روسيا لا تستطيع تحويل نجاحها العسكري السوري لإنتصار سياسي

المدن - عرب وعالم
الجمعة   2021/09/17
روسيا تسعى لتحقيق مكانة كقوة عظمى عبر سوريا (Getty)
في الذكرى السادسة للتدخل الروسي في سوريا إلى جانب النظام، قال معهد أبحاث السياسة الخارجية الأميركية إن "الاستراتيجية التي وضعتها موسكو ضد الاستراتيجيات الغربية المشوشة والمترددة، سمحت لها بتحقيق هدفها الأولى المتمثل في منع سقوط بشار الأسد".


وأضاف المعهد في تقرير تحت عنوان: "حرب روسيا الأبدية.. سوريا والسعي لتحقيق مكانة القوى العظمى"، أن "الكرملين أعاد أيضاً تأسيس نفسه كلاعب في الجغرافيا للشرق الأوسط".

وتابع الكاتب العقيد المتقاعد في سلاح الجو الأميركي روبرت هاملتون في التقرير: "لا يزال جزء كبير من سوريا خارج سيطرة روسيا وحلفائها، الذين يبدو أنه ليس لديهم فكرة عن كيفية تحويل نجاحهم العسكري الأولي إلى انتصار سياسي".

واعتبر هاملتون أن "صراع روسيا لإخراج نفسها من سوريا يمثل مشكلة، كما أن ضجر الشعب الروسي المتزايد من مغامرات الكرملين الخارجية هو مشكلة أكبر".

وأظهر استطلاع حديث أجراه مركز "ليفادا" الروسي أن 32 في المئة فقط من الروس يقولون إنه "من المهم لروسيا أن تكون قوة عظمى يحترمها الآخرون"، وهو أدنى رقم خلال عقود فلاديمير بوتين في الحكم، في حين يقول 66 في المئة إن "مستوى المعيشة المرتفع أهم من كونها قوة عظمى".

وأشار هاملتون إلى أن صراع الكرملين للخروج من الحرب السورية ليس معضلته الجيوسياسية الوحيدة، مضيفاً أن "الوجود الروسي في سوريا غير معترف به"، لافتاً إلى أن "الواضح أن هناك معضلة أخرى في أوكرانيا وقد دخلت عامها السابع".

وتابع: "قد تجبر الفوضى التي خلفتها الولايات المتحدة بعد الانسحاب من أفغانستان، موسكو إلى زيادة وجودها العسكري في آسيا الوسطى"، مضيفاً أن "عمليات الانتشار هذه، يُمكن أن تجهد موارد قوة روسيا العسكرية الموسعة والتي على الرغم من ذلك لا تزال محددة".

واعتبر الكاتب أنه "رغم أن عمليات الانتشار تغذي نظرة الكرملين لنفسه كقوة صاعدة وحاجته إلى التنافس مع الغرب وخصوصاً الولايات المتحدة، فإنها لا تفعل الكثير لتهدئة مخاوف المواطنين الروس العاديين"، متابعاً: "روسيا ليست دولة ديمقراطية، ولكن يجب أن تظل حكومتها منتبهة لإرادة الشعب".

وقال هاملتون إن "ما لم تكن موسكو قادرة على موازنة رغبتها في الحصول على مكانة قوة عظمى مع القدرة على معالجة مخاوف الشعب، فقد تجد دخولها في الجغرافيا السياسية عالية المخاطر وأكثر تكلفة مما كان متوقعاً".

ودعمت روسيا النظام السوري منذ بداية الحرب السورية العام 2011 سياسياً، ثم من خلال المشاركة العسكرية المُباشرة منذ 30 كانون الأول/سبتمبر العام 2015. وبدأت موسكو في تعزيز وجودها العسكري الدائم في العام 2017 عقب اتفاق مع حكومة النظام.