فرنسا الغاضبة من أزمة الغواصات..تدرس الانسحاب من الناتو

المدن - عرب وعالم
الثلاثاء   2021/09/21
باريس تُحرض أوروبا: صفقة الغواصات خيانة للثقة (Getty)
قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية إن فرنسا تخلّت عن الدبلوماسية في ردها على إعلان صفقة الغواصات بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا، لافتةً إلى أن فرنسا تبحث انسحابها من هيكل القيادة العسكرية المتكاملة لحلف شمال الأطلسي (الناتو)".


وأضافت الصحيفة في تقرير الثلاثاء، أن باريس استخدمت في تصريحاتها على خلفية أزمة الغواصات النووية مفردات مثل "الأكاذيب"، "الازدواجية"، "الوحشية" و"الازدراء". كما استدعت فرنسا سفيرها لدى الولايات المتحدة للمرة الأولى.

ووصفت الصحيفة ردة فعل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على صفقة الغواصات ب"المقامرة الكبيرة"، لافتةً إلى أن ما يدور في أروقة الإليزيه، هو "انسحاب فرنسا من الناتو، التي عادت للانضمام إليه عام 2009 بعد غياب دام 43 عاماً"، مضيفة أن فكرة الانسحاب ستكون "خطوة راديكالية".

وأشارت إلى أن "أزمة الغواصات جاءت قبل ستة أشهر فقط من الانتخابات الرئاسية الفرنسية".

باريس تحشد دعم أوروبا
وفي السياق، قال وزير الدولة الفرنسية للشؤون الأوروبية كليمنت بيون في تصريح للصحافيين الثلاثاء، إنه سيطرح الاتفاقية التجارية والتداعيات الأمنية لاتفاق الغواصات، في اجتماعه مع نظرائه في بروكسل، مشيراً إلى أن فرنسا ستصر على مناقشة الاتفاقية في قمم الاتحاد الأوروبي والاجتماعات الوزارية في تشرين الأول/أكتوبر.

وقال بيون: "إنها مسألة ثقة. عندما تقطع وعداً، يكون له قيمة بين الحلفاء وبين الديمقراطيات وبين الشركاء، وفي هذه الحالة لم يُحترم الوعد...وهذا يشكل بطبيعة الحال خيانة للثقة".

وأضاف "يجب أن نتحلى بالحزم، لا كفرنسيين بل كأوروبيين، لأن الأمر يتعلق بالطريقة التي نتعاون بها سويا كحلفاء"، متابعاً أن بلاده ستدعو إلى وقف المحادثات التجارية مع أستراليا الجارية منذ عام 2018.

وفي أحدث ردة فعل أوروبية على أزمة الغواصات، رأى وزير الدولة الألمانية للشؤون الأوروبية مايكل روث أن أزمة الغواصات هي "تنبيه للجميع في الاتحاد الأوروبي". وقال روث لدى وصوله لحضور اجتماع لوزراء الخارجية الأوروبيين على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة الثلاثاء: "علينا أن نطرح السؤال حول سبل تعزيز سيادتنا، كيف يمكننا إظهار المزيد من وحدة الصف في مسائل السياسة الخارجية والأمن".

انهيار الثقة
وكان وزير الخارجية الفرنسية جان إيف لودريان انتقد خلال مؤتمر صحافي ليل الاثنين، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، "عدم تشاور" الولايات المتحدة مع بلاده في قضية الغواصات متحدثاً عن "ردود أفعال تنتمي إلى زمن كنا نأمل أن يكون قد انتهى"، داعياً شركاء بلاده الأوروبيين إلى "التفكير ملياً بالتحالفات".

وقال إن الولايات المتحدة تحتاج أيضاً أن تأخذ في الاعتبار مصالح حلفائها الأوروبيين، مضيفاً أن "الموضوع يتعلق في المقام الأول بانهيار الثقة بين حلفاء".

وتابع أن الولايات المتحدة تحتاج إلى تقديم تفسيرات وإيضاحات إلى فرنسا عندما يتحدث الرئيس الأميركي جو بايدن مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون في وقت لاحق من هذا الأسبوع".

وكان وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أعلن أن دول الاتحاد أعربت عن تضامنها مع فرنسا في أزمة الغواصات، مضيفاً أن وزراء الخارجية ال27 اعتبروا أن الخلاف الذي نشب بين باريس وواشنطن إثر الاعلان عن الصفقة ليس "مسألة ثنائية" بل "قضية أثّرت على الاتّحاد الأوروبي بأسره".

ويأتي هذا وسط غضب باريس المتصاعد بعد انسحاب أستراليا من اتفاق لشراء غواصات فرنسية تقليدية، لصالح صفقة بديلة تبني بموجبها ما لا يقل عن 8 غواصات نووية بمساعدة تقنية من الولايات المتحدة وبريطانيا ضمن شراكة أمنية جديدة بين الدول الثلاث لمواجهة الصين، أطلق عليها اسم "أوكوس". ولم تنتهِ متاعب فرنسا عند هذا الحد، إذ أبرمت سويسرا أيضاً صفقة لاقتناء مقاتلات أميركية من طراز "إف 35" بدلاً من شراء طائرات "رافال" الفرنسية.