الاتفاق النووي:إيران تتجه نحو بروكسل..وروسيا تلتزم بمسار فيينا

المدن - عرب وعالم
الأحد   2021/10/17
طهران: سياستنا "خطوة مقابل خطوة" في المفاوضات النووية
قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة الاثنين، إن إيران لم تضع أي شروط مسبقة لاستئناف مفاوضات الاتفاق النووي في فيينا المتوقفة منذ حزيران/الماضي، مضيفاً أن الولايات المتحدة "ليست عضواً بالاتفاق النووي لكي تضع شروطا مسبقة".

وأكد خطيب زادة أن الإدارة الأميركية الراهنة تواصل استراتيجية الضغوط القصوى التي اتبعتها الإدارة السابقة، داعيا الرئيس الأميركي جو بايدن إلى تغيير السياسات تجاه إيران وقال إنها أثبتت "فشلها".

وأوضح أن طهران ستواصل المفاوضات المرتبطة بالاتفاق النووي، مشيرا إلى بدء المباحثات بهذا الشأن مع الاتحاد الأوروبي أثناء زيارة نائب رئيس مفوضة السياسة الخارجية أنريكي مورا الخميس إلى طهران، مع تأكيده أن هذه المباحثات ستستمر خلال الأيام المقبلة في بروكسل.

وأضاف أن مباحثات بروكسل ستتمحور حول التحديات والعقبات التي حالت دون توصل مفاوضات فيينا إلى نتيجة خلال جولاتها الست، لافتاً إلى أن مباحثات مورا مع نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية علي باقري في طهران كانت "جيدة وبنّاءة وأبلغنا السيد مورا ما كان ينبغي قوله".
وكان النائب في البرلمان الإيراني أحمد علي رضا بيجي أعلن الأحد، أن "المحادثات حول الإتفاق النووي الإيراني ستُستأنف الخميس في بروكسل مع الدول الخمس التي لا تزال أطرافاً في الاتفاق"، حسبما أبلغ وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان اجتماعاً للبرلمان.


بدوره، أكد النائب الإيراني بهروز محبي نجم آبادي استئناف المفاوضات حول الاتفاق النووي المتوقفة منذ حزيران/يونيو، وقال في تغريدة: "الحكومة الإيرانية ستبدأ المحادثات هذا الأسبوع".

وأوضح آبادي أن عبد اللهيان أكد خلال اجتماع غير معلن للبرلمان، أن "قانون الإجراء الاستراتيجي لإلغاء العقوبات حظي باهتمام خاص لدى الدول المؤثرة في العالم، والجميع تلقى رسالة واضحة وجادة"، مشيراً إلى أن "الحكومة ستبدأ المفاوضات بهذه الورقة القوية الأسبوع المقبل".

لكن مندوب روسيا في مفاوضات فيينا ميخائيل أوليانوف قال في تغريدة، إن "المباحثات في بروكسل لا يمكن أن تكون بديلاً عن مفاوضات فيينا حول الاتفاق النووي. فإذا كان الجانب الإيراني بحاجة إلى هذه المباحثات، يمكن أن تكون تمهيداً لاستئناف مفاوضات حقيقية في فيينا".

من جانبه، نقل عضو هيئة رئاسة البرلمان الإيراني علي رضا سليمي عن عبد اللهيان قوله إن "سياسة إيران حول المفاوضات النووية هي الخطوة مقابل الخطوة، والعمل مقابل العمل"، مشيراً إلى أن "على الأميركيين إظهار حسن النية والصداقة".


وقال عبد اللهيان إن "على الولايات المتحدة اتخاذ خطوة جادة قبل المفاوضات"، مؤكداً أن طهران تعتزم متابعة المفاوضات حول القضايا الحاصلة منذ انسحاب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب من الاتفاق النووي، وليس الحالات الأخرى. ويكشف هذا التصريح لعبد اللهيان أن إيران لا تريد استئناف المفاوضات من النقطة التي توقفت عندها يوم 20 حزيران/يونيو.

وشدد عبد اللهيان على أن طهران ستفصل الاقتصاد الإيراني عن مسار المفاوضات النووية. وحول العلاقات مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أكد أن الحكومة ستمضي وفق القانون الذي أقره البرلمان الإيراني حول اتخاذ خطوات نووية لإلغاء العقوبات الأميركية، مشيراً إلى أن هذا القانون "عزز أوراق المفاوضين، والطرف الآخر فَهِم ذلك جيداً".

وكان نائب وزير الخارجية الإيرانية علي باقري قد اتفق الخميس، خلال لقائه نائب مفوض السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي أنريكي مورا، الذي زار طهران، على استئناف المفاوضات بين الطرفين خلال الأسبوعين المقبلين في بروكسل.

وتطالب الأطراف الأميركية والأوروبية طهران، بالعودة السريعة إلى مفاوضات حول الإتفاق النووي، وسط تحذيرات الجانب الأميركي من أن الوقت بات ينفد، ولن تبقى هذه النافذة مفتوحة للأبد.

وأعرب المبعوث الأميركي الخاص لشؤون إيران روبرت مالي الجمعة، عن أمله بالعودة المتبادلة إلى تطبيق الاتفاق النووي الإيراني، مشيراً إلى أنه يتطلع إلى مناقشة محاولة الولايات المتحدة التفاوض بشأن العودة المتبادلة إلى الاتفاق خلال جولته في منطقة الخليج، التي بدأت الجمعة.

وكان مالي حذر من أن بلاده "مستعدة لكل الخيارات إذا لم ترجع إيران للاتفاق النووي"، إلا أنه شدد في الوقت ذاته على أن واشنطن تعتقد أن "أفضل سبيل للمضي قدماً هو العودة للاتفاق النووي، وبعد ذلك مناقشة سبل تعزيزه".