إدلب:محاولة انقلاب مزعومة على الجولاني

خالد الخطيب
الخميس   2022/09/22
شهدت مدينة إدلب ومناطق في محيطها القريب ليل الخميس/الجمعة، انتشاراً أمنياً وعسكرياً غير مسبوق لهيئة تحرير الشام التي نشرت عشرات الحواجز المؤقتة على الطرق الرئيسية وبين الأحياء في مركز مدينة إدلب، بالتزامن مع دوريات أمنية مكثفة لاحقت بعض المطلوبين.
وتداولت أوساط المعارضة والسلفيين المناهضين لتحرير الشام معلومات عن محاولة انقلاب قادها قادة في الصف الأول، بينهم عضوا مجلس الشورى مظهر الويس والسلفي العراقي أبو ماريا القحطاني، على زعيمهما أبو محمد الجولاني.

ورجّح فريق من السلفيين أن يكون الغرض من الاستنفار الأمني والعسكري المفاجئ هو تنفيذ حملة اعتقالات واسعة في صفوف التيار المتشدد، والطامحين للسلطة في صفوف تحرير الشام، إذ أن القائمين على الحملة قطعوا الاتصالات والانترنت عن المناطق المستهدفة، وهو تكتيك أمني متبع في مثل هذه الحملات.

وقال المكتب الإعلامي في تحرير الشام ل"المدن"، إن "المعلومات التي تم تداولها حول انقلاب داخل صفوف تحرير الشام منفية، ولا تمت للواقع بصلة، والاستنفار يندرج في الإطار الروتيني للحفاظ على الأمن وتطبيق القانون".

وقال مصدر أمني في تحرير الشام إن "سبب التوتر الأمني الذي حصل في إدلب يرجع إلى تهجم مجموعة من الأشخاص على المحكمة، ومهاجمتهم دوائر خدمية عامة وموظفين عاملين فيها، وذلك بعدما تم إجبار أحد أقاربهم وهو من نازحي محافظة حماة على إخلاء منزل كان يسكنه، وهو من عقارات الغنائم".

وأضاف أن "المؤسسات الأمنية والقضائية وعموم الدوائر الخدمية الناشئة خط أحمر بالنسبة لتحرير الشام وحكومة الإنقاذ في إدلب، لذا كان التعاطي الأمني بزخم كبير تجلى في الاستنفار الأمني والعسكري الكبيرين بهدف إظهار الجدية ومنع أي محاولة مشابهة قد تحصل مستقبلاً".

وباتت الاستنفارات الأمنية والعسكرية في مناطق سيطرة تحرير الشام عادة تتكرر مرات عديدة شهرياً بعدما شهد القطاع الأمني تطوراً كبيراً لناحيتي التسليح وزيادة الأعداد، وبعضها يندرج في الإطار التدريبي للتعامل مع أي طارئ أمني في المنطقة.

وجرت العادة أيضا أن تستعرض "تحرير الشام" قوتها بين الحين والاخر لإبراز قدراتها الأمنية المستجدة، ويبدو أن تعاملها واستنفارها المبالغ فيه في حادثة إخلاء العائلة الحموية يحقق لها هدفين، الأول، قطع الطريق على أي مجموعات مناطقية تفكر في الاعتداء على دوائرها الخدمية والقضائية، والثاني، ترهيب من تبقى من شاغلي عقارات الغنائم المحليين، فعمليات إخلاء منازل وعقارات الغنائم التي يشغلها سوريون أصعب بكثير من عمليات إخلاء السلفيين المهاجرين التي كانت سائدة خلال النصف الأول من العام 2022.

ويبدو أن الحديث عن انقلاب مزعوم على الجولاني من قبل قيادات الصف الأول في تحرير الشام، ستعيده الى الواجهة مجدداً كحاكم قوي بإمكانه الإمساك بمناطق سيطرته بقبضة حديدية وهو ما دأب إعلامه على تكريسه، وهو ما حاول الجولاني إظهاره للداخل والخارج من خلال ظهوره المتكرر وتحركاته غير المسبوقة منذ بداية العام 2022. 

وقال قيادي سابق في حركة أحرار الشام ل"المدن"، إنه "لا يستبعد أن تكون الدائرة المقربة من الجولاني وراء إشاعة المعلومات التي تم تداولها حول عملية انقلاب يقودها كل من مظهر الويس وأبو ماريا القحطاني، وعملية اعتقالهما بعد إفشال انقلابهما المزعوم، فالرجلان باتا الشخصيتين البارزتين والأقوى بعدما نجحا بالإطاحة بشخصيات بارزة من التيار السلفي التقليدي المؤسس، بينهم القاضي أبو القاسم الشامي، ووزير الأوقاف السابق وعضو مجلس الإفتاء الأعلى إبراهيم شاشو، وأبو الحارث المصري أحد المتحكمين السابقين بمجلس القضاء الأعلى".

وأضاف "يبدو أن هذه الاشاعة رسالة ترهيب للرجلين وربما مقدمة للإطاحة بهما أيضاَ، فبرغم قيادتهما لحملة إقصاء وطرد رجالات التيار المتشدد إلا أنهما يشكلان خطراً على الجولاني بسبب زيادة شعبيتهما، على الأقل في أوساط عناصر وأنصار تحرير الشام".