سامر الفوز يرث طريف الأخرس..محتكر السكر الجديد

مصطفى محمد
الخميس   2021/03/11
© Getty
يعيد النظام السوري ترتيب الحالة الاقتصادية التي كانت تحت قبضة حفنة قليلة من رجال أعمال يقودهم الوكيل السابق لأعمال آل الأسد، رامي مخلوف، بتمكين طبقة من الأثرياء الجدد من مفاصل الاقتصاد، في تغيير فرضته البيئة الاقتصادية المضطربة نتيجة الحرب.

عملية الإزاحة عن المشهد الاقتصادي التي بدأت بمخلوف، بلغت أكثر المقربين السابقين من آل الأسد، طريف عبد الباسط الأخرس، شقيق فواز الأخرس والد أسماء زوجة بشار الأسد، مالك مصانع السكر (الشرق الأوسط للسكر) والزيوت والمطاحن واللحوم وغيرها من شركات المواد الأساسية، إلى جانب البنوك وشركات التأمين.

فبعد مضي أكثر من عام على صدور قرار الحجز الاحتياطي على أموال الأخرس وأبنائه المنقولة وغير المنقولة، بدأت الأنباء تتوارد عن اقتراب موعد الإعلان عن افتتاح مصنع كبير لتكرير السكر الأبيض يمتلكه رجل الأعمال الصاعد سامر الفوز بالشراكة مع رئيس مجلس إدارة غرفة صناعة حمص، لبيب الإخوان.

وحسب وكالة أنباء النظام (سانا)، يبلغ حجم رأس مال المصنع الجديد في مدينة حسياء الصناعية، 350 مليون دولار أميركي، بطاقة إنتاجية تُقدر بمليون طن سنوياً. ومن المُرتقب أن يقوم رئيس وزراء النظام حسين عرنوس بتدشين المصنع، ما يُعطي تصوراً واضحاً عن حجم الآمال التي يعلقها النظام على هذا المشروع "الخاص".

ووفق معلومات متداولة على نطاق ضيق، فإن سامر الفوز (مالك الأسهم الأكبر للمصنع الجديد) يخوض منذ سنوات حرباً تنافسية مع الأخرس، أهم محتكري استيراد وتصدير السكر، ومن فصولها حادثة اختطاف مرهف ابن طريف الأخرس في منطقة عاليه اللبنانية، في أواخر العام 2019.

وكما هو واضح للباحث الاقتصادي يونس الكريم، يبدو أن سامر فوز خرج من تلك الحرب منتصراً. ويوضح ل"المدن"، أن "دور الأخرس الاقتصادي يتجه للاندثار، وهو ما ظهر واضحاً من خلال قرار النظام تجميد حساباته المصرفية وحساب مجموعته الاقتصادية (حجز احتياطي) أواخر العام 2019"، مشيراً إلى الأنباء عن إلغاء القرار في ما بعد، غالباً بعد تسوية.

ويقول الكريم: "قرار الحجز الاحتياطي وإن تم التراجع عنه، إلى جانب العقوبات البريطانية التي طاولته، دفعت الأخرس إلى الانسحاب تدريجياً من السوق السورية، وكان سامر فوز هو البديل لاستمرار الهيمنة على سوق السكر". ويضيف أن "موقف الأخرس غير الواضح من حرب ابنة شقيقه (أسماء الأسد) على مخلوف، شوّه الارتباط المصلحي بينهما، وخفف درجة الحماية الممنوحة له".

ويبدو أن للعلاقات القوية التي تربط سامر الفوز بالإمارات ودول أخرى دور كبير في وقوع الخيار عليه، لتأمين مادة السكر التي تستهلكها السوق السورية بنسب مرتفعة، ويعتقد الكريم أن توفر السيولة الأجنبية لدى الفوز إلى جانب علاقاته الخارجية، سيجعل من توريد السكر إلى السوق السورية أمراً هيناً إلى حد ما.

ويمكن إدراج كل ذلك، في إطار سعي الأسد إلى خلق طبقة جديدة من رجال الأعمال، بولاء مطلق، وقابلية أسهل لتلقي الأوامر، وفي سبيل تحقيق ذلك، لم يجد الأسد وزوجته أفضل من أمراء الحرب لملء الفراغ.

ويرى الخبير الاقتصادي سمير طويل أن سامر الفوز بات بغياب مخلوف، متصدراً للمشهد الاقتصادي السوري، وذلك بحكم الحظوة التي يمتاز بها، إلى جانب علاقاته الخارجية القوية، ويقول ل"المدن": "يريد النظام من الفوز أن يحل أزمة تأمين مادة السكر للسوق السورية، التي تعاني من نقص كبير منها".

ويوضح أنه بسبب أزمة السكر أطلق النظام حملة "أسبوع بدون سكر"، في حركة بائسة تعكس مدى نقص مخزون هذه المادة، نتيجة تراجع الإنتاج المحلي (سكر أحمر)، ونقص الدولار اللازم لتمويل عمليات استيراد السكر الأجنبي.

وبناءً على ذلك، يعزو الطويل دخول سامر الفوز إلى سوق السكر، إلى الحاجة الاقتصادية، منهياً بالقول: "القراءة الأولية تؤشر إلى ذلك، أي الموضوع لا علاقة له بالصراع بين رجال أعمال النظام".

وكان الاتحاد الأوروبي قد فرض في العام 2011، عقوبات على الأخرس، باعتباره واحداً من ممولي النظام السوري، ومن ثم أعلنت كندا وسويسرا وبريطانيا عن اتخاذ الإجراء ذاته.