إيران:موقف واشنطن عقبة أمام اتفاق نووي "جيد"

المدن - عرب وعالم
الإثنين   2022/01/10
الوفدان الإيراني والأميركي يتبادلان "رسائل مكتوبة غير رسمية" خلال مفاوضات فيينا (Getty)
قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده في اليوم العاشر للجولة الثامنة من المفاوضات حول الاتفاق النووي الايراني، إن "ثمة عقبات وتحديات موضوعية أمام المفاوضات"، مشيراً إلى أن "التحدي الأهم يتمثل في التوجه الأحادي الأميركي في موضوع رفع العقوبات".

وأضاف خطيب زاده في حديث مع موقع "العربي الجديد" الاثنين، أن "الإدارة الأميركية السابقة كانت تسعى إلى فرض سياساتها بشكل أحادي مثل الانسحاب من الاتفاق النووي وفرض العقوبات، والإدارة الأميركية الحالية أيضاً لديها التوجه الأحادي نفسه في تحديد العقوبات التي يجب أن تُرفع"، متابعاً أن "الادارة الاميركية تتصور أنه يمكنها أن تقرر بشأن رفع العقوبات بشكل منفرد".

وأردف "إننا نريد اتفاقاً مستداماً..المفاوضات تحرز تقدماً لكن في بعض المواضيع التقدم يكون أقل". وفيما تؤكد الأطراف الغربية أن الوقت ينفد، قال إن "سرعة المفاوضات تهم إيران أيضاً لكن لا يمكن أن يتحرك الطرف الآخر كسلحفاة ويتوقع منا أن نتحرك كالنور".

وعن لقاءات دبلوماسيين سعوديين مع بعض الأطراف المشاركة في المفاوضات حول الاتفاق النووي في فيينا، قلّل خطيب زاده من أهمية هذه اللقاءات وقال إنها "لا تهم إيران في الأساس".

وأضاف أن "الإدارة الأميركية إذا أبدت المزيد من الاستعداد نحو رفع العقوبات فيمكننا تحقيق تقدم جيد في هذا الموضوع"، وتابع أن الوفدين الإيراني والأميركي يتبادلان "رسائل مكتوبة غير رسمية" خلال مفاوضات فيينا حول أربعة مواضيع. وحدد خطيب زاده المواضيع وهي ترتبط ب"رفع العقوبات والتحقق من ذلك والتعهدات النووية والضمانات بعدم انسحاب أي إدارة أميركية من الاتفاق".

وكان وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان قال إن "المباحثات لإحياء اتفاق نووي تقترب من اتفاق جيد"، مكرراً دعوة الأطراف الآخرين الى إبداء "جدية" خلالها.

وقال عبد اللهيان في تصريحات مع التلفزيون الايراني مساء الاحد: "اقتربنا من اتفاق جيد لكن إذا كان سيتم التوصل إليه في أقصر وقت أم لا فهذا مرتبط بالطرف الآخر وحسن نيته وإرادته".

وأضاف عبد اللهيان أن الولايات المتحدة تريد الحصول على "عشرة امتيازات مقابل تقديم امتياز لإيران"، مضيفاً أن بلاده ترفض هذا التوجه. وتابع أن المفاوضات دخلت "مساراً مناسباً وجيداً"، داعياً إلى "ضرورة إبداء الجانب الغربي حسن النية خلال المفاوضات والإفراج عن أرصدة إيرانية مجمدة لإظهار حسن نيته".

وجاءت التصريحات الايرانية الجديدة عن تقدم ملموس في المفاوضات حول الاتفاق النووي بعد يوم على فرض إيران عقوبات على 51 أميركياً بتهمة "الإرهاب وانتهاكات حقوق الإنسان".

وتأتي العقوبات الايرانية الجديدة في الذكرى الثانية لاغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني قاسم سليماني ونائب رئيس الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس في ضربة أميركية بالقرب من المطار ذاته في 3 كانون الثاني/يناير 2020.

وشملت قائمة العقوبات الإيرانية الجنرال الأميركي مارك ميلي ورئيس هيئة الأركان المشتركة مستشار الأمن القومي السابق للبيت الأبيض روبرت أوبراين، والسفيرة الأميركية السابقة لدى الأمم المتحدة نكي هيلي.

وفي أول تعليق أميركي على العقوبات، حذر مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان من أن إيران ستواجه عواقب وخيمة إذا شنت هجمات على الأميركيين.

وقال سوليفان في بيان، إن "العقوبات الإيرانية صدرت في الوقت الذي تواصل فيه مليشيات تعمل بالوكالة لحساب طهران مهاجمة القوات الأميركية في الشرق الأوسط". وأضاف سوليفان "سنعمل مع حلفائنا وشركائنا على ردع أي هجمات تشنها إيران والرد عليها" متابعاً: "إذا هاجمت إيران أياً من مواطنينا بمن في ذلك أي فرد من ال52 شخصاً الذين وردت أسماؤهم السبت فستواجه عواقب وخيمة".