انتخابات الأسد..ممنوع ذكر أسماء المرشحين الآخرين

يزن شهداوي
السبت   2021/05/22
© Getty
تسيطر الحملة الانتخابية التي أطلقها رئيس النظام السوري بشار الأسد وسمّاها "الأمل بالعمل"، على الحملات الانتخابية الهزلية للمرشحيَن الآخريَن، والتي كانت موضع سخرية تامة.

وشهدت محافظة حماة وللمرة الأولى منذ تولي حافظ الأسد منصب الرئاسة، صوراً لمرشحين لمنصب الرئاسة غير الأسد الأب والابن، غير أن تلك الحملات لا تتعدى تعليق الصور ونشر برامج انتخابية إنشائية لتكتمل صورة مسرحية الانتخابات الهزلية.

ويرى الناشط السياسي المعارض من مدينة حماة مكسيم الحاج أن حملات المرشحين عبد الله سلوم العبد الله ومحمود أحمد مرعي تهدف إلى إيهام الشعب السوري بأن له حقوقاً انتخابية وبأن صوته قد يحقق التغيير الفعلي في البلاد.

ويتساءل ساخراً: "عن أي أجواء ديمقراطية انتخابية يتحدثون؟ وقد تم تخصيص ساحة العاصي -مركز مدينة حماة- والشوارع المهمة في المدينة لصور بشار الأسد وحملته الإنتخابية بالإضافة إلى الشعارات الرنّانة التي تؤيد انتخابه والدعوة إلى الانتخاب والبصم بالدم".

ولفت إلى أنه لم يُسمح سوى لحملة الأسد ب"إقامة مسيرات مؤيدة ولاءً ل(قائدهم المفدى)، وهي تجوب شوارع مدينة حماة صباحاً ومساءً، تحت رعاية وتنظيم كامل من أفرع حزب البعث والأفرع الأمنية المختلفة، بجانب إقامة حفلات وخيم وولائم تدعو أهالي مدينة حماة وريفها لإنتخاب بشار الأسد وتجديد البيعة".

ويضيف الحاج أنه "لم يشاهد إلى اليوم أي مسيرة مؤيدة لكل من المرشحين الآخرين، أو خيم تدعو لانتخاب أحدهم، علاوة على الرقابة الأمنية المشددة وعودة المخبرين بشكل كبير جداً للعمل للوشاية وكتابة التقارير الأمنية بكل من يتجرأ بذكر اسم أحد المرشحين سوى بشار الأسد، أو نيته انتخاب غيره، أو التطرق لأي حديث سياسي آخر".

وبدأ زعماء ميليشيات النظام ومجموعاته الأمنية والعشائر الموالية له بتعليق اللافتات والصور التي تعبّر عن ولائهم للأسد، وتمجّد في انتصاراته على الإرهاب، وتدعو إلى انتخابه وتجديد الولاء والبيعة له. وامتلأت شوارع المدينة والأبنية السكنية، وإشارات المرور، والمباني بصور الأسد، حتى المؤسسات الحكومية التي من المفترض أن تكون ولو شكلياً على الحياد تجاه المرشحين الثلاثة.

وتقول موظفة في إحدى المؤسسات الحكومية في حماة ل"المدن"، إن التوجيهات الأمنية التي جاءت من الأفرع أجبرت جميع الموظفين في القطاع الحكومي والمؤسسات العاملة في الدولة على النزول في مسيرات تأييد لبشار الأسد، وحضور الحفلات في الخيم المقامة في ساحة العاصي وفي مناطق الريف الحموي، تحت طائلة المساءلة الأمنية في حال الرفض أو الغياب، كذلك تم طلب قوائم إسمية لجميع العاملين والموظفين للتأكيد على حضورهم في 26 أيار/مايو للمشاركة في الانتخابات.

كما أكدت التوجيهات، بحسب الموظفة، على إلزام جميع الموظفين باصطحاب البطاقات الشخصية الخاصة بأفراد عائلاتهم ممن بلغ سن الثمانية عشر وتسجيلها ضمن القوائم المرفوعة لأفرع الأمن، حتى ممن لديه أبناء أو أخوة خارج البلاد، بالإضافة إلى إلزامهم بتعليق صور بشار الأسد وحملته الانتخابية على أبواب مكاتبهم داخل المؤسسات، وإلزام كل مؤسسة حكومية بتعليق صور كبيرة الحجم على كامل جدران المؤسسات والمديريات.

وقد شمل التوجيه الأخير سائقي "الميكروباصات" وسيارات التاكسي في المدينة، بإلزامهم بتعليق صور حملة "الأمل بالعمل" على زجاج حافلات النقل، وتعليق عبارات وشعارات داعية للمشاركة في "العرس الوطني الديمقراطي" حسب التوجيه.

وقد رافقت تلك التوجيهات تعميمات إدارية بمنع الحديث السياسي عن المرشحين الآخرين، أو ذكر أسمائهم أو الحديث عن برامجهم الانتخابية، تحوي سطورها صيغة مبطنة بالتهديد بالمساءلة الأمنية في حال التطرق لأحاديث سياسة خارج نطاق العمل.

لن تكون الانتخابات المقبلة مختلفة عن استفتاءات الولاء لآل الأسد التي أُجبر عليها السوريون طيلة عقود، وهي أجواء لن تختلف بين محافظة وآخرى من المحافظات الواقعة تحت سيطرة الأسد. سطوة أمنية وتهديدات مبطنة لا تلغي المنافسة وحسب، إنما تمنع حتى الهمس بها.