المعارضة السورية تندد بدعم تركيا للنظام السوري ضد قسد

المدن - عرب وعالم
الثلاثاء   2022/08/02
أصدرت قوى في الثورة السورية بياناً عبرت خلاله عن استغرابها لما جاء في تصريحات وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، والتي عبر خلالها عن استعداد تركيا لدعم نظام الأسد بمحاربة "الإرهاب".

واعتبر البيان تصريحات أوغلو "تراجعاً تركياً عن مواقفها السابقة الداعمة للثورة ضد نظام الاستبداد الأسدي الذي جعل من الارهاب وسيلة لاستمرار نظام حكمه"، مذكراً بأنه "لا يمكن مكافحة الإرهاب عبر الاعتماد على ارهاب أكبر" مشيراً إلى أن "نظام  الأسد إرتكب بحق الشعب السوري وشعوب المنطقه أكبر المجازر".

وقال البيان أن النظام السوري لطالما دعم "إرهاب حزب العمال الكردستاني" منذ عام 1982، إلى أن تعهد بوقف هذا الدعم إثر اتفاقية أضنة، ثم عاوده بعد قيام الثورة السورية ليحدث الفراق الأخير في ما بعد بين النظام وحزب العمال الكردستاني بعد تمرد الأخير واستقوائه بالغرب وروسيا.

ورأى البيان أن التعاون والصفقات بين تنظيمات حزب العمال الكردستاني من جهة والنظام السوري من جهة أخرى لم ولن تنقطع. مضيفاً أن النظام السوري "يمارس ويسوق الارهاب، وهو نظام لا يمكن الوثوق به، ولم يفِ في يوم من الايام بالتزاماته مع الأخرين، وجعل من سوريا مرتعاً للعصابات الارهابية ومركزاً لتصدير المخدرات الى دول الجوار".

ونوه البيان بوقوف تركيا والشعب التركي إلى جانب الشعب السوري وتقديمها كل المساعدة للثورة السورية.

وأكد البيان على ضرورة تطبيق القرارات الدولية وعلى رأسها القرار 2254 و2118 ومحاكمة كل التنظيمات التي ساهمت في قتل الشعب السوري وعلى رأسها النظام. مشدداً على أن "الحل السياسي في سوريا يبدأ بتجفيف منابع الإرهاب والقضاء على رعاته ومحاكمة مجرمي الحرب وعلى رأسهم بشار أسد الذي حول سوريا الى وكر للإرهاب والمخدرات".

ووقع على البيان كل من: اتحاد تنسيقيات الثورة السورية حول العالم، التجمع السوري للانقاذ، تنسيقيات الثورة السورية للحراك الشعبي، الجالية السورية الحرة في رومانيا، حزب بناء سورية الديمقراطي، تجمع احرار تركمان حمص، مكتب الحراك الثوري لمحافظة حمص، تيار الكرامة السوري الوطني، حزب اليسار الديمقراطي السوري، تجمع الكرامة والحرية الشعبي لاحرار سوريا، الهيئة السياسية لمحافظة حماة، حركة احرار سوريا، اتحاد شباب الثورة السورية في بورصة، مكتب الحراك الثوري السوري في فرنسا، تكتل فجر سوريا الحرة الموحدة، الهيئة السياسية لمدينة حماه، المجلس الثوري لعشيرة العميرات (عفرين)، ديوان قبيلة السادة النعيم وفريق احرار هولندا.


تصريحات مثيرة للجدل
وأثار أوغلو الجدل بعد تصريحات أدلى بها في حديث متلفز مع قناة "تي في 100" التركية الأربعاء الماضي، حول عزم بلاده تقديم الدعم السياسي للنظام في حال هجومه ضد مقاتلي حزب العمال الكردستاني التركي أو ذراعه السوري المتمثل بوحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبر العمود الفقري لـ"قسد".. ووصفه القضاء على قوات سوريا الديمقراطية "قسد" بأنها "حق طبيعي للنظام السوري" مستدركاً "لكن ليس من الصواب أن يرى المعارضة المعتدلة إرهابية".

وأوضح أوغلو أن مفاوضات تجري مع إيران من أجل "إخراج الإرهابيين من المنطقة". وتأتي المفاوضات مع طهران بعد رفضها العملية التركية في شمال سوريا قبل قمة طهران وخلالها، وجاء الرفض على لسان المرشد الإيراني، علي خامنئي نفسه خلال اللقاء الذي جمعه بالرئيس التركي رجب طيب اردوغان.

وتأمل أنقرة أن تلعب طهران دوراً يشجع النظام السوري على السيطرة على المنطقة ويخرج منها المقاتلين الأكراد، وتلجأ تركيا إلى إيران بعد الاعتراض الروسي والأميركي على عمليتها المزمعة ضد "قسد" إضافة إلى حساسية منطقة تل رفعت لإيران وميلشياتها باعتبار المنطقة قريبة من بلدتي نبل والزهراء الشيعيتين في ريف حلب الشمالي.

ردود المعارضة
وتلقت أوساط المعارضة السورية تصريحات جاويش أوغلو بكثير من التوجس، على الرغم من عدم صدور تعليقات مباشرة من جانب مؤسسات المعارضة الرسمية والتي تحتضن تركيا معظمها.

وتظاهر عشرات المدنيين في مدينة عفرين بريف حلب، شمال غربي سوريا الجمعة، تحت عنوان "لا إرهاب يفوق إرهاب الأسد"، رداً على تصريحات وزير الخارجية التركي الأخيرة.

وندّد المتظاهرون بالتصريحات التركية، وأكّدوا أنّ النظام السوري هو مصدر الإرهاب، و"قوات سورية الديمقراطية" هي تابع للنظام، كما وجهوا رسالة للدول التي تعمل على التطبيع مع دمشق، بأنّ النظام قتل وشرد ملايين السوريين، وأي محاولة لإعادة العلاقات معه هي خيانة لهذه الدماء.

كما وجهوا رسالة للحكومة التركية، قالوا فيها إنّ "الوجود التركي مستمدٌ من ثورة الشعب السوري، وأي تغيير في الأهداف، يسقط هذه الشرعية".

وتجنبت وزارة الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة التعليق على تصريحات وزير الخارجية التركي، وكذلك فعلت دائرة التوجيه المعنوي في الوزارة التي طالما علقت على الأوضاع العسكرية في الشمال السوري.

ودعا المجلس الإسلامي السوري العلماء والخطباء للتأكيد على أن نظام بشار الأسد ومليشياته يشكلان "الإرهاب الأكبر" بالنسبة للشعب السوري.

وانقسمت الفصائل السورية المعارضة بين رافض للتصريحات وصامت تماماً. أما الموقف الأبرز فجاء من قائد الفيلق الثالث والجبهة الشامية، أبو احمد نور الذي علق على بيان "المجلس الإسلامي" داعماً "لا إرهاب في سوريا يفوق إرهاب عصابة الأسد المجرمة المارقة".

وأضاف في حسابه على "تويتر"، أن "حزب العمال الكردستاني" و"وحدات حماية الشعب" الكردية، "عصابات أنتجها نظام بشار المجرم، وحربها لا تكون بدعم أو بالتنسيق أو حتى بالتعاون مع مُشغلها وصانعها"، معتبراً أن محاربة نظام الأسد سوف تنهي "مشكلة المليشيات الانفصالية والإرهابية والظلامية وعصابات المخدرات، فهو محركهم ومديرهم"، وفق تعبيره.