الائتلاف في عنق الزجاجة..وتركيا تؤجل الخلافات 15 يوماً

عقيل حسين
الجمعة   2021/01/15
© Getty
مرّت اجتماعات الهيئة العامة للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية هادئة، مع تأجيل كتل الائتلاف بحث الملفات الخلافية العالقة بينها، بعد تدخل من الجانب التركي.

الاجتماع الدوري للهيئة العامة الذي عُقد على مدى اليومين الماضيين، كان يُنتظر أن يناقش الخلاف بين الحكومة المؤقتة والائتلاف على الصلاحيات وطبيعة العلاقة بين الطرفين، بالإضافة إلى التصويت على إقالة وزيرة التربية وتعيين سفير جديد للائتلاف في قطر، وهي جميعها ملفات شائكة تسببت بتعميق الانقسام بين الكتل التي توجهت للاجتماع بهدف حسمها بعد فشل التوافق عليها مسبقاً.

وبينما كان الجميع ينتظر اجتماعاً ساخناً، تدخلت وزارة الخارجية التركية ودعت قادة الكتل الرئيسية في الائتلاف إلى لقاء جماعي بعد وقت قصير من بدء الجلسة الأولى من الاجتماع، ورغم عدم الكشف عن تفاصيل اللقاء مع الجانب التركي، فمن الواضح أن أنقرة طلبت تبريد الأجواء وتجنب المزيد من التوتر من خلال تأجيل البحث في الملفات الخلافية.

وبالفعل اقتصرت أجندة اجتماعات الهيئة العامة للائتلاف على استعراض تقارير اللجان والمكاتب والوزارات في الحكومة المؤقتة، إلى جانب أعمال هيئة التفاوض التي قدم رئيسها أنس العبدة تقريراً عنها، بينما ركّزت مداخلة رئيس الائتلاف نصر الحريري على استعراض الوضع السياسي وتطوراته في المنطقة وتأثير هذه التطورات على القضية السورية.

وبذلك تكون الحكومة التركية قد أنقذت الائتلاف من إحدى أخطر محطات الخلاف التي تواجهه منذ ثلاث سنوات على الأقل، حيث تشهد العلاقة بين الكتل المكونة له توتراً كبيراً.

وإلى جانب الخلاف بين رئيس الحكومة المؤقتة عبد الرحمن مصطفى، وبين رئيس الائتلاف نصر الحريري والكتل الداعمة له، فإن مصطفى ومكونات أخرى في الائتلاف كانوا يستعدون لطرح إقالة وزيرة التربية في الحكومة، المحسوبة على حركة "العمل الوطني" الداعمة لنصر الحريري، بسبب صدام بين الوزيرة ورئيس الحكومة.

وبينما يتهم رئيس الحكومة والكتل المؤيدة له الوزيرة بتنفيذ أجندة الطرف الآخر سعياً لإفشال حكومته واستبدالها بحكومة جديدة، يقول مقربون من رئيس الائتلاف والمكونات المعارضة لمصطفى، أن الأخير يعمل على جعل الحكومة فوق الائتلاف وتوظيفها لخدمة طموحاته السياسية، في الوقت الذي تعاني فيه المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة واقعاً أمنياً وخدمياً بائساً.

وإلى جانب ملف الخلاف بين الحكومة المؤقتة والائتلاف، تأجل النظر أيضاُ باختيار سفير جديد للائتلاف في قطر. ومنذ وفاة السفير السابق نزار الحراكي في 7 كانون الثاني/ديسمبر 2020، تحاول كتل الائتلاف التوافق على سفير جديد، إلا أن وجود أربعة اسماء مطروحة ما زال يعقد المهمة.

لكن مصادر مطلعة كشفت ل"المدن" أن المنافسة على هذا المنصب انحصرت أخيراً بين إسمين، الأول محسوب على حركة العمل الوطني وهو محمد ياسين النجار، والثاني مدعوم من قبل رئيس الائتلاف وهو نصر أبو نبوت، الذي تم التوافق عليه من قبل ممثلي منطقة حوران في المعارضة.

وترى هذه المصادر أنه من الصعب ترجيح كفة أي من المرشحين المحتملين لشغل هذا المنصب حتى الآن، لكنها تعتقد أن العامل الحاسم في ذلك سيكون بيد الحكومة القطرية بالدرجة الأولى، بالتشاور مع الجانب التركي، ولذلك فقد تم التوافق بين كتل الائتلاف على إعادة مناقشة هذا الملف في اجتماعات الهيئة السياسية الاثنين، من أجل الاستقرار على الاسماء المرشحة من قبلها بشكل نهائي.

"ترحيل الخلافات وليس حسمها" هذا ما توافقت عليه كتل الائتلاف المعارض في اجتماع الهيئة العامة، بعد التدخل التركي في اللحظة الأخيرة. هذا التدخل الذي نزع فتيل توتر كان يتوقع معه البعض أن يتجه بالمؤسسة نحو نفق خطير، وسط مهلة آخيرة مدتها 15 يوماً منحتها الخارجية التركية خلال لقائها رؤساء الكتل، لإيجاد حلول للملفات العالقة بينها.