تراجع احتمالات الهجوم الإسرائيلي على إيران..بينيت خائف من واشنطن

المدن - عرب وعالم
الجمعة   2021/11/26
الجيش الاسرائيلي يسرّع استعداداته ولكن احتمالات الهجوم على إيران ضئيلة (Getty)
في ظل التهديدات الإسرائيلية المتواصلة بشن هجوم على إيران، خصوصاً بعد الإعلان عن استئناف المفاوصات حول الاتفاق النووي الإيراني الاثنين، قالت صحيفة "معاريف" الاسرائيلية إن احتمالات الهجوم على إيران في الأشهر القريبة "ضئيلة"، مضيفةً أن "الاستعدادات للقيام بمثل هذا الهجوم، قد تستغرق أكثر من سنة".


ونقل المحلل العسكري في "معاريف" طال ليف رام عن تقديرات في الجيش الإسرائيلي الجمعة، أن الوصول إلى قدرة عسكرية مثبتة لهجوم على إيران قد يستغرق أكثر من سنة، وقال: "حتى لو استكملت الاستعدادات، فإنه ليس واضحاً حجم الضرر الذي ستلحقه إسرائيل بمهاجمة المنشآت النووية في إيران"، مضيفاً "قبل عقد تقريباً، وُضع على الطاولة خيار الهجوم، لكن في إسرائيل تحدثوا عن مصطلحات تتعلق بعرقلة البرنامج النووي واستهدافه بشكل كبير، وليس بمصطلحات القضاء عليه".

وتابع أنه في موازاة الاستعدادات لخيار عسكري موثوق، "يسرّع الجيش الإسرائيلي استعداداته لهجوم محتمل في إيران، من خلال التركيز على جهوزية سلاح الجو". وقال إن "الاستعدادات تشمل تدريبات على سيناريوهات مختلفة، وقسم منها يجري خارج إسرائيل"، كما وسّع الجيش الاسرائيلي في الأشهر الأخيرة "بنك الأهداف في إيران".

من جانبه، تطرق المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية عاموس هرئيل إلى تصريحات المسؤولين الإسرائيليين خلال مؤتمر سياسي أمني عُقد الثلاثاء، وفي مقدمتهم رئيس الحكومة الاسرائيلية نفتالي بينيت ووزير الدفاع الاسرائيلي بيني غانتس، اللذين شددا على "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها"، حتى في حال التوقيع على الاتفاق النووي الايراني، الذي من المتوقع استئناف المفاوضات حوله بين الدول الكبرى وإيران في فيينا في 29 تشرين الثاني/نوفمبر.

وقال هرئيل إنه بالرغم من هذه التصريحات، إلا أن "احتمال ترجمة هذا الحق إلى هجوم جوي إسرائيلي ضد المنشآت النووية لا يبدو مرتفعاً"، مضيفاً أن "بينيت يتذرع بالواقع الذي أورثه له سلفه بنيامين نتنياهو، بادعاء أنه أهمل عملياً الحفاظ على الخيار العسكري". لكن السبب الاساسي لهذا التقدير، بحسب هرئيل، يتعلق بالتخوف من إساءة العلاقات مع الولايات المتحدة، "وكان هذا السبب الذي منع نتنياهو، في بداية العقد الفائت، من شن هجوم في إيران".

وتابع هرئيل أن "مسؤولين إسرائيليين شاركوا في المؤتمرين الأمنيين الإقليميين في أبو ظبي والبحرين، لاحظوا تغييراً في لهجة الإماراتيين والبحرينيين"، مضيفاً أن "هذه السنة بات التوجه أكثر اعتدالاً واستبدلت بتصريحات متصالحة".

واعتبر مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية ألون أوشفيز في حديث ل"هآرتس"، أن "فشل المفاوضين مع إيران قد ينتهي هذه المرة بسيناريو مختلف تماماً، وسيكون الإيرانيون قريبين من الوصول إلى عتبة دولة نووية"، مضيفاً أن "الإيرانيين سيصلون إلى فيينا من أجل الحصول على كل ما يريدون في العالم الاقتصادي، أي تسهيلات في العقوبات بأدنى ثمن".

وقال إن "بريطانيا وفرنسا والمانيا، وكذلك الولايات المتحدة، ينظرون بشكل مطابق لنظرة إسرائيل إلى دلالات المواد الاستخباراتية في هذا الشأن، بينما نظرة روسيا والصين مختلفة قليلاً". وأضاف "لا أعتقد أنه توجد فروق كبيرة في فهم صورة الوضع التكنولوجية للبرنامج النووي". وتابع أنه في حال التوصل إلى اتفاق نووي، فإنه "يمنح شرعية للبرنامج النووي الإيراني".

وأعلنت إيران والاتحاد الأوروبي استئناف مفاوضات فيينا حول الاتفاق النووي في 29 تشرين الثاني، فيما تصعّد إسرائيل رسائلها لإيران والولايات المتحدة والدول الكبرى الموقعة على الاتفاق النووي بالتهديد بهجوم عسكري في إيران والتلويح باستعداداتها لشن هجوم كهذا.

ويتعلق جزء من المخاوف الاسرائيلية باحتمال انتهاء جولة المفاوضات في فيينا من دون تقدم، وأن تطرح الولايات المتحدة خطة لاتفاق مرحلي، توقف إيران بموجبها تخصيب اليورانيوم مقابل رفع قسم من العقوبات عنها، من دون إعادة البرنامج النووي إلى وضعه قبل الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي عام 2018.