أردوغان يرحب بزيارة هرتسوغ:فصل جديد بين تركيا واسرائيل

المدن - عرب وعالم
الخميس   2022/01/27
أردوغان: مستعدون للقيام بخطوات نحو إسرائيل في المجالات كافة (Getty)
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن "مرحلة جديدة في علاقات تركيا وإسرائيل ستبدأ مع زيارة الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ إلى تركيا في النصف الاول من شباط/فبراير".

وكان وزير الخارجية التركية مولود جاويش أوغلو قد أجرى في وقت سابق مباحثات مع نظيره الإسرائيلي يائير لبيد في اتصال هاتفي، بحسب وكالة الأناضول التركية، التي نقلت عن مصادر دبلوماسية قولها إن "أردوغان وجه دعوة للرئيس الإسرائيلي لزيارة تركيا"، وأضافت المصادر أن اللقاءات بين البلدين مستمرة لترتيب الزيارة.

وقال أردوغان خلال مقابلة تلفزيونية مساء الأربعاء، إن "إسرائيل اتخذت بعض الخطوات المتعلقة بالتعاون شرقي البحر المتوسط، وإن تركيا بدورها مستعدة للقيام بخطوات نحو إسرائيل في المجالات كافة".

ورأى الرئيس التركي أن فصلاً جديداً في العلاقات بين بلاده وإسرائيل سيفتح مع هذه الزيارة، مضيفاً أن أنقرة ترى فيها تطوراً إيجابياً.
وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، إن زيارة هرتسوغ ستكون الزيارة الأولى لرئيس إسرائيل إلى تركيا منذ سنوات عديدة، مشيرة إلى أن الاتصالات جارية بين البلدين فيما يتعلق بمضمون الزيارة.

وتخطط أنقرة لتعيين السياسي والباحث التركي المقرب من أردوغان، أفق أولوطاش، سفيراً لها في إسرائيل، فيما تخطط الأخيرة لتعيين إيريت ليليان سفيرة لها في أنقرة. وفي 10 من كانون الأول/ديسمبر الماضي، أشارت تقارير إخبارية إلى أن تركيا اختارت أفق أولوطاش سفيراً جديداً لها في إسرائيل.

وقالت "يديعوت أحرونوت" إن هناك معارضة شديدة في الأوساط السياسية الإسرائيلية لتعيين أولوطاش لأنه يحمل مواقف معادية لإسرائيل. وأضافت أن أولوطاش يعتبر معادياً لإسرائيل وتتهمه ب"معاداة السامية وينكر حق وجود إسرائيل على أرض فلسطين ويتهمها بتنفيذ عمليات تطهير عرقي".

ونقلت الصحيفة عن مصادر معنية بالعلاقات الإسرائيلية-التركية أن على إسرائيل أن تعارض بشدة تعيين أولوطاش، وإذا وافقت وزارة الخارجية الإسرائيلية على تعيينه، فسيكون ذلك خطأ فادحاً. 

وبدأ التقارب بين تركيا وإسرائيل منذ أسابيع من خلال اتصالات هاتفية جرت بين أردوغان ومسؤولين إسرائيليين. وقال الرئيس التركي قبل أسبوع إنه مستعد للتعاون مع إسرائيل في مشروع خط أنابيب غاز في شرق البحر المتوسط.

وتوترت العلاقات بين تركيا وإسرائيل منذ عام 2010 حين قتلت القوات الإسرائيلية عدداً من الناشطين الأتراك أثناء هجومها على السفينة التركية "مافي مرمرة" التي كانت تسعى لكسر الحصار عن قطاع غزة وإيصال مساعدات إنسانية.

وتصاعد التوتر أيضاً في 2018 مع سحب سفيري البلدين بعدما قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي فلسطينيين في قطاع غزة خلال الاحتجاجات على إعلان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب نقل السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة.

وتعاونت إسرائيل منذ عام 2019 مع قبرص واليونان، خصمي تركيا التاريخيين، على مشروع خط "إيست ميد" المحتمل لنقل غاز شرق البحر المتوسط إلى أوروبا.

وقد عارضت تركيا المشروع بشدة ودافعت عن مطالبها الإقليمية في ثروات المنطقة إلا أن المشروع حظي بدعم إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.

لكن تقارير صحافية عديدة من بينها تقارير إسرائيلية ذكرت أن واشنطن أبلغت الأسبوع الماضي اليونان خصوصاً أن إدارة الرئيس الاميركي جو بايدن لم تعد تدعم مشروع "إيست ميد" لأنه تسبب في توترات إقليمية مع تركيا.

وتطرق أردوغان في تصريحاته الأربعاء إلى المشروع، وقال إن واشنطن انسحبت لأنها لم ترَ في المشروع ما كانت تتوقعه من حيث التكلفة والفائدة التي ستعود عليها. وأضاف "لا يمكن أن ينجح أي مشروع إقليمي يتجاهل تركيا في شرق البحر المتوسط، ونحن رأينا هذه الحقيقة بالفعل في منطقتنا وأكدنا على ذلك بشكل صريح".

ورأى أردوغان أن مشروع "إيست ميد" لم يكن واضح المعالم، متهماً ما سماها "إدارة جنوب قبرص الرومية" واليونان بطرح المشروع بدوافع سياسية لإقصاء تركيا والقبارصة الأتراك. وأعرب الرئيس التركي عن ترحيب أنقرة "برؤية الولايات المتحدة أخيراً لهذه الحقيقة".