حظر تسلّح إيران:واشنطن تتراجع خطوة..لكنها لن تتقدم

المدن - عرب وعالم
الأربعاء   2020/08/12
© Getty
سعت الولايات المتحدة لحمل مجلس الأمن على تمديد حظر التسلّح المفروض على إيران بنسخة مبسطة من مشروع قرار سابق، في خطوة قد تمنح واشنطن المزيد من الدعم في المجلس، لكن من غير المرجح أن تتغلب على معارضة روسيا والصين اللتين تتمتعان بحق النقض (الفيتو).

وتتكون المسودة الجديدة، بحسب "رويترز"، من أربع فقرات فقط وستمدد حظر التسلّح على إيران "إلى أن يقرر مجلس الأمن غير ذلك"، مؤكدة أنه "ضروري لحفظ السلم والأمن الدوليين".

وينتهي الحظر المفروض منذ 13 عاما في تشرين الأول/أكتوبر وفق اتفاق نووي موقع في 2015 بين إيران وروسيا والصين وألمانيا وبريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة، يمنع طهران من تطوير أسلحة نووية مقابل تخفيف العقوبات، لكن سبق لواشنطن أن انسحبت منه في أيار/مايو 2018.

وحذّرت طهران من احتمال لجوء واشنطن إلى تفعيل آلية "فض النزاع" بالاتفاق النووي كخيار بديل في حال فشل خيار تمديد الحظر التسلّح.

وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن واشنطن "أخفقت دوماً خلال العامين الماضيين في مشاريعها ضد الشعب الإيراني"، متوقعاً أن تفشل جهودها في تمرير مسودة قرارها في مجلس الأمن، وإعتبر أنها "تهدف إلى تدمير الاتفاق النووي والقرار الأممي ال2231".

وأضاف روحاني أن طهران بعد انتهاء هذا الحظر يمكنها بيع وشراء الأسلحة بموجب القرار 2231 "لكن أميركا تحاول نقض هذا البند في القرار، ونحن على أمل كبير أنها ستفشل وستواجه عزلة مرة أخرى". وشدّد على أن "أي قرار يتم إقراره سيكون بمثابة انتهاك للاتفاق النووي"، متوعداً بأن "من يمرر هذا القرار سيتحمل عواقب ذلك".

وأشار الرئيس الإيراني إلى تصريحات لنظيره الأميركي دونالد ترامب قبل أيام، قال فيها إنه سيتوصل إلى اتفاق مع إيران فور فوزه بالانتخابات الرئاسية، متسائلاً إن "كان صادقاً حقاً ويريد حل القضايا، فلماذا خلال السنوات الماضية قدم كل هذه المشاريع ضد الشعب الإيراني والمنطقة؟ ولماذا هذه الأيام يطرح قراراً ضد جزء من الاتفاق النووي؟"، من الواضح أنه ليس صادقاً ولا يلتزم بالعهد".

ونقلت "رويترز" عن دبلوماسيين أنه في حين أن المسودة الأميركية الجديدة قد تمنح الولايات المتحدة المزيد من الأصوات، فمن غير الواضح ما إذا كانت واشنطن ستستطيع الحصول على تسعة أصوات وهو الحد الأدنى اللازم لتمرير مشروع القرار، ويقولون إن من غير المرجح أن تقنع روسيا والصين بالامتناع عن التصويت.

وكتب مدير فرع مجموعة الأزمات الدولية لدى الأمم المتحدة ريتشارد جوان في تغريدة: "لا يخدعكم إيجاز المسودة الأميركية الجديدة. النقطة الرئيسية هي أنها تفوضّ بتمديد غير محدد الأجل لحظر الأسلحة على إيران... والصين وروسيا لن يعجبهما ذلك". وأضاف "هناك احتمال كبير جدا بأن تفشل هذه المسودة الأميركية بحلول يوم الجمعة".

من جهته، أكد وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف أنه "على يقين بأن القرار الأميركي لتمديد حظر التسلّح لن يكسب الأصوات"، مستبعداً في الوقت ذاته أن تقدّم واشنطن "مسودة قرار أخرى".

وقال ظريف إن "ثمة توقعات في نيويورك بأن القرار الأميركي لن يحصل إلّا على صوت أو صوتين"، معتبراً أن ذلك "سيوضح العزلة الأميركية في العالم بشكل كامل". وقال إن "الأميركيين قالوا الأسبوع الماضي إنهم يوم الإثنين في هذا الأسبوع سيوزعون مشروعهم على أن يتم التصويت عليه يوم الثلاثاء، لكن سمعنا مساء أمس أنه تم تأجيل التصويت".

وتعقيباً على المسودة الجديدة التي عرضتها واشنطن على أعضاء مجلس الأمن، قال ظريف: "إنهم عرضوا قراراً أقصر من السابق وفي بنود عدّة، لكن الهدف هو نفسه"، مؤكداً أنها "لن تحصل على الأصوات اللازمة".