ريف حلب:قوات النظام السوري تخوض معركة قسد ضد الأتراك

خالد الخطيب
الأربعاء   2022/07/27
قصف للنظام يطال مواقع قريبة من القاعدة التركية شرق أعزاز
شهدت جبهات ريف حلب تصعيداً غير مسبوق على مدى 3 أيام بعدما انخرطت قوات النظام والمليشيات الإيرانية إلى جانب قسد في عمليات التسلل والقصف والتفجيرات التي استهدفت مواقع الفصائل المعارضة والجيش التركي في أكثر من محور. 
وخلال فترة التصعيد، انتقلت الفصائل من حالة التأهب ما قبل الهجوم إلى حالة الدفاع بسبب كثافة تحركات خصومها والهجمات البرية المحدودة ضدها في منطقة العمليات. وتحشد قوات النظام والمليشيات بأعداد أكبر في الخطوط الدفاعية المتقدمة، وهو ما بات مقلقاً بالنسبة للفصائل والجيش التركي معاً، فالأخير لا يزال قصفه ضد مواقع النظام في إطار العمليات التحذيرية الضاغطة.

إشعال الجبهات
وسبق تصعيد قوات النظام والمليشيات وإشتراكها في إشعال الجبهات نشر مرابض مدفعية وراجمات صواريخ في عدد من المواقع التي تمركزت فيها في محيط تل رفعت، وفي قرى الشيخ عيسى وتل مضيق وسد الشهباء وحربل وأم القرى والسموقة، وفي طوق بلدتي نبل والزهراء جهتي الغرب والشمال على الطريق الدولي حلب-غازي عينتاب. وسجلت الفترة ذاتها تصاعد القصف التركي على مواقع قسد في تل رفعت وقرى الشهباء، وبدا أنه أكثر تركيزاً على النقاط والمواقع ذات الانتشار المشترك مع قوات النظام.
وبدأت قوات النظام والمليشيات تصعيدها من محاور ريف حلب الشمالي الغربي انطلاقاً من الأطراف الشمالية الغربية لبلدتي نبل والزهراء، التي توسعت نحوها قوات النظام على حساب قسد منذ منتصف شهر تموز/يوليو، لتشكل طوق حماية حول معاقلها الرئيسية، ورأس حربة متقدم تشترك من خلاله في العمليات الهجومية المحدودة وعمليات القصف الذي تكرر على مواقع المعارضة ومحيط القاعدة التركية في دارة عزة خلال الأيام القليلة الماضية، كما شهدت محاور المنطقة اشتباكات عنيفة امتدت فيما بعد إلى جبهات جنوبي عفرين واعزاز، ومن ثم جبهات مارع التي شهدت المواجهات الأعنف.
وشنت قوات النظام وقسد هجوماً متزامناً من أربع نقاط انطلاق، من الشيخ عيسى غرب مارع، ومن حربل جنوبها، وانطلاقاً من محورين في محاور جنوب شرقي المدينة في تل مالد والسيد علي وصولاً إلى خطوط المواجهة في الطويحنية، وحاولت القوات المهاجمة التسلل إلى النقاط المستهدفة، ونجحت بالتقدم في بعض المحاور قبل أن تنسحب نتيجة الاشتباكات والقصف التركي الذي استهدف محاور الهجوم، وخطوط الامداد.

النظام يدير القصف
وقالت مصادر عسكرية من فصائل معارضة ل"المدن"، إن "إشتراك قوات النظام في التصعيد العسكري الآخير الذي تشهده الجبهات مع قسد واضح جداً، فالأخيرة لا تملك في نقاط تمركزها ذخائر متنوعة وليس لديها الجرأة على تنفيذ هكذا هجمات في وقت قياسي، وبالتالي يمكن القول إن القصف الذي طاول مخيم كويت الرحمة للنازحين الموجود على أطراف مدينة عفرين مؤخراً مصدره مرابض المدفعية التابعة لقوات النظام والتي تم نشرها مؤخراً في مواقع مشتركة مع قسد شمال مدينة تل رفعت، وعلى أطراف دير جمال ومطحنة الفيصل على طريق حلب-غازي عينتاب".
وأضافت المصادر أن "قوات النظام والمليشيات الإيرانية هي في الغالب من تقود التصعيد العسكري الحالي ضد الفصائل والجيش التركي، ومن غير المستبعد أن تكون هي من استهدفت الثلاثاء، قرية الجطل الملاصقة للمعبر الواصل بين الفصائل وقسد بسيارتين مفخختين"، موضحة أن "قوات النظام أصبح لديها انتشار واسع في الجبهات المحيطة بمنطقة العريمة إلى الشرق والشمالي الشرقي من مدينة منبج، وفي قرية جاموس ويران بالتحديد التي تقع قبالة معبر الجطل الذي تديره من جانب المعارضة هيئة ثائرون للتحرير".
ويبدو أن قوات النظام هي من قصفت القاعدة العسكرية التركية في كلجبرين أيضاً، ويأتي جزء من تحركاتها كما يبدو للرد على القصف التركي الذي طاول مواقعها في السموقة وتل مضيق وحربل خلال اليومين الماضيين والذي تسبب بمقتل عدداً من العناصر.

منع العملية العسكرية
وبحسب المصادر "يهدف التصعيد من جانب قوات النظام والمليشيات إلى الضغط على تركيا والمعارضة لمنع العملية العسكرية على تل رفعت بالدرجة الأولى، وللقول إنها باتت موجودة وبقوة في معظم محاور القتال على طول خطوط التماس الممتدة من جنوبي عفرين بريف حلب الشمالي وصولاً إلى ريف منبج الشمالي شمال شرقي حلب، فضلاً عن انتشارها المكثف في الجبهات الشمالية الشرقية لإدلب وشمال غربي حلب".
وتوحي التعزيزات العسكرية التركية وعمليات انتشارها في القواعد المتمركزة بالقرب من خطوط التماس مع قسد بريف حلب، وبالأخص في منطقة العمليات الممتدة من جنوبي عفرين وحتى مارع، بأن التصعيد العسكري سيتواصل بين الطرفين، على الأقل إلى حين انعقاد القمة المرتقبة بين الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان، والروسي فلاديمير بوتين، في 5 آب/أغسطس، والتي ستحدد مصير العملية العسكرية التركية، وحجم وتوزع انتشار قوات النظام والمليشيات الذي بدا كثيفاً خلال شهر تموز/يوليو، ويهدد استقرار منطقة النفوذ التركي بشكل جدي.