النظام يبالغ بعدد السياح الأميركيين في سوريا:20 ألفاً؟

المدن - عرب وعالم
الجمعة   2022/12/16

شككت مصادر في الأرقام المعلنة من جانب النظام السوري حول عدد القادمين إلى سوريا من حاملي الجنسية الأميركية، معتبرة في حديثها ل"المدن" أن ما ذكره النظام ينطوي على المبالغة، بغية جذب المزيد من السوريين الحاصلين على الجنسية الأميركية إلى زيارة البلاد، وتصدير صورة مغايرة للواقع الذي تعيشه مناطق سيطرة النظام من حيث انعدام الخدمات، نتيجة أزمة المحروقات.

وكان مدير سياحة دمشق ماجد عز الدين، قد وصف العام السياحي 2022 ب"الجيد نسبياً"، مؤكداً أنه خلال العام الحالي بلغ عدد السياح الأجانب الأميركيين الذين دخلوا سوريا 20 ألف سائح، مقابل 13 ألف سائح أميركي خلال الفترة الزمنية لعام 2021، لافتاً إلى نسبة السياح الأميركيين بلغت نحو النصف من عدد السياح الأجانب.

أما عن عدد القادمين العرب والأجانب، فأكد عز الدين لصحيفة "البعث" الرسمية أن الرقم تجاوز حاجز المليون ونصف مليون سائح، بنسبة زيادة عن العام 2021 بلغت 177 في المئة، معتبراً أن زيادة أعداد السياح تنعكس إيجاباً على نسب إشغال الفنادق وزيادة العائدات المالية المسددة لخزينة الدولة.

وبالتركيز على عدد السياح الأميركيين، يقول بكر غبيس وهو طبيب ورئيس منظمة سورية-أميركية، إن حديث النظام عن قدوم 20 ألف سائح أميركي إلى سوريا فيه مبالغة كبيرة، إذ يريد النظام بهذا الرقم الكبير دفع المزيد من السوريين الحاصلين على الجنسية الأميركية إلى زيارة البلاد.

وفي حديثه ل"المدن" يؤكد غبيس أن غالبية الأميركيين الذين يدخلون سوريا من لبنان أو الأردن، هم من السوريين المجنسين، وقلة منهم من الأميركيين، ويقول: "لدينا معطيات عن قيام عشرات السوريين المجنسين أميركياً مع عائلاتهم بزيارة سوريا"، ويستدرك: "لكن، بالتأكيد ليس العدد بهذا الرقم الكبير، أي 20 ألفاً، وخاصة أن عدد الجالية السورية في الولايات المتحدة لا يتجاوز 200 ألف سوري".

ووفق مصادر "المدن" تنصح الولايات المتحدة رعاياها بتجنب الدخول إلى سوريا، حيث طلبت أجهزة الأمن الأميركية من أحد رعاياها السوريين بعدم المجازفة والدخول إلى الأراضي السورية، أثناء تواجده في تركيا لزيارة أقاربه.

من جانبه، يرى رئيس "مجموعة عمل اقتصاد سوريا" الدكتور أسامة قاضي، أن النظام السوري تعمد أن يُبالغ في أرقام القادمين الأميركيين إلى مناطق سيطرته، بهدف مغازلة الإدارة الأميركية، على أمل حدوث انفتاح معها، إلى جانب محاولة تشجيع الدول الأخرى وطمأنتها أن "الوضع في سوريا يسير نحو الأفضل، دون مواصلات وتيار كهربائي، وبنسبة فقر تتجاوز ال90 في المئة".

ويضيف قاضي ل"المدن" ساخراً: "قد تكون أرقام النظام السوري عن عدد السياح الأميركيين صحيحة، في حال تم احتساب عدد الجنود الأميركيين في شمال شرق سوريا والتنف".

ولا يختلف اثنان على أن الوضع في مناطق النظام يسير من حال سيئ إلى أسوأ، وهو ما يتعارض مع توجه النظام السوري لتشجيع قدوم السياح بطرق عديدة، منها افتتاح فنادق "فخمة"، والاستعانة بصناع المحتوى (اليوتيوبرز)، وإقامة حفلات فنية، وآخرها تضخيم أرقام عدد السياح، واعتبار كل قادم إلى سوريا على أنه سائح.