واشنطن:الاحتجاجات تكبر..وترامب يتلاسن مع رئيس الاركان

المدن - عرب وعالم
الأحد   2020/06/07
© Getty
توجّت احتجاجات ضخمة ضد وحشية الشرطة في جميع أنحاء الولايات المتحدة أسبوعاً بدأ في حالة من الفوضى ولكنه انتهى بتعبيرات سلمية يأمل منظمون أن تعزز حركتهم.

لم تتضمن مسيرات يوم السبت التي غلب عليها النهج الاحتفالي في كثير من الأحيان سوى عدد قليل من التقارير حول العنف. ولم تكن السلطات سريعة في إصدار تقديرات لحجم المشاركين، لكن كان من الواضح أن عشرات الآلاف من الناس، وربما مئات الآلاف، خرجوا على المستوى الوطني، بحسب وكالة "أسوشيتد برس".

واجتمع المتظاهرون، وهم يرتدون الأقنعة والكمامات، ودعوا إلى تغييرات أساسية في عشرات الولايات والمدن، بينما انتظر مشيعون في ولاية كارولينا الشمالية لساعات لإلقاء نظرة على التابوت الذهبي الذي يضم جثة ابن الولاية جورج فلويد، المواطن الأسود الذي تسبب مقتله على يد شرطة مينيابوليس في تعزيز الحركة الاحتجاجية.

وكانت أكبر مظاهرة في العاصمة واشنطن، حيث أغرق المتظاهرون الشوارع المغلقة أمام حركة المرور. واجتمعوا عند مبنى الكابيتول والمول الوطني وفي الأحياء. وحوّل بعضهم التقاطعات إلى صالات رقص. وعرضت الخيام وجبات خفيفة ومياه.

وفي البيت الأبيض، الذي تم تحصينه بسياج جديد وإجراءات أمنية إضافية، سمعت هتافات وصيحات إستنكار. وقلّل الرئيس دونالد ترامب، الذي حث السلطات على قمع الاضطرابات، من أهمية المظاهرة وقال في تغريدة: "حشد أصغر بكثير في العاصمة مما كان متوقعاً".

وفي أماكن أخرى، تظاهر الأميركيون ضمن حراك "حياة السود مهمة" في بعض أشهر المعالم في البلاد. واختلط متظاهرون سلميون مع سائقي السيارات عندما عبروا جسر البوابة الذهبية في سان فرانسيسكو. وتم إخلاء السيارات من جسر بروكلين مع تدفق المتظاهرين إلى مانهاتن في يوم خففت فيه شرطة نيويورك تطبيق حظر التجول الذي أدى إلى مواجهات. وسار المتظاهرون في جادات هوليوود وشارع في ناشفيل بولاية تينيسي مشهور بالحانات والمطاعم ذات الطابع الموسيقي الريفي.

وسار حشد كبير من العاملين الطبيين في سياتل، كثيرون منهم يرتدون معاطف معامل وملابس الجراحة، إلى وسط المدينة، حاملين لافتات كتب عليها "عنف الشرطة والعنصرية حالة طوارئ صحية عامة" و"الممرضات يجثون معكم، وليس عليكم" - في إشارة إلى كيفية ضغط ضابط أبيض بركبته على عنق فلويد حتى قتله.

ويقول المتظاهرون ومؤيدوهم من المسؤولين في مناصب عامة إنهم مصممون على تحويل التدفق إلى تغيير، لا سيما إصلاح سياسات الشرطة. وحث العديد من المتظاهرين المسؤولين على "سحب اعتمادات الشرطة".

ويعد الديمقوراطيون في الكونغرس بمجموعة شاملة من إصلاحات الشرطة، والتي من المتوقع أن تشمل تغييرات على أحكام الحصانة وإنشاء قاعدة بيانات لحوادث استخدام القوة. كما من المقرر فرض متطلبات تدريب محدثة، من بينها حظر استخدام أسلوب الإخضاع بالخنق. ومن غير الواضح ما إذا كانت هذه الإصلاحات ستمر عبر الكونغرس المنقسم أم لا.

وكان ترامب أثار جدلاً بحديثه أن يوم الجمعة شكّل "يوما عظيما" لجورج فلويد، في إشارة إلى انخفاض نسبة البطالة. وقال ترامب عن قضية وفاة فلويد: "رأينا جميعا ما الذي حصل الأسبوع الماضي. لا يمكننا أن ندع ذلك يتكرر".

وأضاف "آمل أن يكون جورج يشاهدنا من السماء، ويفكر بأن ما يجري في بلاده أمر عظيم جداً. هذا يوم عظيم بالنسبة له، هذا يوم عظيم للجميع".

وردّ المرشح الديموقراطي للانتخابات الرئاسية جو بايدن على ترامب قائلاً إن "الكلمات الأخيرة لجورج فلويد، لا أستطيع أن أتنفس، لا أستطيع أن أتنفس، دوى صداها في كافة أنحاء بلدنا". وأضاف "أن يحاول الرئيس وضع كلمات أخرى على لسان جورج فلويد، هو أمر حقير بصراحة".

وكان ترامب هدّد أكثر من مرة بنشر الجيش في العاصمة والولايات لقمع أعمال الشغب التي تجتاح الاحتجاجات. ونقلت شبكة "سي إن إن" الأميركية عن مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية قوله إن ترامب طلب نشر عشرة آلاف جندي في العاصمة واشنطن ومدن أميركية لمواجهة الاحتجاجات.

وبحسب المصدر، رفض وزير الدفاع مارك إسبر، ورئيس هيئة الأركان المشتركة مارك ميلي، طلب ترامب. وفي ظل هذا الرفض، أفادت مجلة نيويوركر بأنها علمت من مصادر في البيت الأبيض بوقوع مشادة كلامية بين ترامب وميلي.

ووفقا للمصدر فإن الجنرال ميلي رفع صوته في وجه الرئيس اعتراضاً على طلبه إنزال الجيش لشوارع المدن الأميركية لإنهاء الاحتجاجات، حيث يرى ميلي أن نزول الجيش للشارع مخالف للقانون.

وبحسب التقرير فإن هذه المشادة وقعت الاثنين الماضي، حين قام ترامب بزيارة مثيرة للجدل إلى كنيسة سانت جون التاريخية القريبة من البيت الأبيض، بعدما أزاحت قوات الأمن المتظاهرين من طريقه.