واشنطن:عقوبات على شبكة تهرّب النفط لفيلق القدس وحزب الله

المدن - عرب وعالم
الأربعاء   2022/05/25
حذّر الموفد الأميركي المكلّف بملف المفاوضات النووية مع إيران روب مالي الأربعاء، من أن فرص فشل محادثات إعادة إحياء الاتفاق النووي الإيراني تتجاوز إمكانية نجاحها، متعهّداً بعدم التراجع عن الضغط على طهران في حال تمسّكت بمطالبها.

لكن مالي، الذي قاد محادثات غير مباشرة مع إيران في فيينا على مدى أكثر من عام، قال لأعضاء مجلس الشيوخ، إن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لا تزال تدعم الاتفاق النووي وهي على استعداد لرفع العقوبات إذا نجحت في التوصل إلى اتفاق لإحيائه.

وأشار إلى أن الولايات المتحدة سترفض "المطالب التي تتجاوز نطاق خطة العمل الشاملة المشتركة". وتابع: "نحن على استعداد تام للتعامل مع مواجهة هذا الواقع إن كان ذلك خيار  إيران".

ويرجّح بأن مالي كان يشير في تصريحاته إلى مطلب إيران شطب اسم الحرس الثوري من القائمة الأميركية للمنظمات "الإرهابية" الأجنبية، وهي خطوة رفضها بايدن وعارضها كثيرون في الكونغرس.

لكن مالي أوضح بأن بايدن لا يدعم التحرّك العسكري. وقال إن "جميع الخيارات مطروحة" وأضاف أن التحرّك العسكري لن يؤدي سوى إلى "تراجع" برنامج إيران النووي.

وفي إشارته إلى تاريخ الولايات المتحدة في الحروب في الشرق الأوسط، قال مالي: "نعرف أن الأمر مكلف". وتابع: "لكن لنترك الأمر عند هذا الحد، الحل الوحيد في هذه الحالة دبلوماسي". لكنه حذّر من ضغوط اقتصادية إضافية إذا فشلت المحادثات وأشار إلى أن الولايات المتحدة ستحظى بدعم الأوروبيين هذه المرة، بخلاف ما كان الحال عليه في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب.

ولفت مالي إلى أن نهج ترامب فشل بشكل واضح مع تكثيف طهران أنشطتها النووية منذ انسحاب واشنطن من الاتفاق.

وفرضت الولايات المتحدة الأربعاء، عقوبات على شبكة دولية لتهريب النفط وغسيل الأموال يقودها مسؤولون في فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني، بحسب وزارة الخارجية.

وأعلنت الخارجية أن واشنطن فرضت عقوبات على شبكة غسيل أموال سهلت بيع ما قيمته مئات الملايين من الدولارات من النفط الإيراني لصالح فيلق القدس وجماعة حزب الله. وقالت في بيان، إن شبكة تهريب النفط هذه كانت بمنزلة عنصر حاسم في جمع عائدات النفط لمصلحة إيران. وأضافت أنها صنفت هذه الشبكة ضمن المنظمات الإرهابية.

وفي إيران، قال المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية بهروز كمالوندي إن سياسة فرض العقوبات هي سياسة ظالمة، وليست حلاً للمشاكل وإيران لديها تجربة كبيرة في مواجهة العقوبات. وأضاف أن العلاقات الإيرانية الروسية في القطاع النووي جيدة ولا تقتصر على إنشاء المحطات النووية، بل تتعداها إلى مجال الوقود والمشعات النووية وغيرهما.

وجاء تصريح كمالوندي تعليقا على زيارة وفد روسي إلى إيران بهدف دعم علاقات التعاون بين البلدين وتطويره في مختلف المجالات.

النفط مقابل الغاز
ونقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك قوله إن روسيا وإيران ناقشتا مقايضة إمدادات النفط والغاز. وذكر نوفاك أن البلدين بحثا أيضاً الاستثمار في بعض مشروعات النفط والغاز.

وأكدت روسيا أنها تدعم العلاقات التجارية مع إيران، مما يعزز اقتصاديات الدولتين وهما تحاولان التغلب على العقوبات الأميركية الشديدة.

وعقب اجتماع مع ممثلي شركات في طهران، قال نوفاك: "إننا ماضون لزيادة التعاون التجاري والاقتصادي واللوجستي والاستثماري والمالي والمصرفي، رغم الضغوط غير المسبوقة التي تتعرض لها روسيا". وقال إن التبادل التجاري بين روسيا وإيران ارتفع بأكثر من 10 في المئة في الربع الأول من 2022.

منعطف شديد الصعوبة
من جهة ثانية، قال مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي الأربعاء، إن المحادثات مع إيران، بهدف إنهاء أزمة مطولة بخصوص تفسير منشأ جزيئات اليورانيوم المعالجة التي عثُر عليها في موقع يبدو قديماً لكن لم يعلن عنه، تمرّ "بمنعطف شديد الصعوبة".

ومن المنتظر أن يقدّم غروسي تقريره بهذا الشأن إلى مجلس محافظي الوكالة قبل اجتماع فصلي، يبدأ في 6 يونيو/ حزيران.

وذكر غروسي خلال جلسة نقاش في منتدى دافوس الاقتصادي العالمي، أنه يأمل أن يتم استغلال الوقت، من الآن وحتى موعد تقديم التقرير، على نحو جيد.