90% من هجمات النظام السوري على المنشآت الطبية..كانت متعمدة

المدن - عرب وعالم
الثلاثاء   2021/03/09
© Getty
نشرت مبادرة "الأرشيف السوري" الثلاثاء، قاعدة بيانات موسّعة توثّق مئات الهجمات العسكرية التي طاولت منشآت طبية ومرافق صحية في سوريا بين عامي 2011 و2020.

و"الأرشيف السوري" مبادرة يعمل عليها عدد من نشطاء حقوق الإنسان السوريين، وتهدف إلى صيانة الوثائق المتعلّقة بانتهاكات حقوق الإنسان، والجرائم الأخرى المُرتكبة من قبل جميع أطراف النزاع في سوريا. ويشير القائمون على المبادرة إلى أنهم، ومنذ رفع أول مقطع  يصوّر هجوماً على مستشفى سوري على موقع يوتيوب في 15 آب/أغسطس 2011، قد حفظوا وثائق مرتبطة ب410 هجمات منفصلة وموثّقة ما بين 2011 و2020 ضدّ 270 منشأة طبّية في سوريا.

وتشير قاعدة البيانات إلى أن "ما يزيد عن 90 في المئة من الهجمات الموثَّقة... تظهر مؤشراً واحداً على الأقل إلى هجوم متعمّد. وفي 191 من هذه الهجمات "كان وجود المنشأة الطبية وموقعها الجغرافيّ الدقيق معروفَين أو ينبغي أن يكونا معروفَين مسبقاً لأطراف النزاع".

وبحسب الأرشيف، فقد أسفرت نصف الهجمات الموثّقة عن وقوع إصابات مؤكدة، وشملت 12 محافظة سورية من أصل 14 محافظة. ويأتي في مقدمة المنشآت الطبية المستهدفة مستشفى "كفرنبل الجراحي" (أورينت) في بلدة كفرنبل بريف إدلب الجنوبي، حيث وثّقت قاعدة البيانات 10 هجمات على المستشفى، كانت قوات النظام السوري أو القوات الروسية مسؤولة عن ثماني هجمات من بينها على الأقل.

وفي "ما لا يقل عن 191 من الهجمات الموثّقة، كانت الأطراف الرئيسة في النزاع، بما في ذلك مرتكب الهجوم، على درايةٍ أو ينبغي أن تكون على دراية مسبقة بوجود المنشأة الطبية وموقعها الجغرافي". حيث "شاركت الأمم المتحدة مع الولايات المتحدة وروسيا وتركيا الإحداثيات الدقيقة لمنشآت طبيّة محدّدة، على افتراض أن يساعد هذا الإجراء في الحد من القصف على المنشآت الطبية"؛ ولكن العكس هو ما حصل بحسب ما توضحه قاعدة البيانات.

وقعت غالبية الهجمات في محافظتي حلب (118 هجمة) وإدلب (106 هجمات). وقد حرمت هذه الهجمات المدنيين من حق أساسي من حقوقهم، وهو حق الحصول على الرعاية الطبية، كما أسفر ما يزيد عن نصف الهجمات الموثّقة (207 من أصل 410) عن وقوع مؤكّد لضحايا.

كما يرصد الأرشيف 44 حالة استهداف وقع فيها هجوم موثّق ضدّ منشأة مخصّصة للنساء أو الأطفال، وأربع حالات إضافيّة ضد منشآت تقدم خدمات رعاية للصحّة العقلية، كمستشفى "ابن خلدون للأمراض العقلية" في حلب، والذي تعرّض لهجمات متكررة، أو منشآت تعالج أشخاصاً ذوي إعاقة. وعلى سبيل المثال، يذكر التقرير الهجوم على مستشفى "شفق للنساء"، وهو مركز توليد ورعاية صحية أولية، في بلدة ترمانين بإدلب، حيث أوقع الهجوم ضحايا بينهم رضّع وحوامل.

توثّق قاعدة البيانات استخدام أسلحة غير مشروعة في 32 هجوماً على الأقل ضد منشآت طبية في سوريا منذ عام 2011. وتمّ توثيق استخدامين "للأسلحة الكيماوية ضد المنشآت الطبية، مستشفى الصاخور بحلب، ومستشفى اللطامنة الجراحي بحماة"، وكلاهما نُفّذ من قبل النظام السوري في عامي 2016 و2017 على التواليز

كما يوثّق الأرشيف 25 هجوماً باستخدام براميل متفجّرة ضد منشآت طبيّة في مناطق مأهولة، وسبع هجمات باستخدام الذخائر العنقودية، وأربعاً باستخدام أسلحة حارقة، نفّذت في معظمها عبر غارات جوية. كما يوثّق الأرشيف استخداماً وحيداً لقنبلة خارقة للتحصينات ضدّ مستشفى "الصاخور" بحلب، والذي كان مبنياً تحت الأرض ومعداً لتحمّل الغارات الجوية.