محادثات فيينا:العودة للاتفاق النووي قريبة..إثر تنازلات أميركية

المدن - عرب وعالم
الأحد   2021/06/20
© Getty
أُرجئت المحادثات النووية بين إيران والقوى العالمية الست الى موعد غير معلن، فيما تعود الوفود المشاركة في الجولة السادسة من المفاوضات الى عواصمها للتشاور واتخاذ القرار النهائي حول الاتفاق النووي.

وقال مبعوث الاتحاد الأوروبي للمفاوضات النووية الإيرانية إنريكي مورا في تصريح للصحافيين عقب انتهاء اجتماعات الجولة السادسة في فيينا السبت، إن المباحثات أحرزت تقدماً وإن المشاركين ستكون لديهم فكرة أوضح عن كيفية إبرام اتفاق لدى عودتهم.

بدوره، قال كبير المفاوضين الايرانيين عباس عراقجي إن "جميع وثائق الاتفاق النووي الايراني أصبحت شبه جاهزة، وأن الوفود ستعود الى عواصمها، لكن ليس للتشاور فقط بل لاتخاذ القرارات". وأضاف أنه تم حل بعض النقاط الرئيسية وأن ملامح نقاط الخلاف المتبقية أصبحت واضحة للجميع.

وتابع أن الوفود أصبحت خلال هذه المرحلة قريبة أكثر من أي وقت مضى من تحقيق تفاهم مشترك "لكن سد الفجوات بيننا وبين الاتفاق بشكل نهائي ليس بالمهمة السهلة، ويحتاج إلى قرارات".

وكان مستشار الأمن القومي الأميركي جايك سوليفان قال إن الخلافات ما زالت قائمة بين إيران والقوى العالمية، مضيفاً أنه "يجري التفاوض في فيينا حالياً بشأن أي العقوبات ستُرفع عن طهران".

وأضاف سوليفان في مقابلة مع قناة "ايه بي سي نيوز" الأميركية، أنه "لا تزال هناك مسافة معقولة لقطع بعض القضايا الرئيسية، بما في ذلك العقوبات والالتزامات النووية التي يتعين على إيران أن تتعهد بها".

ونقلت صحيفة "نيويوك تايمز" الأميركية عن كبار مساعدي الرئيس الاميركي جو بايدن، الذين كانوا يتفاوضون مع المسؤولين الإيرانيين خلف الأبواب المغلقة في فيينا منذ نيسان/أبريل، قولهم إن الأسابيع الستة المقبلة قد تشهد على التوصل للاتفاق النووي، أي قبل  تنصيب الرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي.

وأضافت الصحيفة أن القرار النهائي لإحياء الاتفاق النووي سيكون قبل تنصيب رئيسي، في الوقت الذي لا تزال فيه الحكومة المعتدلة موجودة في السلطة الايرانية.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين قولهم إن المرشد الإيراني علي خامنئي يريد العودة إلى الاتفاق النووي مع الغرب. وأشارت إلى أن المعتدلين في إيران سيتحملون اللوم على الاستسلام للغرب إذا لم ينقذ تخفيف العقوبات اقتصاد البلاد.

ولكن إذا تمت الصفقة وانتعش الاقتصاد، يمكن للسلطة الايرانية المحافظة الجديدة، بقيادة رئيسي، أن تأخذ الفضل في إنقاذ البلاد من الانهيار، وهذا سيعزز فكرة أن الأمر يتطلب حكومة قومية متشددة للوقوف في وجه واشنطن.

من جهتها، ذكرت صحيفة "ناشونال انترست" الأميركية السبت، أن طهران تحرز تقدماً ملحوظاً في مفاوضات فيينا، فيما تبدو جهود واشنطن وحلفائها الأوروبيين "يائسة بشكل متزايد".

وأشارت الصحيفة إلى أنه "على الرغم من أن إيران أعلنت تخصيب 6.5 كيلوغرام من اليورانيوم بدرجة نقاء وصل إلى 60 في المئة، بالإضافة ألى أنها لم تبدِ شفافية بشأن بعض الأنشطة النووية في مواقع لم تعلن عنها، عدا عن وصول سفينتين حربيتين إيرانيتين إلى المحيط الأطلسي، إلا أن ذلك لم يمنع واشنطن وحلفاءها الأوروبيين من الضغط من أجل إحياء الاتفاق النووي".

وقالت الصحيفة إن وزير الخارجية الأميركية أنطوني بلينكن تراجع عن تعهده السابق بعدم رفع العقوبات الأميركية عن إيران حتى مع إعادة احياء الاتفاق، مشيرة إلى أنه "بعد يوم من تصريح بلينكن، رفعت وزارة الخزانة الأميركية العقوبات المفروضة على كبار المسؤولين السابقين في شركة النفط الوطنية الإيرانية".

ولم تقتصر الجهود الأميركية لاسترضاء طهران في القضايا النووية والعسكرية فقط، ففي وقت سابق من هذا الشهر، حين توفي سجين سياسي إيراني بسبب عدم تلقيه الرعاية الطبية اللازمة، تجنب المبعوث الأميركي الخاص إلى إيران روبرت مالي إدانة سجل طهران في مجال حقوق الانسان، بل أعرب عن "حزنه" فقط، بحسب الصحيفة.

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية الجمعة، أن رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينيت ألغى الحظر المفروض من قبل سلفه نتنياهو على مناقشة المسؤولين الإسرائيليين تفاصيل الاتفاق النووي.

وقالت "القناة 13" الإسرائيلية إن إلغاء هذا الحظر يأتي انطلاقاً من "عزم بينيت الاستفادة من الفرصة التي ستستمر حوالى شهر ونصف الشهر، حتى تنصيب الرئيس الجديد في إيران"، متابعةً أن ذلك "للتأثير على الأميركيين، وذلك في محاولة إسرائيلية لتحسين الاتفاق النووي الجديد".