فوضى إطلاق المعتقلين..النظام استعجل "العفو" والشائعات سببت التجمعات

مصطفى محمد
الخميس   2022/05/05
عزا المتحدث باسم "هيئة التفاوض" يحيى العريضي الفوضى التي تسود عمليات إطلاق سراح المعتقلين تنفيذاً لمرسوم "العفو عن الجرائم الإرهابية"، إلى تسرّع النظام السوري في إصدار القانون.

وبيّن في حديث ل"المدن"، أن النظام اضطر إلى تعجيل إخراج عشرات المعتقلين بعد الكشف من قبل صحيفة "الغارديان" البريطانية عن مجزرة التضامن، التي نفذتها قوات النظام في نيسان/أبريل 2013.

وأكد أن نشر المقاطع المصورة أشعر النظام بدرجة عالية من الخطورة، سيما أن "هناك أكثر من مليوني توثيق ضده، تعادل أو تفوق هول حفرة التضامن"، مضيفاً أنه "فور الكشف عن الفيديوهات من قبل صحيفة عالمية (الغارديان) سارع النظام إلى إصدار (العفو)، حتى دون إصدار قوائم بأسماء المعتقلين المُفرج عنهم، في إطار التعامل مع هذه الفضيحة التي لا تتناسب مع خطوات تعويم الأسد".

وكانت مصادر النظام السوري قد نفت فعلاً وجود قوائم بأسماء المعتقلين الذين سيُفرج عنهم، وقالت رئيسة "محكمة قضايا الإرهاب" القاضية زاهرة بشماني إن كل ما نشر على وسائل التواصل الاجتماعي من قوائم لا أساس له من الصحة ومحكمة قضايا الإرهاب أو وزارة العدل لم تنشر أي قوائم أو أسماء، لأنه بعد دراسة ملفات المشمولين بأحكام مرسوم العفو، ووفق قانون أصول المحاكمات الجزائية، يتم إطلاق سراح المشمولين بشكل عاجل من دون إذاعة أي قوائم أو أسماء، وأغلب الظن أن هناك أشخاصاً أرادوا لغايات معينة نشر هذه الأسماء.

ويرى مدير موقع "صوت العاصمة" أحمد عبيد أن حالة الفوضى بدأت أساساً بآلية إطلاق سراح المعتقلين، تبعها نشر الشائعات بين الأهالي وعبر وسائل التواصل.

وأوضح عبيد في حديث ل"المدن"، أن حالة الفوضى بدأت منذ لحظة إطلاق سراح المعتقلين، حيث عمل النظام على إخراج المعتقلين من السجن إلى البوابة الرئيسية فقط، ولم يتم نقل أي معتقل إلى النقاط التي تجمع فيها الأهالي، وهو أساس الفوضى، حيث اعتمد الأهالي في نقل الأخبار على المشاهدات فقط دون السؤال عن أي تفصيل.

وأشار إلى أن النظام أخرج الدفعة الأولى من سجن صيدنايا، وعند وصول المفرج عنهم إلى ساحة صيدنايا، بدأوا بالسؤال عن المواصلات للوصول إلى مناطقهم، وأبلغوا أهالي صيدنايا بأنهم خرجوا من السجن، وهنا بدأ أهالي صيدنايا بالتواصل مع المدن والبلدات المجاورة، وإبلاغهم أن هناك دفعة من المعتقلين في الساحة، وبدأ انتشار الشائعات عن دفعات أخرى في طريقها للخروج، وكان التجمع الذي شاهدناه.

وعن التجمع البشري تحت جسر الرئيس في دمشق، قال عبيد إن جميع المعتقلين الذين وصلوا إلى جسر الرئيس خرجوا من سجن عدرا، وبالطريقة ذاتها، تم إخراجهم إلى بوابة السجن الرئيسية فقط، فقام سائق باص مبيت بنقلهم إلى جسر الرئيس، بمبادرة شخصية من السائق، وفور وصولهم بدأ الأهالي بتناقل الأخبار حول إخراج المعتقلين وبدأ الأهالي بالتجمع في المنطقة.

وبذلك، يرى عبيد أن الفوضى ليست مقصودة من جانب النظام، ولا تصب في مصلحته أيضاً، مشيراً إلى أن دمشق تشهد منذ بدء تجمع الأهالي، حالة استنفار كامل، وانتشاراً أمنياً كبيراً في محيط منطقة جسر الرئيس، مشيراً إلى مخاوف من النظام من ردود فعل من ذوي المعتقلين.
كما يرى عبيد أن لا مصلحة للنظام بإظهار هذا العدد الكبير من ذوي المعتقلين، لاسيما في دمشق التي يروج لها بأنها حاضنة رئيسية له.

في المقابل، يعتقد البعض أن الفوضى والتجمعات البشرية الهائلة تخدم دعاية النظام، بدلالة تغطية وسائل إعلام النظام للتجمعات البشرية.

وفي هذا السياق أكد عضو "لجنة الدفاع عن معتقلي الرأي والضمير" المحامي ميشال شماس ل"المدن"، أن التجمعات البشرية جذبت وسائل الإعلام، وبات الحديث متركزاً عليها وعلى إطلاق سراح المعتقلين، بعيداً عن مجزرة التضامن.