شمال سوريا:فصائل المعارضة تنشق وتندمج..إستعدادا للمعركة

خالد الخطيب
الجمعة   2021/10/15
كثفت فصائل المعارضة السورية من اجتماعاتها مؤخراً لمواكبة التطورات الميدانية المتسارعة في عموم جبهاتها في إدلب وريف حلب وشرقي الفرات. وتزامنت تحركات المعارضة غير مسبوقة، مع التحركات التركية المتصاعدة شمالي سوريا وزيادة حدة التصريحات المهددة بإطلاق معركة ضد قسد.

التحضير للمعركة
عقد مجلس قيادة الغرفة الموحدة (عزم) اجتماعاً موسعاً في أعزاز للتشاور في آخر المستجدات الميدانية وبحث عمليات التنسيق بين التشكيلات العسكرية المعارضة للتعامل مع أي تطورات ميدانية طارئة، وهو الاجتماع الثاني ل"عزم" خلال أسبوع، وسبقه بيومين اجتماع مشابه لمجلس قيادة الجبهة السورية للتحرير للأهداف ذاتها.

ويرى الباحث في مركز جسور للدراسات وائل علوان أن تحركات الفصائل المعارضة واجتماعات غرفة "عزم" والجبهة السورية هي من باب التحضير لأي تحرك عسكري في واحدة من الجبهات شمالي سوريا.

ويضيف علوان ل"المدن"، أنه "لا توجد حتى الآن حالة الاستنفار الكامل لدى الفصائل التي تشير الى اقتراب موعد المعركة، لكن الفصائل بتحركاتها تريد أن تقول بأنها جاهزة للتعاطي مع أي تحرك ميداني في الجبهات الممتدة شمالي سوريا". ويتابع أنها "بانتظار المبادرة التركية، فالمعركة التي تهدد تركيا بإطلاقها ضد قسد تحتاج إلى حشد عسكري وتحضيرات لوجستية وفنية متنوعة بالإضافة لعمليات رصد واستطلاع، وقد تبدأ هذه المقدمات في أي لحظة".

عزم تستقطب الفصائل 
وأعلن فصيلان انشقاقهما عن الجبهة السورية للتحرير، هما الفرقة 20 ولواء صقور الشمال، فيما أعلن الأخير انضمامه إلى صفوف "عزم"، وبالتالي بقيت الجبهة قائمة على أربعة فصائل رئيسية، هي فرقة المعتصم، وفرقة السلطان سليمان شاه، وفرقة الحمزة، وفرقة القوات الخاصة، التي انضمت إلى صفوف الجبهة مؤخراً.

مصادر عسكرية معارضة قالت إن "عزم" وضعت شرطاً لانضمام لواء صقور الشمال إلى صفوفها، وهو تسوية جميع القضايا الأمنية المتعلقة بعناصر الفصيل، وبالتحديد قضية تعذيب الشاب علي سلطان الفرج في أحد سجون صقور الشمال، وتسليم الأشخاص المتورطين للقضاء.

وأضافت المصادر ل"المدن"، أن "لواء صقور الشمال استجاب للطلب ووعد بتسليم العناصر المتورطين للقضاء، وبناء على ذلك تم قبول صقور الشمال ضمن غرفة القيادة الموحدة رسمياً".

وتتحدث "عزم" عن مواصلة مساعيها للوصول إلى حالة من الاندماج الكامل بين جميع مكوناتها من التشكيلات العسكرية، وذلك عبر مراحل، بداية يتم دمج كل 3 أو 4 فصائل بشكل كامل، للوصول إلى كيان بعدد فصائل أقل يضم ثلاثة تشكيلات كبيرة، ومن ثم العمل على عملية الدمج الكامل بين مكونات الغرفة.

وبداية شهر تشرين الأول/أكتوبر، جرى الإعلان عن اندماج فرقة السلطان مراد، وفيلق الشام قطاع الشمال، وثوار الشام، والفرقة الأولى (لواء الشمال -الفرقة التاسعة -اللواء 112)، وفرقة المنتصر بالله، بشكل كامل تحت مسمى حركة ثائرون، ووعد مسؤولون في "عزم" بالإعلان قريباً عن اندماج جديد بين فصائلها.

اندماجات هشّة؟
ويرى فريق في المعارضة أن الانشقاقات التي حصلت في صفوف الجبهة السورية تنذر بتفككها، وهو مصير شبه محتوم للكيانات المسلحة التي أنشأتها المعارضة في الفترة ما بعد العام 2012، بينما يرى آخرون أن ما يجري هو ترتيب لصفوف الفصائل، وهو الأكثر جدية منذ نشأتها، كما أن الانشقاقات يمكن اعتبارها حالة من الاستقطاب التي تجري بين التحالفين الناشئين، ومن غير المستبعد أن تنتقل فصائل أخرى من الجبهة إلى صفوف عزم، وبالعكس خلال الفترة القادمة.

وقال الباحث وائل علوان إن "الحالة الفصائلية ضمن صفوف الجيش الوطني لم تستقر بعد، والانشقاقات في صفوف الجبهة السورية لا تعبر عن هشاشة التشكيل الجديد ولا تنذر بالضرورة بتفككه". وأضاف أن "ما حصل كان متوقعاً، وقد نشهد حالات مشابهة خلال الفترة القادمة في كلا التحالفين. هناك توجه عام لدى الفصائل للتأسيس لحالة عسكرية أكثر تنظيماً بعد الفشل في تجربة الفيالق التي تم إنشاؤها في الجيش الوطني".

من جهته، يرى المحلل العسكري العقيد مصطفى بكور أن "العائق الرئيسي الذي يواجه كلاً من الجبهة السورية وعزم هو مسألة تخلي الفصائل عن مسمياتها، واستعدادها للاندماج الكامل في صفوف الأجسام الجديدة، في الجبهة، وعزم، لم نرَ حتى الآن ما هو جديد فعلاً من ناحية ظهور وجوه جديدة في قيادات الصف الأول، ولم نشهد حتى الآن انصهاراً فعلياً للفصائل في الأجسام المعلن عنها".

وأضاف بكور ل"المدن"، أن " ما يحصل هو شكل من أشكال الاصطفاف الفصائلية الشكلي، ومحاولة استقواء الفصائل ببعضها ضد تكتلات أخرى، لذلك يمكننا أن نشهد انفراط عقد هذه التكتلات لأسباب تافهة، كالاختلاف على المناصب او المكاسب، وهذا ما يؤكد انها عمليات دمج هشّة قابلة للتفكك".