إيران تتعهد الرد على إسرائيل.. الاضرار في نطنز فادحة

المدن - عرب وعالم
الإثنين   2021/04/12
© Getty
اتهمت وزارة الخارجية الإيرانية الاثنين، إسرائيل بالوقوف وراء الحادث "التخريبي" الذي وقع في منشأة "نطنز" النووية الأحد، لافتةً إلى أن المنشأة تعرضت "للإرهاب النووي" من خلال قطع التيار الكهربائي عن أجزاء منها، من دون أن يخلّف ذلك خسائر بشرية أو تلوثاً إشعاعياً.

وقال وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف إن "الصهاينة يريدون الانتقام من الشعب الإيراني للنجاحات التي حققها في مسار رفع الحظر الظالم... لكننا لن نسمح بذلك، وسننتقم من الصهاينة على ممارساتهم".

وأضاف ظريف خلال اجتماعه بلجنة الأمن الوطني في مجلس الشورى الإيراني، أن "مسؤولي الاحتلال الإسرائيلي كانوا قد أعلنوا صراحة أنهم لن يسمحوا بأي تقدم على صعيد رفع الحظر عن إيران"، و"هم يتصورون اليوم أنهم حققوا أهدافهم، لكنهم سيتلقون الرد بمزيد من التطوير على الصعيد النووي في إيران".

واستهداف "نطنز" هو الثاني من نوعه، حيث تعرضت المنشأة، في 2 تموز/يوليو الماضي، لانفجار في إحدى صالاتها لتجميع أجهزة الطرد المركزي المتطورة، خلّف "خسائر كبيرة"، بحسب الطاقة الذرية الإيرانية.

وأضاف ظريف أن "منشأة نطنز النووية اليوم أقوى من السابق، وإذا تصور العدو أننا ضعفنا في المفاوضات النووية، فإن الذي سيحصل هو أن هذا العمل الجبان سيقوي موقفنا في المفاوضات، وعلى أطراف الحوار أن تعلم أنها إذا كانت تواجه مؤسسات التخصيب في إيران وهي تعمل بأجهزة الجيل الأول، فإن بالإمكان امتلاء منشأة نطنز بأجهزة الطرد المركزي المتطورة ذات القدرة المضاعفة على التخصيب".

من جهته، اتهم المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة، إسرائيل بالوقوف وراء الهجوم، مشددا على أن "رد إيران الانتقامي سيكون في الزمان والمكان المناسبين". وأضاف أن هدف إسرائيل إضعاف القدرات النووية الإيرانية من خلال تنفيذ هذا الهجوم "لم يتحقق".

وكان المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، بهروز كمالوندي، قد كشف، صباح الأحد، عن وقوع حادث في شبكة كهرباء منشأة "نطنز"، التي تعتبر أهم منشأة لتخصيب اليورانيوم في إيران.

كما أكد رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، علي أكبر صالحي، مساء الأحد، تعرض منشأة نطنز لهجوم، قائلاً إن "الإجراء ضد منشأة نطنز دليل على فشل معارضي التقدم الصناعي والسياسي الإيراني بهدف منع تطوير هائل للصناعة النووية الإيرانية".

وفي السياق، نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية عن مصادر استخباراتية أن الدمار الذي حل بمنشأة "نطنز" نجم عن "انفجار كبير" تسبب بأضرار جسيمة قد تؤدي إلى تراجع قدرة طهران على تخصيب اليورانيوم "لتسعة أشهر على الأقل". 

وقال مصدران في الاستخبارات إن "انقطاع الكهرباء" الذي شهدته المنشأة النووية نجم عن "انفجار كبير دمّر أنظمة الكهرباء المستقلة الداخلية، المصونة بشكل مكثف". وأشار المصدران إلى أن تلك الأنظمة تعمل على "تشغيل أجهزة الطرد المركزي الواقعة تحت الأرض لتخصيب اليورانيوم".

وذهبت تقديرات إسرائيلية إلى أن إيران ستردّ على سلسلة الهجمات التي تعرّضت لها خلال الفترة الأخيرة، بدءاً من اغتيال قائد "فيلق القدس" قاسم سليماني، وانتهاءً بتفجير مفاعل نطنز، فجر الأحد.

وقال المحلّل العسكري للقناة (12) روني دانييل إنه "في الوقت الذي انضبط فيه الإيرانيّون لفترة طويلة خلال الأحداث السابقة، يتضّح هذه المرّة أننا نقترب من اللحظة التي لا مناص فيها للإيرانيين سوى أن يردّوا بشكل مناسب على إسرائيل".

وأضاف دانييل أنه "قبل أشهر عبّرت الاستخبارات الإسرائيلية عن خشيتها من أن إيران وصلت إلى الحدّ إلى لا يمكنها الانضباط فيه وأنها ستخرج إلى مسار سيضر بنا. اغتيال العالم النووي، محسن فخري زادة، على الأرض الإيرانيّة قدّم لها دفعة إضافيّة، ويوقظ بها الحاجة إلى الرد".

وقدّر المراسل العسكري للقناة (13) ألون بن دافيد أن الانفجار أدّى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن أجهزة الطرد المركزية في المنشأة، "ما أفقد إيران القدرة على تخصيب اليورانيوم في هذه المنشأة التي تضمّ قرابة 7000 جهاز طرد مركزي". وأضاف أن التقديرات هي أن الضرر لن يكون بالإمكان إصلاحه قبل أشهر.