حرب غزة: أكثر من مقترح لوقف النار..يتسبب بإشتداد العنف

أدهم مناصرة
الأربعاء   2021/05/19
© Getty
قال مصدر سياسي من حركة "حماس" ل"المدن"، إن الاتصالات المصرية مع قيادة حماس لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، أصبحت أكثر كثافة وأعلى مستوى في الساعات الأخيرة.

وأضاف المصدر أنه لأول مرة تتم الاتصالات مع حماس ليس فقط عبر المستوى الأمني المصري الممثل بجهاز المخابرات، بل أيضاً عبر المستوى السياسي في القاهرة في محاولة لإيجاد صيغة لوقف الحرب، موضحاً أن الولايات المتحدة كلفت مصر بمهمة العمل مع حماس، بينما تعمل واشنطن مع إسرائيل تمهيداً لبلورة صيغة مناسبة لوقف إطلاق النار.

وأوضح المصدر أن الاتصالات المصرية مع رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية باتت بوتيرة تصاعدية منذ ليل الاثنين، كاشفاً عن أن القاهرة طرحت أكثر من صيغة لوقف إطلاق النار على حماس؛ بينها إنهاء المعركة دون شروط من إسرائيل و حماس، أو هدنة تمهيدية، فضلاً عن تخفيض تدريجي لمستوى القتال، وغيرها من المقترحات.

وراحت وسائل إعلام إسرائيلية تتحدث عن مقترح مصري بوقف إطلاق النار بدءاً من الساعة السادسة من صباح الخميس، قبل أن تسارع كل من حماس وإسرائيل إلى نفي الاتفاق على أي هدنة محددة زمنياً حتى اللحظة.

وكشف مصدر سياسي في أراضي 48 ل"المدن"، أن المقترح المصري هو تفاهم شفوي لوقف متبادل لإطلاق النار، لأنه لا يمكن أن يكون على شكل اتفاق مكتوب في ظل شروط حماس وإسرائيل. غير أن مقترح مصر المدعوم أميركياً، يقضي بإطلاق مفاوضات لاحقاً لوقف المعركة بهدف الوصول إلى اتفاق على هدنة بعيدة المدى.

وتريد إسرائيل أن تُظهر الأمر وكأنها تنهي الحرب من جانب واحد تحت عنوان "إنجازها لأهدافها من المعركة".. وقد عبر عن ذلك حديث رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي لممثلي مستوطنات غلاف غزة، عن أن جيشه يحتاج إلى 48 ساعة لإنهاء المعركة أي مع حلول الخميس.

وكانت الولايات المتحدة قد منحت إسرائيل منذ السبت، مدة زمنية لإتمام عملياتها في القطاع حتى الأربعاء، حسب معطيات "المدن". وأفادت وكالة "أسوشيتد برس" نقلاً عن مصادر في الإدارة الأميركية، أن واشنطن أوصت مسؤولين إسرائيليين كبار بتقليص نطاق الهجمات.

وعلى صعيد تخفيض مستوى القتال حتى إنهائه، فإن المقاومة لم تقصف تل أبيب منذ يومين، مع أنها واصلت قصف مستوطنات غلاف غزة والتجمعات العسكرية الاسرائيلية بعشرات الصواريخ والقذائف.. في مقابل طلب أميركي من إسرائيل بتخفيف ضرب الأبراج السكنية وإيقاع خسائر بشرية في القطاع. لكن لا يُعرف، إن كان وقف قصف تل أبيب نابع عن إجراء تكتيكي من المقاومة للمحافظة على مخزونها من الصواريخ ذات المسافات الطويلة في حال طالت المعركة ام أنها فرصة لتسهيل عمل الوسطاء لإنهاء العدوان الإسرائيلي.

ويُعتقد أن اشتداد القصف المتبادل بين حماس وإسرائيل في الساعات الأخيرة وكأنه إيذان بختام المعركة، فكل من الطرفين يريد أن يسجل انتصاراً قبل ساعة الصفر لانتهاء القتال.

لكن المشكلة تكمن في اليوم التالي لوقف إطلاق النار، وفق ما تؤكده مصادر سياسية ل"المدن". فماذا لو وقعت أحداث في حي الشيخ جراح المقدسي؟. هل تصمتُ حماس أو تعاود القصف؟

تُقرّ الدوائر العسكرية والسياسية الإسرائيلية في أروقتها الضيقة بأن المعركة الحالية مختلفة عن سابقاتها، وأن الاقتراب من ساعة الصفر لنهاية المعركة هو مرحلة حساسة، فأي قتلى إسرائيليين جراء صواريخ حماس في الساعات الأخيرة ربما يُطور المعركة إلى عملية برية محدودة، رغم أن الاخيرة غير مرغوب بها من إسرائيل.

كما وتؤكد هذه الدوائر أن جيش الاحتلال استنفذ ضرب الأهداف العسكرية في غزة بيد أن استمرار المعركة الآن يراد به إسرائيلياً خلق مناخ سياسي يهيئ لبلورة صيغة معينة لانتهاء القتال دونما شروط من حماس.

ووفق التقديرات الإسرائيلية، فإنه بالرغم من الضربات القاسية التي تلقتها حماس الا أنها لا زالت تمتلك مفاجآت وقدرات عسكرية على صعيد الهجمات عن طريق البحر والبر.

وانتقالاً إلى الضفة الغربية، تترقب إسرائيل مآلات الميدان خاصة بعد واقعة إطلاق النار ضد جنود إسرائيليين خلال مواجهات على المدخل الشمالي لمدينة البيرة الثلاثاء، ما أدى إلى إصابة جنديين بجراح طفيفة في قدميهما. وقبل ذلك بساعات، قتل جنود الاحتلال شاباً فلسطينياً في الخليل بزعم أنه كان يحمل عبوة ناسفة على جسده إضافة إلى عبوات أخرى في مركبة كان يستقلها وبندقية محلية الصنع من نوع "كارلو".

ويعتقد الجيش الإسرائيلي أن إطلاق النار اتجاه جنوده على مدخل مدينة البيرة الشمالي لم يكن من ناحية المتظاهرين الفلسطينيين وإنما من تلة مُقابلة. ويزعم أن تنظيم "فتح" من الناحية الرسمية ليس ضالعاً بالأحداث الميدانية الأخيرة. بيدَ أن سؤالاً يشغل بال المستويات الأمنية الإسرائيلية ومفاده: هل تنضم فتح إلى المواجهات؟.. فحينها سيذهب الميدان باتحاه أكثر تعقيداً لأن فتح لديها إمكانيات جدّية حسب تقديرات تل أبيب.

في غضون ذلك، فشل مجلس الأمن الدولي للمرة الرابعة في غضون ثمانية أيام في تبني بيان مشترك حول النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، وأكدت الولايات المتحدة خلال الجلسة ليل الثلاثاء إصرارها على أن النص لن يؤدي إلى احتواء التصعيد.