جلسة تقييم للموقف، وتم اتخاذ قرارات بشأن إجراءات فورية.

كما أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أنه جرى تعزيز فرقة الضفة الغربية بكتيبة إضافية بناء على تقييم الوضع.

وعقب العملية أصدر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت -الذي قطع زيارته للولايات المتحدة- أوامره بحماية المستوطنات والاستعداد لأي تطورات ميدانية أخرى.من جانبه، توعد وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير برد قوي وبتغيير الأوامر المنظمة لإطلاق النار.