فرانكفورت:الطبيب السوري أمام المحكمة..يواجه 18 إتهاماً بالقتل والتعذيب

المدن - عرب وعالم
الأربعاء   2022/01/19
المتهم مُتهم بتعذيب معارضين للأسد أثناء عمله كطبيب في السجون السورية (Getty)
انطلقت الأربعاء في مدينة فرانكفورت الالمانية محاكمة الطبيب السوري علاء موسى الذي يشتبه في ارتكابه جرائم ضد الإنسانية من بينها القتل العمد والتعذيب والعنف الجنسي ضد سجناء في مستشفيات عسكرية في سوريا.

وهذه القضية هي الثانية من نوعها حول التعذيب الذي يمارسه نظام بشار الأسد. وكانت المحكمة العليا الإقليمية في كوبلنز غرب ألمانيا قد حكمت قبل أسبوع بالسجن مدى الحياة على الضابط السابق في شعبة المخابرات العامة لدى النظام السوري أنور رسلان "لارتكابه جرائم ضد الإنسانية".

ويواجه المتهم بموجب قوانين الخصوصية الألمانية اتهامات بتعذيب معارضين لبشار الأسد أثناء عمله كطبيب في سجن عسكري ومستشفيات في حمص ودمشق في عامي 2011 و2012، فيما ينفي النظام الاتهامات بتعذيب سجناء.

واتهم المدعون الألمان علاء موسى في 18 قضية تعذيب ويقولون إنه قتل أحد السجناء. وفي إحدى القضايا يُتهم المدعى عليه بإجراء جراحة تصحيحية لكسر عظمي من دون تخدير كاف.

كما أنه متهم في محاولة حرمان السجناء من قدراتهم الإنجابية في قضيتين، وتشمل أساليب التعذيب الأخرى التي يقول المدعون إنه استخدمها ضد المدنيين المحتجزين غمر الأعضاء التناسلية لمراهق بالكحول في مستشفى عسكري في حمص وإضرام النار فيها باستخدام قداحة.

كما عمل الطبيب الذي ينفي نفياً قاطعاً أن يكون أقدم على الأفعال المتهم بها، في المستشفى العسكري 601 بالمزة في دمشق ووثّقت مجموعة من الصور حجم التعذيب في مشرحته وفنائه، بحسب "هيومن رايتس ووتش".

وقالت المستشارة القانونية في المركز الأوروبي للحقوق الدستورية وحقوق الإنسان أنتونيا كلاين إن العنف الجنسي باعتباره جريمة ضد الإنسانية سيلعب دوراً مهماً في المحاكمة، مضيفةً "تُظهر المحاكمة أيضاً مدى تنوع الجرائم في الصراع السوري وبأي حجم ستواصل الحدوث".

بدوره، قال المحامي السوري أنور البني وهو يرأس جماعة حقوقية في برلين ساعدت في رفع القضية ضد علاء موسى إن المحاكمة ستتمخض عن المزيد من الأدلة على أن النظام السوري حرّض على التعذيب للتغلب على الانتفاضة ضد الأسد.

وأضاف البني "نأمل أن يحكم عليه بالسجن مدى الحياة"، متابعاً أنه يتوقع أن تصل المحكمة إلى حكم في نهاية 2022.

ويستخدم المدعون الألمان قوانين السلطة القضائية العالمية التي تسمح لهم بالسعي لمحاكمة المشتبه في ارتكابهم جرائم ضد الإنسانية في أي مكان في العالم.

ويبلغ علاء موسى من العمر 36 عاماً، وعمل في مستشفى حمص العسكري في بدايات الثورة السورية ثم هاجر إلى ألمانيا عام 2015 للعمل كطبيب. واعتُقل في 19 حزيران/يونيو عام 2020 بعدما كشف تحقيق استقصائي بعنوان "البحث عن جلادي الأسد" عن جرائم في مستشفى حمص العسكري وتوجيه شهود الاتهامات له.

وذكر أحد الشهود أن الطبيب موسى لم يكن يكتفي بالتعذيب وحسب بل قال إنه رآه وهو يحقن أحد المعتقلين بحقنة مميتة.

وبعدما كشف تحقيق "البحث عن جلادي الأسد" عنه، أشارت مجلة "در شبيغل" إلى أن الطبيب حاول اختراق حساب فيسبوك لشخص تسبب في اعتقاله وعندما فشل طلب مساعدة الجيش الإلكتروني السوري بهدف تنفيذ الاختراق.

وذكرت "در شبيغل" أن علاء موسى تواصل مع أحد الموظفين في السفارة السورية واقترح الموظف عليه ترتيب رحلة محتملة على طائرة ومغادرة ألمانيا، لكن الشرطة الألمانية أحبطت محاولة الفرار واعتقلته.