واشنطن تتسامح مع خرق قانون قيصر..والإنفتاح على الاسد

المدن - عرب وعالم
الخميس   2021/08/26
© Getty
رأت مجلة "فورين بوليسي" الأميركية أن واشنطن تخلت عن رغبتها في عزل رئيس النظام السوري بشار الأسد وتغض النظر عن تجاهل دول عربية لعقوبات قانون "قيصر" خلال تقاربها مع حكومة النظام.

وأشارت المجلة إلى بعض الخطوات التي اتخذتها الأنظمة العربية لإعادة تطبيع علاقاتها مع نظام الأسد وسط تخوّف دول المنطقة من سحب الولايات المتحدة يدها من الملف السوري، على غرار الملف الأفغاني.

واعتبرت أن تحوّلاً طفيفاً في سياسات واشنطن تجاه سوريا ظهر من خلال عدم اعتراضها على تقارب بعض الدول العربية مع النظام السوري، ما يشير إلى تضاؤل الاهتمام بقانون "قيصر" لحماية المدنيين ويعكس تراجع قوة التوجه الأميركي لعزل الأسد.

وذكر الكاتب نيل كويليام بتخوّف الدول العربية من سياسات إدارة الرئيس جو بايدن واستشعارها لاحتمال انسحاب الولايات المتحدة من سوريا، ما دفع بالإمارات والأردن إلى التحرك على أعلى المستويات في واشنطن للمطالبة بتخفيف العقوبات على سوريا ومنحهما استثناءات للوصول إلى الأراضي السورية.

ووصف المصالحة العربية مع الأسد ب"الحبة المرة" للغاية التي سيصعب ابتلاعها خاصة بالنسبة للمملكة العربية السعودية بسبب العداء الذي نما بين النظام والدول العربية، وهو ما يجعل العودة الى التطبيع مع الأسد خطوة عالية الخطورة.

وأشار الكاتب إلى جهود إماراتية حثيثة للتوصل الى تسوية مع روسيا لعقد نوع من المصالحة والتسوية السياسية الواقعية مع الأسد وصولاً الى نوع جديد من العلاقات مع دمشق مختلف عما كانت عليه في الماضي.

ولن تكون دول الخليج في المراحل المقبلة مستعدة لحل مشكلات الأسد الداخلية عبر تقديم شيك مفتوح لإعادة إعمار سوريا من دون ضمانات كبيرة بتلبية كل المصالح السياسية لدول الخليج بما في ذلك تخفيف النفوذين الإيراني والتركي على الأراضي السورية.

وأضافت المجلة إن الإمارات تمكّنت من خلال خطوات عديدة من اختراق الحواجز مع سوريا وبدأت بافتتاح سفارة إماراتية في دمشق، ثم مدت يد العون لسوريا من خلال دبلوماسية المساعدات الإنسانية وسط انتشار كورونا.

وقالت المجلة إن عُمان حافظت على علاقات دبلوماسية رفيعة المستوى مع نظام الأسد طوال فترة النزاع، كما عززت مؤخراً وجودها الدبلوماسي في البلاد، على الرغم من افتقارها إلى رأس المال السياسي للضغط من أجل رفع تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية، إلا أنها انضمت إلى الإمارات والبحرين والأردن لتحقيق هذا الهدف.

من ناحية أخرى، رأى الكاتب أن السعودية لا تزال أكثر تردداً في إضفاء الشرعية على نظام الأسد، حتى أن لقاءات ضباط الاستخبارات السعوديين بنظرائهم السوريين لم تكن تهدف إلى إعادة الشرعية بل بهدف تبادل المعلومات الاستخباراتية ومواجهة التحديات المشتركة بشيء من التعاون والتنسيق.

وأوضح أنه رغم التقارب الحاصل إلا أن هناك حدوداً لمدى قدرة الدول الخليجية على تعزيز علاقاتها، والتي تتأثر بشدة بسياسة إدارة بايدن تجاه سوريا والمدى الذي لا يزال واسع النطاق لعقوبات قانون "قيصر".

ورأى الكاتب أن القادة العرب يتذكرون إعلان الرئيس السابق دونالد ترامب الانتصار على تنظيم "داعش" عام 2018، وبالنظر إلى سياسة بايدن تجاه أفغانستان، والتي تستند إلى إعلان مثل"أنجزت المهمة"، فمن المرجح أن يستعدوا لخروج واشنطن من سوريا. وبعد تلك المرحلة، من الصعب العثور على أي شخص في الإدارة الأميركية يجادل علناً بأن سوريا مصلحة حيوية للولايات المتحدة.