الصين:إجراءات ضد الولايات المتحدة وعقوبات على بيلوسي وعائلتها

المدن - عرب وعالم
الجمعة   2022/08/05
أعلنت وزارة الخارجية الصينية عن سلسلة من إجراءات وقف التعاون مع الولايات المتحدة رداً على زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي إلى تايوان، والتي كانت الأولى التي يقوم بها مشرّع أميركي رفيع المستوى منذ 25 عاماً. 

وتضمّنت الإجراءات الصينية وقف التعاون مع الولايات المتحدة في إعادة المهاجرين غير الشرعيين وفي مكافحة المخدرات وفي مجال السلامة البحرية، كذلك وقف التعاون بشأن مكافحة الجريمة عبر الحدود.

كما قررت الصين تعليق المحادثات المناخية مع الولايات المتحدة وإلغاء المحادثات بين قادتها العسكريين ونظرائهم الأميركيين.

وكشفت وزارة الخارجية الصينية عن عزمها معاقبة بيلوسي بعد زيارتها إلى تايوان متحدّية تحذيرات بكين التي تعتبر الجزيرة جزءاً من أراضيها. ووفقاً لوكالة "بلومبرغ"، قالت السلطات في بيان الجمعة، إن الإجراءات ستكون ضد بيلوسي وأفراد أسرتها المباشرين، مما يجعلها أعلى مسؤولة أميركية تواجه عقوبات صينية في الوقت الحالي.  

وفي 2021، عاقبت بكين وزير الخارجية الأميركية السابق مايك بومبيو بسبب دعوته إلى الاعتراف بتايوان كدولة "حرة وذات سيادة"، رغم أنه لم يزُر الجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي حتى أنهى فترة عمله.

وقالت الوزارة إن بيلوسي "تدخلت بشكل خطير في الشؤون الداخلية للصين وقوضت بشكل خطير سيادة الصين وسلامة أراضيها" عبر الزيارة.

رد أميركي
في المقابل، أعلن مجلس الأمن القومي الأميركي أن الصين لا تستطيع منع واشنطن من العمل في البحار والأجواء.

واتهم وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن الصين بالسعي لتغيير الوضع الراهن في مضيق تايوان بإجراء تجارب صاروخية وتدريبات عسكرية عقب زيارة بيلوسي للجزيرة.

وذكرت مجلة تايم الأميركية أن بلينكن أدلى بهذه التصريحات خلال مشاركته في قمة آسيان في كمبوديا الجمعة، حضرها أيضاً وزير الخارجية الصيني وانغ يى ونظيره الروسي سيرغي لافروف.

وقال بلينكن إنه لا يوجد مبرر للرد العسكري الصيني على ما وصفه بزيارة سلمية من بيلوسي، بما في ذلك إطلاق صواريخ على المنطقة الاقتصادية الخاصة لليابان، وفقاً لمسؤول غربي كان حاضراً، لم تكشف المجلة عن هويته.

وأضاف بلينكن أن الولايات المتحدة أوضحت للصين مراراً أنها لا تسعى إلى حدوث أزمة، مشيراً إلى أن واشنطن وحلفاءها يشعرون بقلق بالغ إزاء أفعال بكين الأخيرة.

والخميس، استدعى البيت الأبيض السفير الصيني في أميركا كين غانغ من أجل إبلاغه بإدانة التصعيد ضد تايوان، وأن الولايات المتحدة لا ترغب في خلق أزمة بالمنطقة، حسبما نقلت صحيفة "واشنطن بوست".

وقال جون كيربي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في بيان، إن البيت الأبيض قد أبلغ السفير الصيني احتجاج الولايات المتحدة على الممارسات العسكرية الأخيرة للصين، واصفةً إياها بالـ"غير مسؤولة" وأنها تتعارض مع هدف حفظ السلام والاستقرار في منطقة مضيق تايوان.

أميركا توجه الصين وروسيا
وفي مقال بصحيفة "واشنطن بوست"، رأى الكاتب جوش روغين أن الولايات المتحدة قادرة على مواجهة الصين وروسيا في الوقت نفسه، داعياً "اليسار واليمين الأميركيين" إلى الكف عن التشكيك في ذلك.

وذكر المقال أن زيارة بيلوسي إلى تايوان أثبتت ذلك من دون شن أي حروب جديدة أو خسارة أي معارك مستمرة. وقال إن لدى الولايات المتحدة العديد من الشركاء الأقوياء الذين يفهمون أيضاً أن روسيا والصين تشكلان تهديداً مزدوجا لأميركا، وليس تهديدين منفصلين.

ودعا روغين القادة السياسيين على كلا الجانبين من الطيف السياسي الأميركي إلى التوقف عن خداع الشعب الأميركي والترويج أن لدى الولايات المتحدة ترفاً لاختيار مواجهة شر دون الآخر.

وأضاف إن زيارة بيلوسي لتايوان يجب أن توقف فكرتين شائعتين ولكنهما خاطئتان: فكرة اليمين الأميركي التي تقول إنه يجب التراجع عن روسيا لمواجهة الصين، وفكرة اليسار عن وجوب التراجع عن الصين لمواجهة روسيا، واصفاً ذلك بأنه اختيار خاطئ "لأن الأمر كله مواجهة واحدة".

كما أشاد بتصريح السيناتور الجمهوري تيد كروز الذي قال إن أميركا لا تهزم الصين بالانسحاب من بقية العالم و"قد هزمنا الصين بالوقوف إلى جانب حلفائنا ضد أعدائنا".