إدلب: واشنطن تحقق بإصابة مدنيين لدى إستهداف قيادي بـ"القاعدة"

المدن - عرب وعالم
السبت   2021/12/04
سنتكوم: نتخذ جميع الإجراءات الممكنة للحيلولة دون إصابة مدنيين (الدفاع المدني السوري)

فتحت القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) تحقيقاً في فرضية إصابة مدنيين في غارة للتحالف الدولي شنتها طائرة مسيّرة، استهدفت قيادياً بارزاً في تنظيم "القاعدة" جنوبي إدلب، شمال غرب سوريا.

وقال متحدث باسم القيادة المركزية الأميركية بيل أوربان، في بيان نشرته شبكة "سي إن إن" الأميركية السبت، إن "القوات الأميركية شنت ضربة بالقرب من إدلب في 3 كانون الأول/ديسمبر، استهدفت زعيماً ومخططاً بارزاً للقاعدة"، مشيراً إلى أن "الضربة الأميركية نفذتها طائرة "إم كيو -9 ريبر".

وأشار إلى أن "المراجعة الأولوية لهذه الضربة تشير إلى احتمال وقوع إصابات في صفوف المدنيين"، وقال: "نتخذ جميع الإجراءات الممكنة لمنع اصابة المدنيين"، مؤكداً أنه "سيتم فتح تحقيق كامل بما حدث وستنشر نتائجه في وقت لاحق".

والجمعة، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن "طائرة مسيّرة تابعة للتحالف الدولي، استهدفت شخصاً مجهول الهوية كان يستقل دراجة نارية، بثلاثة صواريخ، على طريق المسطومة، ما أدى إلى مقتله على الفور"، كما "أصيبت عائلة مؤلفة من 6 أفراد بينهم نساء وأطفال، لحظة مرورهم بسيارتهم الى جانب موقع الاستهداف".

ونقلت وكالة "سبوتنيك" الروسية عن مصادر محلية أن "المستهدف هو أحد القياديين التابعين لتنظيم حراس الدين"، وهو "كان يستقل دراجة نارية وصودف مروره قرب سيارة العائلة".

وفي 23 تشرين الأول/ أكتوبر، أعلن متحدث باسم القيادة المركزية الأميركية جون ريغسبي أن الجيش الأميركي قتل زعيم القاعدة البارز عبد الحميد المطر، في ضربة بطائرة مسيّرة في سوريا.

وقال ريغسبي حينها إن "القضاء على هذا القيادي البارز في القاعدة سيقوّض قدرة التنظيم على التخطيط وشن هجمات ضد مواطنين أميركيين وضد شركائنا ومدنيين أبرياء"، مشيراً إلى أنه "ليس لدينا ما يشير إلى سقوط ضحايا مدنيين نتيجة الضربة التي نفذت بطائرة إم كيو 9".

ويأتي الإعتراف بإصابة مدنيين محتملين في الغارة على إدلب، وفتح تحقيق في الحادثة على الفور، بعد أن أمر وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن بفتح تحقيق "رفيع المستوى" في غارة جوية أميركية تم تنفيذها في شرق سوريا عام 2019، وأسفرت عن مقتل عشرات النساء والأطفال، والتي اعترف وزارة الدفاع الاميركية مؤخراً بأنها قتلت مدنيين.

وفي منتصف تشرين الثاني/نوفمبر، اعترفت القيادة المركزية الأميركية لأول مرة بأن غارات جوية لم يُكشف عنها وقعت بالقرب من قرية الباغوز في سوريا، نُفذت قبل أيام من سقوط تنظيم "داعش" في 2019، قتلت مدنيين، بينهم نساء وأطفال.

وفي السياق، قالت منظمات حقوقية دولية، وفي مقدمها منظمة "العفو الدولية" و"هيومن رايتس ووتش"، و"المجلس النرويجي للاجئين"، و"المركز السوري للعدالة والمساءلة"، إن الولايات المتحدة "فشلت في حماية المدنيين في سوريا وأفغانستان"، مضيفةً أن "وقوع قتلى من المدنيين لم تكن حالات شاذة، كما تقول وزارة الدفاع الأميركية".

وتابعت المنظمات الدولية في رسالة إلى البنتاغون الجمعة: "واشنطن فشلت في التحقيق والاعتراف والتعويض عند حدوث الضرر"، فضلاً عن أنها "لم توفر المساءلة في حالة ارتكاب مخالفات"، كما فشلت في "الوفاء بالتزاماتها القانونية والأخلاقية لحماية المدنيين".


تدريبات أميركية
من جهة ثانية، كشفت وكالة "الأناضول" التركية أن وحدة أميركية خاصة مكونة من 70 جندياً، وصلت إلى قاعدة رميلان الأميركية في ريف الحسكة، لتدريب عناصر "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد).

وأشارت الوكالة إلى أن الوحدة الأميركية الخاصة باشرت الأربعاء، بتدريب ما يسمى القوات الخاصة "HAT" التابعة لقسد، على السلاح وعمليات الهجوم والاقتحام، مضيفةً أن "التدريب سيشمل التدريب مئات العناصر".

وتابعت أن العناصر الذين سينهون التدريب "سيتم توزيعهم على مدينة الحسكة وبلدة الشدادي التابعة لها، وحقل العمر النفطي في محافظة دير الزور".

ومنذ عام 2015 تقدم الولايات المتحدة وقوات التحالف الدولي دعماً عسكرياً ولوجستياً ل"قسد" شمال شرقي سوريا، يتضمن إمدادها بشحنات من الأسلحة وتقديم التدريبات لعناصرها.