شمال سوريا..بوتين يخلق ظروفاً لا يستطيع أحد غيره معالجتها

المدن - عرب وعالم
الأحد   2020/07/12
© Getty
اعتمد مجلس الأمن في وقت متأخر من ليل السبت/الأحد، قراراً قدمته ألمانيا وبلجيكا، تم بموجبه تمديد آلية المساعدات الأممية العابرة للحدود إلى سوريا من معبر واحد على الحدود التركية، لمدة عام.

وقال رئيس المجلس ممثل ألمانيا كريستوف هويسجن، في تصريحات للصحفيين، إن مشروع القرار المعدل حصل على موافقة 12 دولة، فيما امتنعت 3 دول عن التصويت، هي روسيا والصين والدومينكان. ومشروع القرار المعدل المقدم من ألمانيا وبلجيكا، يسمح بتمديد عمل آلية إيصال المساعدات العابرة للحدود من معبر واحد فقط (باب الهوى) لمدة عام.

وهذا هو القرار الخامس الذي يصوت عليه المجلس في غضون خمسة أيام حول الموضوع/ بعد أن فشل بتبني أربع قرارات سابقة، اثنين تقدمت بهما بلجيكا وألمانيا، وحصلا على تأييد جميع الدول الأعضاء باستثناء روسيا والصين، اللتين استخدمتا "الفيتو" ضدها. وأما المشروعان الروسيان فلم يحصل أي منهما على الحد الأدنى من الأصوات التسعة المطلوبة لتبني المشروع.

وتبادل السفير الألماني وممثل السفير الروسي والصيني خلال الجلسة الاتهامات. وقال المندوب الروسي إن موسكو كانت مستعدة للتصويت على مسودة مشابهة لما تم التصويت عليه الاثنين الماضي، لكن الدول الغربية أرادت تقديم مسودات مشاريع للتصويت عليها على الرغم من أنها تدرك أنه لن يتم تبنيها.

فيما تساءل المندوب الصيني عن السبب وراء رفض الدول الغربية الطلب الصيني والروسي بأن يقدم الأمين العام تقريراً حول تأثير العقوبات الغربية على قدرة النظام السوري على مكافحة كورونا. ومن جهتها اتهمت الدول الغربية روسيا والصين بدعم النظام السوري على حساب ملايين السوريين الذين يحتاجون لمساعدة.

من جهته، كشف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس أن قرار مجلس الأمن الدولي الخاص بتمديد آلية المساعدات إلى سوريا عبر معبر "باب الهوى"، يضمن استمرار المساعدات الإنسانية ل2.8 مليون سوري.

وأضاف في بيان أصدره المتحدث باسمه ستيفان دوجاريك، أن "المساعدة الإنسانية عبر الحدود مازالت هي شريان حياة لملايين المحتاجين في منطقة شمال غربي سوريا وخارجها". ودعا الأمين العام "جميع أطراف الصراع إلى ضمان وصول المساعدة الإنسانية إلى جميع المحتاجين وفقا للقانون الإنساني الدولي".

واعتبرت مجلة "فورين بوليسي" الأميركية أن الإجراءات الروسية بتقليص عدد المعابر التي تدخل المساعدات، تهدف إلى تعزيز سيطرة حكومة النظام السوري على مساحة أوسع من الأراضي السورية، وهو أحد مفاتيح الأهداف طويلة المدى لروسيا في الحفاظ على دولة "عميلة مرنة" يمكنها عبرها توسيع نطاق قوتها في شرق البحر الأبيض المتوسط.

وأضافت أن تلك الإجراءات تهدد بزيادة هروب المدنيين السوريين عبر الحدود إلى تركيا، وربما إلى أوروبا. كما تؤكد أن النداءات الضئيلة للضمير الروسي لا تحمل أي وزن.

وقالت إن الإجراءات الروسية تتبع نمطاً راسخاً من التدخل في الصراع السوري -مع وضع أهداف موسكو في الاعتبار- والتي تتوقف قبل القيام بأي شيء بنّاء.

ويرى خبراء الإغاثة إن الخطوة الروسية لإلغاء تفويض الأمم المتحدة لعبور الحدود السورية ستمنع الأمم المتحدة من توجيه الأموال إلى المنطقة أو لعب دورها التنسيقي التقليدي، مما يحد من الجهود الدولية لزيادة برامج المساعدة، حتى لو لم يكن بالضرورة وقف جهود وكالات الإغاثة الخاصة لإيصال المساعدات إلى شمال غرب سوريا.

وتنقل المجلة عن خبراء أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ينشر استراتيجية "ترامبيّة" من خلال خلق أزمة لا يستطيع أحد سواه حلها، في إشارة إلى أسلوب الرئيس الأميركي دونالد ترامب. ويقول آخرون إن روسيا تفوقت على الغرب من خلال استيعاب جميع القرارات الرئيسية بشأن سوريا في مجلس الأمن، حيث يمكنها استخدام حق النقض (الفيتو) لصالح بشار الأسد.