إسرائيل فوجئت بحرب 1973..ماذا عن قرار محاصرة دمشق؟

المدن - عرب وعالم
الإثنين   2021/06/07
© Getty
سمحت وزارة الدفاع الإسرائيلية بنشر جزء من الأرشيف الخاص بحرب تشرين الأول/أكتوبر 1973، ويتضمن مئات الوثائق عن محاضر إجتماعات ونقاشات بين أعضاء مجلس الوزراء الأمني، قبل وبعد اندلاع الحرب في 6 تشرين الأول (المعروفة في إسرائيل بحرب يوم الغفران).

وبحسب صحيفة ""جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، فإن "وثائق هذا الأرشيف توفّر نظرة ثاقبة على عملية التفكير واتخاذ القرار خلال فترة الحرب". وكشفت الوثائق المنشورة حقائق مهمة حول مدى استعداد الجيش الإسرائيلي، ودقة المعلومات الاستخبارية، ودرجة القلق بين طاقم القطعات العسكريّة.

وبحسب "جيروزاليم بوست" فإنه، وخلال جلسة للحكومة الإسرائيلية في 6 تشرين الأول، كانت رئيسة الحكومة (حينها) غولدا مائير وموظفو وزارة الدفاع يناقشون الوضع الأمني، حين دوّت صفارات الإنذار واقتحم السكرتير العسكري إسرائيل ليئور الجلسة وأعلن أن "الهجوم بدأ"، مضيفاً "السوريون فتحوا النار علينا". وتابع ليئور قائلاً إن "المصريين تخلوا عن تمويه سلاح المدفعية، فيما بدأ السوريون باستدعاء الطائرات".

وفي وقت سابق، بتاريخ 24 نيسان\أبريل 1973، أبلغ جنرال سابق في الجيش الإسرائيلي، ومدير الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية خلال حرب أكتوبر 1973، إيلي زيرا، رئيسة الحكومة الإسرائيلية بأن هناك تحذيرات من احتمال بدء مصر وسوريا حرباً على إسرائيل في أيار/مايو من ذلك العام.

وقال زيرا: "الخبر أتى من مصادر موثوقة والهجوم سيبدأ جواً وعلى الأرض (عسكرياً) في الوقت نفسه". وتوقع زيرا وقتها أنه على الرغم من الأخبار المنقولة من التقارير الاستخباراتية، فإن احتمالات دخول مصر في حرب مع إسرائيل في أيار منخفضة جداً، عازياً توقعه الى موازين القوى بين إسرائيل والدول العربية. وقال إن "القوى العسكرية في مصر لا تعطيها فرصة للنجاح في الحرب ضدنا، وهي تحاول فقط تضخيم تهديداتها للحرب لإيصال رسالة الى العالم بأن مصر مهتمة بالحرب".

فشل استخباراتي
وفي ما يتعلق بالفشل الاستخباراتي، وهي مسألة أثيرت بعد الحرب، كشفت الاجتماعات أن مائير أشادت في البداية بعمل الاستخبارات الإسرائيلية، وقالت: "من بين الأشياء العظيمة التي نمتلكها، هو أن لدينا أجهزة أمنية وأجهزة استخبارات قوية، ونشك في أن دولاً أخرى قد تنافسنا في هذه الميزة".

إلا أنها، لاحقاً، وخلال حوارات دارت في الأيام الاولى من الحرب، تحدثت بأن النقاش حول فشل الاستخبارات أم لا سيتم بعد الإنتصار في الحرب، ولكن علينا الآن أن نتعامل مع الأمر، "الخطير أننا فوجئنا بالحرب، كان علينا أن نعلم متى يبدأ العرب هجوماً"، بحسب قولها.

وحذرت مائير، نقلاً عن توقعات استخباراتية، من الافتراض بأن الدول العربية ستتصرف بعقلانية في الحرب، مشيرة الى أنه "لا يهم ما إذا كانت منطقية أم لا، عندما تندلع الحرب سيكون لها منطقها الخاص".

وفي اليوم الثاني من الحرب، ناقش رئيس الأركان الإسرائيلي حينها مع الوزراء الوضع الميداني، وقال: "نحن نخوض أصعب حرب في أصعب الظروف، أن نكون في موقف دفاعي ضد عدو يهاجم وله أفضلية قصوى في ظل استعداداتنا المحدودة. استعداداتنا شملت القوات النظامية وليس قوات الاحتياط، هذه المعركة الأصعب على الإطلاق".

وفي جلسة أخرى أثير فيها قرار عدم توجيه ضربة استباقية للجيشين المصري والسوري، قال وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك موشيه ديان إن هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي كانت تفضل توجيه ضربة استباقية بغرض الاستهانة بالقدرات العسكرية المصرية والسورية، ولكن بسبب الظروف الدولية الحالية، قررت عدم توجيهها. وأضاف أنه لم يوصِ رئيسة الحكومة بتوجيه ضربة، وأضاف "لن نكون أول من يبدأ الحرب".

واعترف ديان بفشله في تقييم قدرات الجيوش العربية في الحرب، وقال: "أعترف بأن تقييمي للحرب كان متدنياً في ما يتعلق بالطريقة التي يقاتل بها العرب، وفي المقابل، كان تقديري لقدرتنا أعلى بكثير".

ومن النقاشات المهمة التي أثيرت أيضاً في أحد الإجتماعات هي احتمالات اجتياح الجيش الإسرائيلي أو محاصرة العاصمة السورية دمشق. وقال الرئيس الإسرائيلي الأسبق شمعون بيريز: "إذا كان من الممكن الوصول إلى أبواب دمشق دون إراقة دماء، فأنا مع ذلك". كما أشار إلى تلك الحرب على أنها أول صدام بين حركات قومية وعربية ويهودية على عكس الحروب السابقة. هذه هي المرة الأولى التي يواجه فيها الشعب اليهودي الشعب العربي".