السعودية تؤكد جدية المحادثات مع إيران.. وقطر تشجع

المدن - عرب وعالم
الجمعة   2021/10/15
المفاوضات ما زالت في مرحلة استكشافية (Getty)
أكد وزير الخارجية السعودية فيصل بن فرحان آل سعود أن بلاده جادة بشأن المحادثات مع إيران، واصفاً المحادثات بالودية والاستكشافية.

وأوضح بن فرحان في مقابلة مع صحيفة "فايننشال تايمز"، أن السعودية جادة بشأن المحادثات "بالنسبة إلينا ليس هذا تحولاً كبيراً. لقد قلنا دائماً إننا نريد إيجاد طريقة لتحقيق الاستقرار في المنطقة".

وبحسب الصحيفة فإن المفاوضات السعودية-الإيرانية لم تحقق بعد تقدماً كافياً لاستعادة العلاقات الكاملة مع طهران. ونقلت الصحيفة عن مسؤول سعودي قوله إن "السعودية تدرس طلباً إيرانياً لفتح قنصليتها في جدة. كما تفكّر الرياض في السماح لطهران بإعادة فتح مكتبها التمثيلي في منظمة التعاون الإسلامي. ومع ذلك، ليست المملكة مستعدة بعد لإعادة فتح قنصليتها في مدينة مشهد الدينية الإيرانية" موضحاً أن "المحادثات حتى الآن تفتقد إلى الجوهر".

وأضاف المسؤول السعودي أن طهران تركز على إرسال إشارات خصوصاً للغرب، تقول فيها "انظروا، حلينا مشاكلنا مع السعوديين، وأي أمور باقية يمكن أن نحلّها معاً، فلا تتحدثوا إلينا عن الأمن الإقليمي. عاملونا كدولة طبيعية ودعونا ننجز الاتفاق النووي".

ووصف المسؤول السعودي وزير الخارجية الإيرانية السابق محمد جواد ظريف بأنه لم يكن لديه "أي تأثير حقيقي على السياسة الخارجية، ولا أي تأثير على السياسة الإقليمية"، مضيفاً "أردنا مع الحكومة الإيرانية الجديدة الحديث مع شخص مقرّب من المرشد الأعلى".

وتابع: "هناك بعض الأحداث التي سرعت بالمفاوضات وجعلت الوقت المناسب لذلك"، مشيراً إلى أن السعودية كانت مستعدة دائماً لإجراء محادثات إذا كانت إيران جادة حقاً، قائلاً: "هناك عوامل مختلفة لعبت دورها".

زخم إيجابي

من جانبه شجع وزير الخارجية القطرية الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني المفاوضات السعودية-الإيرانية، معتبراً أن هناك بعض الزخم الإيجابي في العلاقات الثنائية.

وأضاف وزير الخارجية خلال كلمه له في اليوم الثاني لمنتدى الأمن العالمي 2021 المنعقد بالعاصمة القطرية الدوحة: "نشجع على ذلك ونتطلع إلى استقرار إقليمي، انطلاقاً من كون إيران جاراً وينبغي التواصل معها وحل الخلافات والاختلافات عبر الجلوس الى مائدة المفاوضات وليس عن طريق المواجهة".

وتابع: "نحن لا نستطيع تغيير الجغرافيا وعليه لابد من البناء على التعاون والمصالح المشتركة لتجنيب بلداننا أي خلاف". وأشار إلى أن قطر تتبادل الحديث مع إيران وتشجعها على العودة للاتفاق النووي، كما تشجع الولايات المتحدة على ذلك، منوهاً بمحاولة احتواء أي خلاف قد يحدث.

وقال آل ثاني إن "قطر مستمرة في لعب هذا الدور انطلاقاً من مصلحتها الوطنية وكون إيران دولة جارة نتشارك معها المياه وحقول الغاز، وهناك الكثير بيننا ومن مصلحتنا أن تزدهر إيران ونتطلع إلى أن يتحقق هذا الهدف".

وكشفت وكالة "بلومبيرغ" الأميركية الأربعاء أن إيران طلبت من السعودية إعادة فتح القنصليات وإعادة العلاقات الدبلوماسية كمقدمة لإنهاء الحرب في اليمن.

ونقلت الوكالة عن مصدرين مطلعين على مجريات المحادثات بين البلدين إن توقيت فتح القنصليات وإعادة العلاقات هو النقطة الأساسية في المحادثات التي يتوسط فيها العراق بين البلدين.

وقالت المصادر إن "إيران اقترحت إعادة فتح القنصليتين في مدينتي مشهد الإيرانية وجدة السعودية كدليل على حسن النية". وقال مصدر إن "المحادثات حققت تقدماً بشكل عام، إلا أنها تميل للتعثر عندما يتعلق الأمر بالتفاصيل".

وأشارت الوكالة إلى أنه "في الوقت الذي تدفع فيه القوى العالمية لإجراء مفاوضات لإحياء الاتفاق النووي الإيراني، أجرت إيران بهدوء أربع جولات من المناقشات بهدف تخفيف سنوات من التوتر مع المملكة العربية السعودية، حيث كان التركيز في المحادثات فيها على اليمن".

وتشهد المفاوضات الإيرانية-السعودية برعاية عراقية تبادلاً للرسائل الإيجابية حيث أكد المتحدت باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده مطلع شهر تشرين الأول/أكتوبر، بأن المفاوضات مع السعودية وصلت "لمرحلة جدية أكثر"، فيما قال بن فرحان في تصريحات سابقة أن بلاده تأمل أن يؤدي الحوار إلى "حل القضايا العالقة بين البلدين".