أمير قطر:لايجوز إهمال الازمة السورية أو تهميش القضية الفلسطينية

المدن - عرب وعالم
الثلاثاء   2021/09/21
إعلان العلا تجسيد لحل الخلافات بالتعاون

أكد أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أنه "لا حل للخلافات والاختلافات في وجهات النظر مع إيران إلا بالحوار العقلاني على أساس الاحترام المتبادل"، لافتاً الى ان ذلك "ينطبق على مسألة العودة للاتفاق النووي مع إيران"، مؤكداً أن "لا بديل لهذه المقاربة"، مشدّداً على أن من أولويات بلاده الإسهام في الحل السلمي للنزاعات، وأشار الى ان قطر اصبحت مركزا للحوار الدولي، وهي تستعد لاستضافة بيت الامم المتحدة في الدوحة قريبا.


وأوضح أمير قطر، في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الثلاثاء، أن "إعلان العلا الذي صدر عن قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في شهر كانون الثاني/يناير أتى تجسيداً لمبدأ حل الخلافات بالحوار القائم على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل"، مشدداً على "اننا واثقون من ترسيخ هذا التوافق الذي حصل بين الأشقاء".


وأضاف: "لقد حرصنا دائماً على إحلال مناخ السلام والاستقرار والتعاون في المنطقة، فعلى سبيل المثال على مستوى الخليج، بيئتنا المباشرة، أكدنا مراراً على أهمية مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والتزامنا بتسوية أية خلافات عن طريق الحوار البناء".

وعن التطورات الأفغانية بُعيد الانسحاب الأميركي، وصف أمير قطر الانسحاب بأنه شكل منعطفاً هاماً في تاريخ هذا البلد، مشدداً على ضرورة فصل مسار المساعدات الإنسانية إلى أفغانستان عن الخلافات السياسية، داعياً المجتمع الدولي إلى تقديم المساعدات ومواصلة الحوار مع حركة "طالبان".

ولفت إلى أن بلاده لم "تدخر جهداً في إجلاء الآلاف من أفغانستان وهذا واجب إنساني"، إذ لم تدخر قطر جهداً في المساعدة على إجلاء آلاف الأفراد والعائلات من جنسيات مختلفة خلال الأسابيع الماضية، لكن لفت الى ان "الأمر الأهم الذي أود الإشارة إليه، هو أننا كنا واثقين بأن الحرب لا تشكل حلاً".



وأكد أمير قطر "ضرورة ألا يدير العالم ظهره إلى الأزمة السورية"، معتبراً أن الأزمة السورية "تحولت إلى كارثة إنسانية بسبب الحرب التي شنها النظام على شعبه، ولا يجوز إهمال تلك القضية".
 وقال "يظهر للبعض من حين لآخر أنه يمكن تهميش القضية الفلسطينية، والالتفاف على قضية وطنية عميقة الجذور بطروح اقتصادية من قبيل تحسين الوضع الاقتصادي للسكان تحت الاحتلال، بدلا من إزالة الاحتلال"، وأوضح:"جاءت الاحتجاجات في الشيخ جراح وسلوان لتؤكد مركزية القضية الفلسطينية".
 وطالب المجتمع الدولي "بتحقيق تسوية سلمية شاملة وعادلة للقضية الفلسطينية، خصوصاً أن العام 2021 شهد تصعيداً من قبل إسرائيل تجاه قطاع عزة، والقدس"، مطالباً بالعودة إلى الحدود الفلسطينية للعام 1967 واعتبار القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين.

وفي سياق آخر، أكد أن الحرب في اليمن أدت إلى وضع إنساني مأساوي، مبيناً أن السبيل الوحيد للخروج من الأزمة اليمنية هو الحوار على أساس المبادرة الخليجية.

وحول مسألة التغيير المناخي، أكد أمير قطر أن بلاده وضعت قضية التغير المناخي في مقدمة أولوياتها، معتبراً تغير المناخ من أبرز تحديات العصر.

كما أشار إلى أن دولة قطر اتبعت نهجاً متوازناً وفعالاً في التصدي لجائحة كورونا وآثارها الصحية والاقتصادية على المستوى الوطني، كما أكد دعمها للمؤسسات الدولية المعنية بمكافحة فيروس "كورونا". 

وشدد على ضرورة التوزيع العادل للقاحات، كذلك ضرورة تنسيق الجهود في مكافحة وباء آخر هو وباء الأخبار الكاذبة ونظريات المؤامرة والتشكيك في جدوى اللقاحات.  وقال: "يرسل اجتماعنا اليوم تحت عنوان استعادة الأمل ولقاءنا حضورياً وليس عن بُعد اليوم، إشارة إلى العودة للحياة الطبيعية جراء كورونا دون التخلي عن وسائل الحماية والوقاية".

وأوضح أن الجائحة أظهرت ثغرات ونقاط ضعف في نظام الأمن الجماعي، بينما تم استخلاص الكثير من الدروس، منها أهمية الموازنة بين الحرص على صحة الناس ودوران عجلة الاقتصاد التي تؤمن مصادر عيشهم، وأهمية التكامل بين دور الدولة في مواجهة القضايا العابرة للحدود والالتزامات المشتركة لمواجهة التحديات والازمات والكوارث.

من ناحية أخرى، قال أمير قطر إن بلاده تتطلع إلى افتتاح بيت الأمم المتحدة في الدوحة قريباً، حيث من المقرر أن يضم مكاتب تمثيلية لعدد من بعثات وأجهزة الأمم المتحدة.