بريت ماكغورك في زيارة ل"قسد"..طمأنة الأكراد ورسالة أميركية لتركيا

مصطفى محمد
الثلاثاء   2023/01/17
رجحت مصادر "المدن" أن يُجري منسق البيت الأبيض للشؤون الأمنية للشرق الأوسط وشمال أفريقيا بريت ماكغورك وفريقه، زيارة لمناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، وذلك عقب انتهاء الاجتماعات التي يعقدها المسؤول الأميركي مع الأطراف العراقية، خلال زيارته العراق التي بدأها الإثنين.

وقالت إن ماكغورك بحث خلال اجتماعاته في أربيل مع رئيس إقليم كردستان العراق نيجرفان بارزاني، ومع زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني الثلاثاء، خطوات متعلقة بالملف السوري.

وطبقاً للمصادر فإن ماكغورك بحث تذليل الصعوبات أمام تدفق الاستثمارات إلى مناطق شمال شرقي سوريا الخاضعة لسيطرة "قسد"، وهي من ضمن المناطق التي استثنتها واشنطن من عقوبات "قيصر"، وسمحت للشركات الدولية بالعمل فيها دون التعرض للعقوبات.

وقالت المصادر إن ماكغورك طالب حكومة الإقليم بتسهيل عملية التجارة وتبادل البضائع مع مناطق سيطرة "قسد" من خلال معبر "سيمالكا"، ولمّحت إلى أن الوفد الأميركي لا يُمانع في إعطاء المعبر صفة رسمية.

والهدف من كل ذلك، على حد تعبير المصادر، هو إيصال رسائل لتركيا مفادها أن مسار تقاربها مع النظام السوري لن يكون على حساب الأكراد أو "قسد".

والواضح أن واشنطن تعمدت إرسال ماكغورك إلى المنطقة، قبل لقاء وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو بنظيره الأميركي أنتوني بلينكن في واشنطن الأربعاء.

وكان تشاووش أوغلو قد أكد الثلاثاء أنه سيبحث في واشنطن استكمال المفاوضات مع الإدارة الأميركية حول موضوع شراء تركيا مقاتلات "F35"، وسبق وأن أكدت مصادر ل"المدن" أن ملف التقارب بين تركيا والنظام السوري، سيكون على طاولة البحث.

ويؤكد السياسي الكردي الدكتور أدهم باشو، أن الوفد الأميركي الموجود في أربيل، أجرى محادثات مع أحد الأحزاب الكردية السورية، مرجحاً كذلك أن يتم عقد اجتماعات مع رئاسة المجلس الوطني الكردي في سوريا وحزب الاتحاد الديمقراطي، بهدف توحيد إدارة مناطق شمال شرقي سوريا.

ويشير في حديثه ل"المدن"، إلى الأنباء عن رغبة أميركية بإعادة إحياء بعض التشكيلات العربية في مناطق سيطرة "قسد"، مؤكداً أن الأخيرة "لن تتماشى مع هذا المطلب الذي يُرضي تركيا" على حد تأكيده.

ويُعرف عن ماكغورك علاقاته الوثيقة مع "قسد"، وعند تعيينه من قبل إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن في فريق مجلس الأمن القومي مطلع العام 2021، اعتبرت وكالة "الأناضول" التركية الخطوة أنها "تبعث برسائل سلبية"، وقالت إن ماكغورك من "أشد المتحمسين لتسليح المليشيات الكردية الانفصالية المسلحة، وساهم في تقديم كافة أشكال الدعم والتخطيط والتوجيه لإبعاد شبهة الإرهاب عنها، وإكسابها صفة سياسية تحت مسميات شتى".