محاكمة علاء موسى:لم أستخدم أدوات طبية للتعذيب لأنها "غالية"

المدن - عرب وعالم
الجمعة   2022/01/28
علاء وسى أنكر وجوده في مستشفى حمص العسكري أو مشاركته في ضرب معتقلين (Getty)


أنكر الطبيب السوري علاء موسى الذي يشتبه في ارتكابه جرائم ضد الإنسانية بحق سجناء في مستشفيات عسكرية في سوريا أنه ضرب مرضى باستخدام أدوات طبية، عازياً السبب إلى أن تلك الادوات "باهظة الثمن" وأنه يحتاج إلى الحفاظ عليها كي يحصل على "براءة ذمة" في نهاية خدمته.

وجاءت تصريحات الطبيب السوري خلال الجلسة الثالثة من محاكمته. وفي تفاصيل المحاكمة، قال مراقبو "المركز السوري للعدالة والمساءلة" داخل المحكمة الإقليمية العليا في فرانكفورت غربي ألمانيا إن القضاة ركزوا في أسئلتهم على الفترة ما بين أواخر عام 2011 وأوائل عام 2013.

وترتبط تلك الفترة بعمل الطبيب في مستشفى "المزة العسكري" في دمشق من 28 تشرين الثاني/نوفمبر عام 2011 حتى كانون الأول/ديسمبر عام 2012، وحينها كان موسى في إجازة مرضية لمدة ستة أسابيع وتعرض إلى إطلاق نار في الشارع، وفق ما نقله مراقبو المركز، وسُمح له بعدها الانتقال إلى مستشفى طرطوس حيث بدأ العمل هناك.

وسأل القضاة علاء موسى عما ورد على لسان أحد الشهود، بأنه في 3 شباط/فبراير عام 2012 رأى علاء مع موظفين طبيين عذبوا وأساؤوا معاملة المرضى باستخدام أدوات طبية في مستشفى "حمص العسكري" أواخر عام 2012 وأوائل 2013.

لكن موسى أنكر ذهابه إلى المستشفى العسكري في حمص بعد أن توقف عن العمل هناك في 20 تشرين الثاني/نوفمبر عام 2011، كما أنكر وجوده هناك أو مشاهدته أو مشاركته في ضرب معتقلين.

وقال موسى: "لن أفعل ذلك أبداً..هذه الأدوات باهظة الثمن ولأنني بحاجة إلى ورقة براءة ذمة في نهاية خدمتي، لم أكن لأتسبب أبداً في أي ضرر للممتلكات على هذه الأدوات".

ويبلغ علاء موسى من العمر 36 عاماً، وعمل في مستشفى حمص العسكري في بدايات الثورة السورية ثم هاجر إلى ألمانيا عام 2015 للعمل كطبيب. واعتُقل في 19 حزيران/يونيو عام 2020 بعدما كشف تحقيق استقصائي بثته قناة "الجزيرة" تحت عنوان "البحث عن جلادي الأسد" عن جرائم في مستشفى حمص العسكري وتوجيه شهود الاتهامات له.

وذكر أحد الشهود في جلسة محاكمة سابقة في 19 كانون الثاني/يناير، أن الطبيب موسى لم يكن يكتفي بالتعذيب وحسب بل قال إنه رآه وهو يحقن أحد المعتقلين بحقنة مميتة.

ووجه الادعاء العام الألماني 19 تهمة تعذيب وقتل للطبيب علاء موسى، بحسب وسائل إعلامية ألمانية. وذكر الادعاء الألماني أن الطبيب متورط بتعذيب معتقلين اثنين على الأقل بحرق أعضائهم التناسلية بالكحول أثناء عملية في مستشفى بمدينة حمص. وأشار إلى أن علاء موسى عذب 9 معتقلين آخرين بطرق متنوعة، كما استخدم معدات طبية أثناء تعذيبهم. كما تسبب الطبيب في مقتل معتقل مصاب بالصرع وذلك بإعطائه كبسولة دواء، وحقن مريضاً آخر بدواء وضربه متسبباً بمقتله.

وهذه القضية هي الثانية من نوعها حول التعذيب الذي يمارسه نظام بشار الأسد. وكانت المحكمة العليا الإقليمية في كوبلنز غرب ألمانيا قد حكمت في وقت سابق بالسجن مدى الحياة على الضابط السابق في شعبة المخابرات العامة لدى النظام السوري أنور رسلان "لارتكابه جرائم ضد الإنسانية".