تحرير الشام تروج لإنجازات وهمية..أبرزها عملية نبل والزهراء

خالد الخطيب
الأربعاء   2022/05/18
شككت الأوساط المعارضة والسلفيون في الإنجازات العسكرية التي أعلنت هيئة تحرير الشام تحقيقها خلال شهر نيسان/أبريل وفي النصف الأول من شهر أيار/مايو، في جبهات القتال ضد قوات النظام والمليشيات الموالية لها.

واتهم السلفيون المناهضون لتحرير الشام الأخيرة بالمبالغة والترويج لإحصاءات كاذبة، ومحاولتها جذب انتباه الأوساط الشعبية التي تفضل التفاعل مع تحركات الفصائل المعارضة وانجازاتها العسكرية كما حصل مع فصيل أحرار الشام في عمليته الأخيرة ضد المليشيات الإيرانية غربي حلب.

والثلاثاء، أعلنت تحرير الشام عن حصيلة عملياتها خلال نيسان، وتضمنت 31 عملية توزعت على جبهات إدلب ومحيطها بأرياف حلب وحماة واللاذقية، وقالت إنها قتلت خلال العمليات المزعومة 35 عنصراً من قوات النظام والمليشيات، وجرحت 50 عنصراً آخرين.

وبحسب الإعلان فقد تم تنفيذ العمليات باستخدام مختلف أصناف الأسلحة الثقيلة والمتوسطة بما فيها سلاح القناصة الذي كانت له الحصة الأكبر من حصيلة القتلى المفترضة. وأعلنت تحرير الشام أيضاَ عن حصيلة العمليات التي نفذتها ضد قوات النظام بالاشتراك مع الفصائل في النصف الأول من أيار، وتضمنت 6 عمليات، أهمها عمليتا الملاجة في ريف إدلب الجنوبي، وعملية عين جارة غربي حلب.

وبحسب الإعلان الثاني، كانت حصيلة خسائر قوات النظام خلال أسبوعين كبيرة، حيث قتل 22 عنصراً من قوات النظام بينهم العميد الركن حيدرة عثمان، كما جرح العشرات من العناصر، وتم تدمير عدد من الآليات والمركبات العسكرية في منطقة العمليات القريبة من خط التماس.

والإعلان عن الإحصاءات الأخيرة هو جزء من حملة ترويج مكثفة أطلقها الإعلام الرسمي والرديف في تحرير الشام بعيد عملية الاستهداف التي نفذتها أحرار الشام في محور عين جارة غربي حلب، والتي طاولت حافلة مبيت كانت تنقل مجموعة تتبع لمليشيا نبل والزهراء المدعومة من إيران قرب جبهات القتال بريف حلب، وأسفرت عملية أحرار الشام عن مقتل 12 عنصراً على الأقل.

وزعمت الحركة أن العملية تندرج في إطار عمليات الثأر لمقتل مجموعة مؤلفة من 6 مقاتلين تتبع لجيش النصر بداية شهر أيار، في محاور سهل الغاب شمال غربي حماة، والذين قتلوا في استهداف قوات النظام لمركبتهم العسكرية بصاروخ مضاد للدروع.

وقالت مصادر عسكرية ل"المدن"، إن "الإعلام الرسمي والرديف في تحرير الشام بدأ يروج لعملية الملاجة جنوبي إدلب بعد تنفيذ عملية أحرار الشام غربي حلب بشكل مباشر، وزعمت تحرير الشام أنها استهدفت بصاروخ مضاد للدروع مركبة عسكرية لقوات النظام في الجبهات الجنوبية ما تسبب بمقتل 10 عناصر بينهم ضابط برتبة رفيعة، مع العلم كان الاستهداف المزعوم قد وقع قبل أيام من عملية أحرار الشام، ولم يتم ذكر أي معلومات عن العملية حينها".

وأضافت المصادر أن "مؤسسة أمجاد الإعلامية التابعة لتحرير الشام لم تنشر أي تسجيل مصور حول عملية الملاجة، لكن الأخيرة نشرت بعد عملية الأحرار تسجيلاً مصوراً غير واضح زعمت أنه للعملية ذاتها، وتولت معرفات الإعلام الرديف والرسمي في تحرير الشام مهمة الترويج للعملية، وباقي تحركاتها العسكرية وقصفها وبالغت كثيراً في حجم الخسائر التي أوقعتها في صفوف قوات النظام في محاولة منها للتغطية على عملية أحرار الشام التي تفاعلت معها الأوساط الشعبية بشكل أثار غضب تحرير الشام وغيرتها".

وفي استبيان تداوله السلفيون المناهضون لتحرير الشام شكك في مزاعم الأخيرة، جاء فيه "بعد أن أعلنت أحرار الشام استهداف باص عناصر النظام ومقتل أكثر من 10 واعترف العدو بذلك ونشر إعلامه أسماء القتلى، وادعت تحرير الشام أنها قامت بعملية أخرى في الملاجة وقتلت 10 عناصر دون أن يعترف العدو بذلك، فهل تظن أن تحرير الشام صادقة وقتلت 10 عناصر من قوات النظام في تلك العملية؟ أم أن تحرير الشام كاذبة وأشاعت الخبر غيرة وحسداً من أحرار الشام؟. ورجح 75 في المئة من المصوتين أن تحرير الشام كذبت.

وقال السلفي المنشق عن تحرير الشام أبو يحيى الشامي على "تلغرام"، إن "عملية أحرار الشام لها أدلة واضحة، من صور الباص المحترق، وأسماء وصور وجنائز القتلى من عناصر النظام المجرم، أما عملية تحرير الشام فلا أدلة تثبتها، والحق أننا نثق بالدليل فالكلام والادعاءات كثيرة".

إحصاءات تحرير الشام غير دقيقة، وبدأت قبل عام تقريباً بالإعلان الشهري عن حصيلة عملياتها العسكرية ضد قوات النظام في جبهات إدلب ومحيطها، متضمنة عمليات القصف والاستهداف القريب والبعيد وعمليات القنص والتسلل، وحجم الخسائر في صفوف قوات النظام والذي يتم الإعلان عنه يتم وضعه اعتماداً على الأرقام التي تفترضها مجموعات تحرير الشام المنفذة للعمليات في الخطوط الأولى.

تبدو تحرير الشام مستاءة بالفعل من العملية التي نفذتها أحرار الشام ضد المليشيات الإيرانية بريف حلب والتي أخذت صدى وتفاعلاً واسعاً بين المعارضة بعكس عملياتها التي يتم تجاهل معظمها، لكن الهيئة ألمحت إلى أن عموم جبهات إدلب تحت إدارتها، وأن عملية أحرار الشام كانت بإمرتها، فالقسم المتبقي من الأحرار بعد الانشقاقات الكبيرة التي حصلت أواخر العام 2021، يدينون بالولاء لتحرير الشام ويعملون معها ضمن غرفة عمليات الفتح المبين، وبالتالي مثلهم مثل باقي التشكيلات والتنظيمات الإسلامية كأنصار التوحيد، لا يتحركون دون مشورة وموافقة تحرير الشام في إدلب.